بقلم .. رضا البطاوي
نقد كتاب فلينزع الحجاب تأليف شاهدورت جافان ترجمة فاطمة بالحسن
معظم من يكتبون أو يكتبن عن الإسلام الحقيقى ممن يدعون العلمانية معظمهم جهلة بالكثير منه فهم ينسبون للإسلام أفعال من يدعون أنهم مسلمون مع أنهم ليسوا على دين الإسلام
والمصيبة الأكبر الجهل بالعلمانية رغم أن واحدة كشاهدورت تدعى أنها علمانية فهى تهدم أسس من أسس العلمانية فمثلا تطالب بالحرية للنساء والبنات ومع هذا تطالب بإجبار البنات فى المدارس على خلع الخمار حتى ولو كن يلبسنه برضاهن
والآن لتناول الأخطاء فى كلامها :
-قالت ” قمعت منذ الثالثة عشر إلى الثالثة والعشرين من عمرى محكومة بكونى مسلمة خاضعة ومسجونة تحت سواد الحجاب من 13 على 23 ولن أسمح لأى كان أن يقول إنها كانت أجمل سنوات حياتى”ص5
الكتاب يتناول مقولة خاطئة هى مقولة الحجاب فلا يوجد لباس يسمى الحجاب فى الإسلام ولا توجد هذه التسمية كلباس فى المصحف ولا حتى فيما ينسب للنبى(ص) بالحق أو بالباطل
الحجاب فى المصحف هو ستار أى شىء يحول بين نساء البيت وبين الرجال الأغراب من الضيوف حتى لا يروا ما كشفن من أجسامهن فى حجراتهن هذا الساتر أى الحاجب يطلب الضيوف من خلفه الطعام أو الشراب وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب :
“يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن”
وأما غطاء الرأس فهو الخمار ومعه الجلباب الساتر لباقى الجسم وفى هذا قال تعالى بسورة النور:
“وليضربن بخمرهن على جيوبهن “
والسؤال لشاهدورت وأمثالها :
من قمعك؟
هل هو الإسلام أم أهلك أم حكومتك ؟
بالقطع أهلك هم من قمعوك أو سلطات بلدك فالدين لا يقمع أحد فهو مجرد نصوص ينفذها من يريد ويكفر بها من يريد
-قالت ” كيف تغدو الحقوق الطبيعية جدا فى نظرهم أمرا لا يمكن تصوره فى الأنظمة الدينية الإسلامية كنت أستحق كما كل كائن بشرى أن أولد فى بلد ديمقراطى فلم أحظ بهذا النصيب لذلك ولدت ثائرة ناقمة “ص6
الخطأ الأول هو قولها بوجود أنظمة دينية إسلامية فلا يوجد سوى نظام واحد فكما الرب واحد نظامه واحد ولكن البشر من يفسرون على هواهم النظام فيجعلون للنص تفسيرات متعددة ولهذا قال تعالى “وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”
والخطأ الآخر هو أنها كانت تستحق كما كل كائن بشرى أن يولد فى بلد ديمقراطى والسؤال من جعلك تفرضين ذلك الاستحقاق ؟
من من الناس يولد برضاه فى بلد يحبها أو يريدها ؟
كلام جنونى سواء آمنا بوجود الله أو أنكرناه كما البعض ففى كلتا الحالتين لا يوجد من فرض هذا الحق
والخطأ الأخير أنها ولدت ثائرة ناقمة وهو جنون فلا أحد يولد ثائر ولا ناقم فكلنا نولد ونحن جهلة لا نعرف شيئا لا نعرف شىء حتى يعرفنا الآخرون أو تعرفنا التجربة فهل مثلا شاهدورت هل ولدت وهى تنطق أمى وأبى أو بلدى أو علمانية أو إسلامية أو غير ذلك ؟
بالقطع لم تكن هى أو نحن نعلم شىء
-قالت”ولكن ما هو هذا الحجاب وماذا تعنى سكنى جسد محجب؟وأن أكون محكومة بالحبس فى جسد محجب لأنه مؤنث ؟ من له الحق بالكلام فى هذا الشأن ؟”ص6
المرأة تتحدث عن الحجاب وكأنه أمر خاص بالنساء دون الرجال مع أنه فى الآية خاص بهما معا كما قال تعالى :
” وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن”
هذا هو الحجاب فى المصحف
-قالت”أيستطيع هؤلاء المفكرون إعطائى جوابا؟
لماذا تحجب البنات والبنات فقط المراهقات ذوات الـ16 عاما و14 والصغيرات ذوات الـ 12 عاما والـ10 وألـ 9 والسبعة أعوام “ص7
نلاحظ الجهل بحكم الله فالحجاب وهو الخمار والجلباب ليس مفروضا على الصغيرات ذوات الـ 12 عاما والـ10 وألـ 9 والسبعة أعوام فالأحكام فى الإسلام لا تجب إلا على البالغات العاقلات وهن من يسميهن المصحف المؤمنات ولذا نجد الخطاب “وقل للمؤمنات “
وحتى ما يروى من أحاديث يقول نفس المعنى تقريبا
” إذا حاضت المرأة لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا”
ونلاحظ الجنون فى السؤال فهى تقول لماذا تحجب البنات والبنات فقط المراهقات؟
فهى تتساءل عن أن الحجاب فرض فقط على البنات المراهقات والصغيرات مع أنها تعرف أن الحجاب فرض على الكبيرات وهو ما قالته فى نص أخر :
” يرمز الحجاب فى نظر الرجل المسلم إلى صورة الأم المحبوبة”ص14
لماذا هذا السؤال الذى لا قيمة له والذى يبين أنها مصابة بنوع من الجنون فهى تعرف أن كل النساء يلبسن الحجاب أى الخمار والجلباب فى بلدها ومع هذا تصر عن الكلام عن الصغيرات ؟
-قالت”لماذا نغطى جسدهن وشعرهن؟ ماذا يعنى فعلا حجاب البنات؟وما الذى يحاولون ترسيخه فيهن وطبعه ببطء فى أذهانهن ؟ ذلك أنهن فى البدء لم يخترن الحجاب بل حجبن وكيف يعشن ويسكن جسد مراهقة محجبة ؟ وعلى كل حال لماذا لا يحجب الصبيان المسلمون ؟ ألا يمكن أن تثير أجسامهم وشعورهم رغبة ص7 البنات؟ إلا أن البنات لم يصنعن ليملكن الرغبة الجنسية إنهن فى الإسلام أداة لشهوة الرجال فحسب”ص8
ككل الرجال والنساء الذين يكرهن الخمار والجلباب أو يدعين العلمانية زورا تتساءل عن السبب ولا يمكن أن تقنعها أو تقنعه بكلام الله لأنه لا يؤمن به سواء كان ينكر وجود الله أو يعتقد أن الله لم يقل ذلك
السؤال لهؤلاء ماذا ترون فى الطبيعة وهى كون الله عندنا ألا ترون أن أجسام الحيوانات يغطيها كلها عدا الوجه والأطراف الشعر أو الوبر أو الصوف أو الريش أو القشور أو الأشواك أو الأصداف ؟
ألا ترون النباتات كلها يغطى أجسامها اللحاء فيما عدا الأوراق والجذور ؟
إذا الحجاب هو قانون كونى يسرى فى المخلوقات كلها
والسؤال الأخر
إذا رفضنا الخمار والجلباب فما هو حكم العلمانية فى اللباس؟
لا يوجد حكم فلو قلنا أن العلمانية تتيح الحرية فمعنى هذا أن من حق كل امرأة أن تلبس ما تشاء أو تمشى عارية كما ولدتها أمها
العلمانيون والعلمانيات مختلفون فمنهم من يريد حياة العرى كاملة ومنهم من يريد اللباس تنورة قصيرة وقميص مظهر لبعض الأثداء والظهر ومنهم من يفضل اللباس الطويل ومنهم من يفضل لباس البحر ………..
هل يوجد حكم يقول لنا من فيهم على الحق ؟
لا قطعا
إذا فالاستناد إلى الحرية فى اللباس ضرب من الجنون لأنه فى تلك الساعة الكل على حق مع اختلافهم
إذا هل نستند للمساواة ؟
لو استندنا للمساواة فهناك حكمين الأول العرى للكل والثانى اللباس للكل وداخل هذا الحكم اختلافات
من يحكم إذا أن العرى الكامل أو اللباس على اختلاف الأجزاء المعراة منه هو الحق ؟
قطعا لا يوجد فى العلمانية
فهل يحتكم الكل لما يسمونه الطبيعة ؟
إنها الحكم الوحيد الذى يكون صحيحا فى تلك الحالة ولكن الكثيرون من أصحاب العرى الكامل والعرى فى غير الوجه والأطراف سيعترضون
والسؤال ماذا تريدون وماذا تردن أن يكون الصحيح أم أن الحياة كلها هراء وعبث فإن كانت كذلك فلماذا نختلف ونتعارك على تلك المسائل ؟
اعقلوها
وأما السؤال الأخر لماذا لا يحجب الصبيان المسلمون ؟
فالرد هو اختلاف التكوين يوجب اختلاف الحكم
والأسئلة لماذا لا يرضع الرجال الأطفال كما ترضع النساء؟
لماذا لا يحمل الرجال كما تحمل النساء؟
لماذا للرجال قضبان يدخلنها وليس للنساء إلا أن تدخل القضبان فيهن ؟
التكوين المختلف هو من أدى لاختلاف الحكم فلو أن المساواة كانت تامة فى التكوين الجسدى لاستوى الحكم ولكن الطبيعة وهى عندنا خلق الله أوجبت الخلاف
إنها حالة من العمى العقلى تصيب من تطرح أو يطرح السؤال ظنا منه أنه أتى بالبرهان الذى لا يقف أحد أمامه البرهان الذى يبهت الآخر
_قالت” منذ ولادة البنت عند المسلمين تعتبر عارا ينبغى ستره لأنها ليست ولدا ذكرا وهى تمثل فى ذاتها النقص والعجز والدونية وتعتبر أداة كامنة للجنوح وإلى خطيئتها تعود كل محاولة لممارسة الفعل الجتسى يقوم بها الرجل قبل الزواج وهى أداة الاغتصاب المحتملة وأداة الخطيئة بل والسرقة “ص8
شاهدورت تتهم المسلمين بالتهم التى اتهم الله بها فى الإسلام الكفار وهى اعتبار البنت عار يجب دفنه أو الإبقاء عليه مع الذل ومن ذلك قوله:
“وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون”
بالقطع من يفعل ذلك يكون كافرا فى الإسلام وهذه المقولة تؤكد جهل شاهدورت بالإسلام فهى لم تقرأ المصحف ولا عقلت ما فيه وإنما هى تتحدث عن عادات البعض فى المجتمعات
وهى تتهم أيضا المسلمين بالباطل بكونهم يعتقدون أن المرأة سبب الخطيئة والطريق لها وهو ما يخالف قوله تعالى :
“ولا تزر وازرة وزر أخرى “
-قالت” هى الإثم مشخصا لأنها تخلق الرغبة الجنسية وهذه الرغبة نفسها آثمة عند الرجل تشكل البنت تهديدا دائما للمبادىء والأخلاق الإسلامية إنها أداة الجريمة المحتملة مذبوحة بيد الأب أو الإخوة من أجل غسل الشرف الملطخ ذلك أن شرف الرجال المسلمين يغسل بدم البنات “ص8
تتهم الكاتبة الإسلام والمسلمين معا بما ليس فيه وهو غسل الشرف الملطخ فهذه عادات مجتمعات وليس حكم فى الإسلام وهو عادة فى كل المجتمعات تقريبا يستوى فى ذلك من يعيشون فى بلاد تسمى متقدمة أو متأخرة وأحكام جريمة الزنى فى الإسلام لا تقتل الزناة بل تعاقبهم بالجلد كما قال تعالى :
“الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين”
ومن ثم فليس غسل الشرف بالقتل حكم من الإسلام بل حكم كافر من يفعله كافر بحكم الله
_قالت “إن الذى لم يسمع صراخ اليأس تطلقه نساء فى غرف التوليد بعد أن وضعن بنتا ولم يضعن الصبى المرغوب فيه ومن لم يسمع بعض ص8 النساء يتضرعن ويطلبن الموت للبنت التى وضعنها أو يطلبنه لأنفسهن ومن لم يشاهد استغاثة أم وضعت لتوها مثيلتها هذه التى ستلقى فى وجهها آلامها وعذاباتها الذاتية ومن لم يسمع أمهات يقلن ارموها فى صندوق القمامة اخنقوها إن كانت بنتا من خوفهن من الضرب أو التطليق لا يستطيع أن يفهم ذل أن تكون امرأة فى البلاد الإسلامية أود أن أحيى فيلم جعفر باناهى الدائرة الذى يقدم إلينا لعنى بنت فى بلاد الإسلام”ص9
هنا الكاتبة تتحدث عن عادة المجتمع فى حب إنجاب الصبيان وعذاب كل الوالدات بنات بسبب ذلك وتعممه على كل المجتمع وهو كلام خاطىء فليست كل النساء ولا كل الرجال يعتقدن هذا الاعتقاد الخاطىء الذى يؤثمه الإسلام حيث أخبر الله المسلمين والناس أن المسألة الإنجابية عقما وإنجابا وإنجاب ذكور فقط أو إناث فقط أوهما تعتمد على إرادة الله وحده حيث قال :
“لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما “
ونلاحظ أن الكاتبة ناقضت نفسها بتحيتها رجل على فيلمه المحارب لتلك الظاهرة التى يقوم بها الرجال ومع هذا تتهم الإسلام بها فهل يعتبر جعفر من خارج المجتمع الذى تتكلم عنه بعامة وهناك الكثيرون مثله ؟
-قالت”الحجاب ليس مجرد منديل على الرأس بل يجب أن يخفى الجسد كليا وهو يلغى قبل كل شىء اختلاط المكان ويجسد ماديا الفصل الجذرى والتعسفى للفضاء المؤنث عن الفضاء المذكر أو بتعبير أكثر دقة إنه يحدد ويحد الفضاء المؤنث الحجاب هو المبدأ الإسلامى الأكثر همجية المدون على الجسد الأنثوى والمستولى عليه “ص10
الخطأ كون الحجاب ليس منديلا وإنما عملية فصل جذرى تعسفى للذكور عن الإناث وهو كلام جنونى فالأسرة لا يفصل ذكورها عن إناثها داخل البيت خاصة فى معظم الطبقة المتوسطة وكل الطبقة الفقيرة حيث ينامون فى حجرة واحدة ويتناولون الطعام معا ويذاكرون معا كما أن النساء والرجال يتواجدون داخل المصالح الحكومية للضرورة معا وعلى حد ما أعتقد فإن الجامعات الإيرانية حاليا ليس بها فصل بين الذكور والإناث وهو كلام يناقض كلامها عن الدرس الدينى أنها كانت من الممكن أن تكون واحدة من آيات الله لو أرادت وهو ما يعنى أنها كانت تتواجد فى الدراسة مع الرجال كما يناقض أن السير فى الشوارع وعملية البيع والشراء ما زالت وأيام الخومينى نفسه عملية اختلاطية
والخطأ الأخر اعتبار الإسلام همجى فى مبدأ الخمار والجلباب للأنثى وهى لا تقول لنا السبب أو الأسباب التى تجعله هجمى فالهمجى على حد علمنا هو الفعل الفوضوى الوحشى وهو يطلق على العقاب بلا ذنب ودون جريرة سواء فى الحروب أو فى عملية استخدام السلطة فما هى الوحشية فى هذا اللباس وهل معنى وحشية الحجاب أن العرى هو الأليف أم ماذا ؟
-قالت”ومن أجل تفعيل القواعد الإسلامية تفعيلا تاما فى إيران حاولوا تطبيق قانون المساجد على سائر أنحاء البلاد ونقل فضاء المساجد إلى الفضاء العام مداخل منفصلة للرجال والنساء قاعات طعام ومكتبات وقاعات عمل منفصلة ومسابح منفصلة ولما كان البحر لا يستسلم بسهولة لمثل هذا النوع من التقاسم منعت النساء من السباحة فى البحر وفى الجامعة منعت الفتيات من الانتساب إلى الفروع التى تتطلب تنقلات جماعية مثل علم النبات وعلم الآثار والجيولوجيا”ص10
الخطأ هنا هو أن صلاة النساء مع الرجال فى المساجد كانت قاعدة إسلامية وهى حكم ليس من الإسلام فالمساجد كما قال تعالى للرجال فقط كما قال:
“لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا”
وقال :
“فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة”
وأما الفصل فى الأماكن العامة فهى ليست كما تتصور الكاتبة أنها لها علاقة بالشهوة الجنسية وإنما الغرض منها منع أو الحد من المشاكل بين الجنسين ولو جربت أن تكون معلمة فى مدرسة مشتركة فستعرف أن اشتراك الجنسين يسبب معارك ومشاكل كثيرة خاصة عندما يبدأ التلاميذ فى سن البلوغ أو نتيجة مشاهدتهم لمسلسلات وأفلام التلفاز وأن كثير من أوقات المعلمين والمعلمات تذهب فى حل تلك المشاكل بدلا من التدريس
-قالت”ماذا يعنى هذا الأمر إلباس البنات الحجاب ؟ هذا يعنى جعلهن أدوات جنسية أدوات أولا لأن الحجاب مفروض عليهن ويشكل وجوده المادى من الآن جزءا من كيانهن منذ الآن لا لأن الشعر المخبأ هو رمز جنسى فحسب ولا لأن هذا الرمز يحمل معنيين ما نخفيه نعرضه والممنوع هو الوجه الأخر للرغبة ولكن ارتداء الحجاب يضع الطفلة أو المراهقة الشابة فى سوق الجنس والزواج ويحددها ويعرفها جوهريا بنظرة الرجال ومن أجل نظرتهم هذه بالجنس والزواج ومن اجلهما ” ص11
الكاتبة هنا تجعل الحجاب رمز جنسى وعرض للبنت فى سوق الزواج وهو كلام يبين مدى جهلها وعدم تفكيرها فلو كان الأمر هكذا فلماذا ترتديه المتزوجات أيضا ما دام الغرض منه دخول البنت أو الفتاة سوق الزواج ؟
يكون هذا صحيحا لو أن الحجاب مفروض على غير المتزوجات ولكنه مفروض على المتزوجات وغيرهن ولكنه غير مفروض على الطفلات دون البلوغ
فى الفقرة السابقة اعتبرت الكاتبة الحجاب معناه جعل البنات أدوات جنسية وفى الفقرة التالية ناقضة نفسها فجعلته ساتر وحماية دون ان تحدد فقالت :
-قالت” لكن الحجاب الإسلامى لا معنى له إلا لأنه يخفى ويستر أو يحمى ماذا يخبىء الحجاب وما الذى يغطيه وماذا يحمى؟ص12
-قالت” تستند عمارة الهوية المؤنثة والمذكرة فى الإسلام على مفهوم الستر والحياء عند المرأة ,على مفهوم الناموس والغيرة عند الرجل تنقل هاتان الكلمتان المشحونتان بالمعنى أوزانا تراثية ثقيلة وصفات خاصة بكل جنس تتناقلها الأجيال عبر القرون” ص12
الكاتبة هنا تنعى على الإسلام أنه يجعل المرأة مستورة حيية ويجعل الرجل صاحب غيرة ملتزم بحكم الله وهو ما يعنى أنها تطالب المرأة بالتعرى والوقاحة والرجل بألا يكون غيورا وهو ما يسمى مجتمع الانحلال الجنسى
فهل مطلوب من الرجل ومن المرأة عند الكاتبة أن تصير المرأة صاحبة كل رجل والرجل صاحب كل امرأة ؟
حتى لو افترضنا فى العلمانية صحة هذا التهتك والانحلال فما هى النتيجة لو صار الرجال والنساء عراة ليس عندهم حياء لا يستترون وهم يتجامعون فى أى مكان أمام بعضهم البعض وكل امرأة يتبادلها الرجال وكل رجل تتبادله النساء؟
النتيجة هى كثرة الأمراض التى تصيب الجسم بسبب التعرى الدائم والنتيجة هى الأمراض الشهوانية كالسيلان ونقص المناعة المكتسبة والنتيجة أن الأولاد سيجامعون أمهاتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم وبالطبع لن يكون لتلك القرابة أى معنى
-قالت” وكل محاولة تقارب بين الجنسين تلوث شرف الرجل المسلم ليست العلاقة الجنسية المحرمة هى المحرم المحذور بل الجنس الأخر الجسد الأنثوى هو المحرم المحظور بذاته “ص13
كما قلنا من يتحدث عن الإسلام غالبا يكون جاهلا به فمن قال أن الإسلام منع تقارب الجنسين ما دام الغرض من التقارب مباح كإرادة الرجل زواج المطلقة أو الأرملة فقد أباح الله المواعدة السرية أى أن يتقابل الرجل والمرأة معا فى السر بشرط الكلام المباح وليس للزنى وفى هذا قال تعالى :
” ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا”
ويقص القرآن علينا أمثلة لذلك الكلام الخلوى كاختلاء الرسول(ص) بالمرأة التى ظاهر منها زوجها لحل مشكلتها مع زوجها فى الظهار وكذلك كلام أخت موسى (ص)مع قوم فرعون وكلام موسى(ص) مع الفتاتين عند الماء
فالحديث مع المرأة مباح فى خلوة أو أمام الناس ما دام لهدف مفيد كالزواج أو حماية النساء ومساعدتهن
-قالت”يحكم الحجاب على الجسد الأنثوى بالحبس لأن هذا الجسد هو المحل الذى يدون عليه شرف الرجل المسلم وهو بهذه الصفة يستوجب الحماية ألا يترجم الحجاب قبل كل شىء عن الاستلاب النفسى للرجل المسلم الذى يبنى كينونته وهو يهتم بالخشية المستمرة من الانتهاك الأنثوى أو من تجاوز مقلق لخصلة شعر أو طرف بشرة تعرضتا للأنظار ؟ص14
الكاتبة تجعل الحجاب استلاب نفسى للرجل المسلم فهل المستلب هو لابسة الحجاب أم الرجل؟
كما تجعل الرجل يخشى من الانتهاك الأنثوى وهو يبنى كينونته عليه وكأن الرجل لا يفكر فى أى شىء سوى انتهاكات المرأة للححاب وكأنه لا يوجد عمل وظيفى ولا طعام ولا شراب ولا غير ذلك
-قالت”الابنة هى ضامنة شرف أبيها وأشقاءها وإذا زوجت بيعت خرجت من وصاية الأب لتصبح ضامنة لشرف زوجها وفى حال الطلاق تعود إلى الوصاية الأبوية ويرتبط حياؤها بهذه الوصاية من جديد والمرأة المطلقة تحت السقف الأبوى هى مصدر قلق للأب وللأشقاء كالبضاعة المرتجعة”ص14
الخطأ أن المرأة ضامنة لشرف الرجل وكأنها ليس لها شرف فالكاتبة هنا تجعل المرأة بلا شرف لها وأن الشرف للرجال وهو كلام يجافى الحقيقة
-“يرمز الحجاب فى نظر الرجل المسلم إلى صورة الأم المحبوبة والمشتهاة”ص14
الكاتبة تجعل الأم محبوبة ومشتهاة وهو نقل عن فرويد وهو كلام لا يقوله إلا صاحب نفس مريضة لا عقل له فمن يفكر فى جماع أمه إلا شاذ مجنون؟
-قالت”من المستحيل تجاهل النظرات الملحة والمتشبثة التى ترسلها عيون الرجال فى البلدان المسلمة النظرة البشعة غير المشروعة النظرة المترصدة النظرة التى تخترق الحجاب ثم تتلقى الفتيات التوبيخ والتأنيب لأنهن رغم الحجاب ورغم أجسادهن المخفية جذبن النظرات المحرمة “ص15
الكاتبة هنا تتحدث عن أن رجال منطقتنا ينظرون للنساء نظرات شهوانية بشعة وهل الرجال فى بقية بلاد العالم لا يفعلون ؟
إنها تتهمنا فى المنطقة بالشبق كلنا فكلنا شياطين وباقى بلاد العالم ملائكة لا ينظرون
كلام غير علمى ولا يمكن حتى قياسه عن طريق البشر
_قالت”ولكن رغم حجاب النساء يفتك الاغتصاب والدعارة بالبلاد الإسلامية وينتشر الميل إلى الصبيان ولئن كانت العلاقة الجنسية بين راشدين خارج إطار الزوجية رغم رضى الاثنين المرأة والرجل تعاقبهما القوانين الإسلامية بشدة إلا أنه لا وجود لقانون يحمى الأولاد ويوجد ما يكفى من الأولاد المهملين الذين يتدبرون أمورهم بأنفسهم لتحمل أعباء الحاجات الجنسية العاجلة لرجال تلك البلدان “ص16
أصدرت الكاتبة حكما عاما أن الدعارة والاغتصاب والزنا بالصبيان شائعة فى مجتمعات منطقتنا وهو كلام ليس له نصيب من العلم فلا هو يعتمد على بيانات رسمية ولا على حكم محاكم ولا على دراسات جامعية أو غير جامعية
جرائم الزنا والاغتصاب موجودة فى كل المجتمعات بلا استثناء ولكن منطقتنا بالذات تعتبر الأقل فلو اعتمدنا الأمراض الجنسية كالسيلان والهربس والإيدز كمقياس لو وجدنا أقل عدد من المرضى بتلك الأمراض فى بلاد المنطقة حسب احصاءات وزارات الصحة
-قالت” تشعر الفتيات المحجبات بالذنب منذ الطفولة كأنهن ضحايا اغتصاب ويشبه العنف الذى تعرضن له وعانين منه الاغتصاب فى الواقع إنه الاغتصاب فعلا “ص17
الكاتبة هنا تعمم حكما وهو شعور الفتيات المحجبات بالذنب منذ الطفولة وكأنها دخلت نفوس كل الفتيات وعرفت ما فيها وهو كلام ليس له نصيب من العلم وهو ما يناقض أن فيهن من يلبسنه برضاهن واقتناعهن كما فى قولها:
“-قالت “إنه من المفيد بقاء الإله خارج باب المدرسة أن ترغب نساء راشدات بارتداء حجاب فى الشارع فهو أمر يخصهن “ص46
كما نجدها تناقض نفسها فهى تشبه الفتيات المحجبات كأنهن ضحايا اغتصاب وتعود فتنفى التشبيه وتجعله اغتصاب فعلى
-قالت “إن الدين أى دين كان يوجد تاريخيا فهو يصير ما نفعله به ولكنه هو أيضا ما فعله الدين هو الدين كما تواجد فى المجتمعات عبر القرون وليس بمقدورنا اختصار الدين على الأفكار التى يحضرها بشأنه بعض المثقفين أو المدعين أو بعض ذوى الضمائر المرتاحة “ص18
الكاتبة هنا تناقض نفسها فالدين هو ما نفعله به وهو قولها” فهو يصير ما نفعله به” وتناقض نفسها أن الدين نفسه هو ما فعله الدين وهو قولها ” ولكنه هو أيضا ما فعله الدين هو الدين”
فهل الدين فعلنا أم فعل الدين نفسه؟
بالقطع الدين لا يفعل شىء لأنه مجرد نص مقروء أو محفوظ بالرواية
-قالت “أنا لا أشعر بأى تسامح نحو الدين وفيما يتصل بالإيمان فأنا والشكر لله لست حتى ملحدة ببساطة أنا واعية وجودى مدركة للظلم المخيم على هذه الأرض وللجحيم الموجود فيها والله إن كان موجودا فهذا شأنه “ص18
الكاتبة هنا تناقض نفسها فهى تقول ” فأنا والشكر لله لست حتى ملحدة” فهى مؤمنة بوجود الله ومع هذا تنهى الفقرة بعبارة أنها تشك فى وجود الله وهى ” والله إن كان موجودا فهذا شأنه”
ومن ثم فنحن لا تعرف طبقا لذلك إيمانها بالله من عدمه
-قالت “لا يشك المسلمون إطلاقا بحدود الخير والشر وعندهم أن كل ما لا يضمه القرآن ويحويه فهو الشر المطلق كل شىء موجود فى القرآن فقد فكر بكل شىء بالكائن البشرى فى كليته وبالبشر من كل الفئات وتحت كل الظروف ولا يفلت من النص الدينى أى شىء متعلق بالإنسانية والشك بهذه الأمور إثم بذاته وانتهاك للحرمات تقوم شرعية الأديان الثلاثة على واقعة كونها إلهية وبالتالى فهى إطلاقية وخارج أى نقاش ولما كان الله فى التوراة والإنجيل والقرآن ديو يهوما ناردين يجب على المؤمنين إطاعة ممثليهم على الأرض “ص19
الكاتبة هنا تساوى بين الأديان الثلاثة فى كونها إطلاقية ليس فيها نقاش وهو كلام يناقض أحكام مثل السؤال عن أى شىء فى قوله تعالى :
“فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون “
فالسؤال هو نقاش بين السائل والمسئول
كما يناقض أن الله أعطى رسوله (ص) نفسه حق سؤال من يعلم بالوحى من قبله إن كان يشك فى الدين فقال :
“فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين”
-قالت ” تحتاج المرأة فى البلاد الإسلامية انطلاقا من قوانين الإسلام إلى موافقة ولى أمرها إذا أرادت السفر خارج البلاد زوجها أو والدها أو شقيقها وتذهب الشريعة على أبعد من هذا ليس للمرأة مغادرة بيت الزوجية دون موافقة زوجها وولى أمرها وهى ليست معتبرة شخصا تاما أبدا”ص19
الكاتبة هنا تفترى على الإسلام فتقول أن المرأة تحتاج موافقة ولى أمرها إذا أرادت السفر خارج البلاد زوجها أو والدها أو شقيقها وهو ما يخالف أن من أرادت الحج أو العمرة لا تحتاج لموافقة زوجها ولكن تخبره ليدبر أموره إن لم يكن ذاهب معها لأنهما واجبان عليها لقوله تعالى ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”
كما تفترى أيضا بقولها ليس للمرأة مغادرة بيت الزوجية دون موافقة زوجها وولى أمرها فالمرأة تغادر بيتها لأداء الواجبات كزيارة الأبوين أو الاخوة كل مدة معينة إن منعها هو من ذلك كما تغادر للتسوق وتغادر للتعزية فى الموتى أو التهنئة بالأفراح لمن تعرفهم فالمهم أن تخبره وتعد له ما هو واجب عليها فالزواج شركة بين الزوجين وأمامنا خروج مريم عليها السلام من بيتها أهلها للمكان الشرقى وفى هذا قال تعالى:
“واذكر فى الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا”
فهنا المرأة حرة خرجت فسكنت فى مكان أخر
وأخت موسى (ص) خرجت من البيت لمراقبة ما يحدث لأخيها كما أن موسى(ص) ساعد الفتاتين وتحدث معهما والمرأة التى جادلت فى زوجها أتت للرسول(ص) وتحدثت معه كما فى قوله تعالى :
“قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى على الله والله يسمع تحاوركما”
فالخروج والدخول لأداء الواجبات لا يحتاج لإذن الزوج ولكن يحتاج لإخباره حتى يطمئن على الزوجة أو يطمئن الرجل على ابنته أو الأخ على أخته وما إلى ذلك
-قالت ” يقول القرآن الجنة تحت أقدام الأمهات ولكنه لا يشير فيما يتعلق بهن على أية متعة مضاهية لتلك التى يخص بها الرجال لما كان الفردوس غير مفتوح إلا للأمهات لا للعاقرات سيئات الحظ ولما كان من غير المسموح ممارسة الزنا بأم اى رجل فقد تؤدى الشتيمة الجنسية بحق الأم فى البلاد الإسلامية إلى إراقة الدماء فلربما تكتفى الأمهات وهن فى الفردوس بمشاهدة الرجال يضاجعون الحوريات “ص20
كما قلنا أن كثير ممن ينقدون دين الإسلام يجهلون فى الغالب نصوصه وهم ينقلون فقط عن آخرين أقوالهم الخاطئة فى النقد كما أنهم يتقولون من عندهم فهنا تنسب الكاتبة للقرآن قول ليس منه هو الجنة تحت أقدام الأمهات فهذا القول ليس فى نص المصحف وحتى عند علماء الحديث قول موضوع منكر ومع هذا تبنى الكاتبة عليه أحكاما خاطئة هنا مثل أن العاقرات ليس لهن مكان فى الجنة
ويظهر جهل الكاتبة عندما تسخر من الإسلام بجعل الأمهات يكتفين وهن فى الفردوس بمشاهدة الرجال يضاجعون الحوريات وبالقطع هو كلام جهل فالحوريات لسن سوى المسلمات الزوجات نفسهن وهو تفسير الله لهن فى المصحف حيث قال :
“ولهم فيها أزواج مطهرة”
والمتعة وهى السرور فى الجنة للكل رجال ونساء كما قال تعالى :
“”ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون “
فالثواب واحد طبقا لقوله تعالى :
“فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب:”
-قالت” فالأديان الموحدة تعيد قراءة نفسها دائما لكى يقنعونا بالوصفة القديمة وبأن المسألة هى فى معرفة تفسير النص وفك رموز ما ليس مكتوبا فيه إذا دعت الحاجة غير أننا لما نصل بعد تماما إلى هذه النقطة مع الإسلام بل ما زلنا مع العلامات الخارجية لغنى الهوية ومع القراءات الأصولية للنص الحجاب هو ثقافتى”ص21
هنا تقول الكاتبة أن الناس هم من يفسرون الأديان على هواهم من خلال لإعادة القراءة وهى تطالب بأن يكون الإسلام كغيره من الأديان مفسر على هوى الناس وهو طلب غريب ينم عن أنها لا تحترم حرية الآخرين فى الاعتقاد وهو حرية شخصية وهو طلب غريب حاولت هى أن تفعل شىء منه فى هذا الكتاب حيث تتقول على الإسلام وتنسب له ما ليس منه
_قالت “إن فرض الحجاب على قاصر يعنى تماما إغواءها إن لم نقل هتك عفتها والتصرف بجسدها وبيان صفتها كأداة جنسية مهيأة للرجال ” ص22
الكاتبة هنا تتحدث عن العفة وكون الحجاب هو هاتك العفة وهو كلام يتناقض مع دعوتها للزنى أو ما تسميه العلاقة بالرضا بين الراشدين فى قولها:
” ولئن كانت العلاقة الجنسية بين راشدين خارج إطار الزوجية رغم رضى الاثنين المرأة والرجل تعاقبهما القوانين الإسلامية بشدة “ص16
فعن أى عفة تتحدث وهى تريد أن تكون العلاقة الجنسية بالرضا دون زواج ؟
أليس هذا تناقض ؟
إذا كان الحجاب هو هاتك العفة فماذا عن الزنى بأنواعه والتى تتبناه الكاتبة من خلال علاقات الراشدين والراشدات بالرضا ؟
-قالت “وبما أن الحجاب موضة فالمرأة تنهض بعبئه وتختاره وتفخر به والنساء اللواتى لم يكن يلفتن نظر أى كان صرن أخيرا به يسترعين الانتباه ويخفين ما لن ينظر إليه أحد ربما لو لم يخفينه وكما تخفى بنات الهوى أجسادهن فى ظلام الليالى لخداع الزبائن تخفى النساء المحجبات أجسادهن لكى يختارهن زوج بعينين مغلقتين فى نهاية المطاف “ص24
أصبح الحجاب هنا موضة عند الكاتبة وهو ما يناقض كونه سجن فى فقرات أخرى مثل قولها:
” يحكم الحجاب على الجسد الأنثوى بالحبس”ص14
ومع حكمها على كون الحجاب موضة تنهض النساء به أى أنهن هم من يلبسنه برضاهن فإنها تتهم الإسلام وليس النساء
-قالت” لو أن الإسلام كان لمرة واحدة عامل إنعتاق للنساء أو ترياقا يقى من العنف لكنا علمناه ألا يهيمن العنف الوحشى على أكثر البلدان الإسلامية ألا يستهان فيها يوميا بحقوق الإنسان بخاصة حقوق النساء والأولاد ؟ نتساءل أحيانا ما هى القضية التى يدافع عنها المثقفون المسلمون على وجه الدقة؟” ص31
الكاتبة هنا تتهم الإسلام بالعنف فهو سبب العنف الوحشى فى بلاده والسؤال :
وماذا عن سبب العنف فى فرنسا وماذا عن سبب العنف فى الديمقراطيات ؟
العنف موجود فى كل بلاد العالم وليس حكرا على المنطقة المنكوبة وهو ليس مقصورا على الرجال والعنف التى تتحدث عنه الكاتبة سواء كان عنف بيتى أو عنف سلطات المشارك الأكبر فيه خاصة هو دول الديمقراطيات التى عينت عملاءها حكام بلادنا الخومينى مثلا جاء من فرنسا وقرضاى من ألمانيا فمن أين أتى الخومينى وقرضاى ؟
من فرنسا ومن أسقط الشاه على وجه الخصوص ؟
إنها فرنسا التى جندت الخومينى ليكون عميلا لها حتى تخرج الولايات المتحدة وبريطانيا من نفوذهما الاقتصادى هناك وتنهى سيطرتهم على النفط الإيرانى
من يدير السجون السرية فى منطقتنا وخارجها ؟
من كان يدير سجن أبو غريب فى بغداد أليس الغرب الديمقراطى ؟
من يدير سجن جوانتاناموا ومن السجناء فيه ومن يرسل السجناء ويقبض عليهم ؟
أليس الغرب الديمقراطى ؟
من صنع تنظيم القاعدة لحرب السوفيت ومن صنع تنظيم داعش لهدم المنطقة ؟
أليس الغرب العلمانى الديمقراطى؟
-قالت ” ألا يخطر ببال النساء المسلمات اللواتى تخلصن بفضل قوانين التربية الجمهورية والعلمانية فى فرنسا واللواتى يتبنين الحجاب اليوم أن يفكرن بغيرهن من النساء المدفونات تحت الحجاب والمحرومات من كل حق فى بلادهن”ص31
نجد هنا الكاتبة تطلب طلبا غريبا من اللواتى تحجبن وهو التفكير فى النساء المدفونات تحت الحجاب والمحرومات من كل حق فى بلادهن وهو طلب غريب لأنها تعتبر الحجاب مدفونات تحت الحجاب وهو ذم فى المحجبات ووصف لهن بالميتات فكيف ستطالب المحجبات بعرى المحجبات فى بلادهن وهن يرتدين الحجاب
هذا الطلب يدل على أن الكاتبة مصابة بعمى فى عقلها
-قالت” فى أنحاء البلاد كلها الحجاب أو الموت كما نسوا أيضا مسألة فرض ارتداء الحجاب فى سائر المدارس الإيرانية بما فيها المدارس الابتدائية على البنات القاصرات تبعا للقوانين القرآنية ذوات السنوات الست أو السبع فسن الرشد للبنات فى الإسلام هو سن التاسعة “ص32
الكاتبة هنا جاهلة بحكم الإسلام فالحجاب ليس مفروض على البنات القاصرات ذوات السنوات الست أو السبع فهو مفروض على البالغات العاقلات التى سماهن الله المؤمنات والطفلات لا يسمين مؤمنات هم والأطفال ولذا قال تعالى فى الآية :
” وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهم أو اخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون”
ودليل أنهن غير مكلفات أنهن كما تقول هى قاصرات
جهل الكاتبة الأخر هو قولها سن الرشد للبنات فى الإسلام هو سن التاسعة وطبقا لوحى الله فسن الرشد تكون بعد البلوغ وقد يكون الولد بالغ وهو غير راشد وقد تكون البنت بالغة وهى غير راشدة فالرشد ليس له سن معين وفى هذا قال تعالى :
“وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم”
ومن ثم فالرشد لا يمكن أن يكون حتى فى الثانية عشر أو الثالثة عشر وقد يمتد لأكثر من هذا بسنوات لأن البلوغ يختلف من بلد لأخر فهناك من يبلغون فى الرابعة عشر والخامسة عشر فى البلاد الباردة ومن ثم فلا سن للبلوغ محددة فى الإسلام وإنما الرشد بالسداد فى القول والفعل من قبل الفتى أو الفتاة
والقول بسن الرشد فى التاسعة يبدو أنه مأخوذ من الحكايات الكاذبة التى يرويها القوم فى كتب الحديث والأخبار عن زواج النبى(ص) بعائشة فى سن التاسعة وهى حكايات متناقضة تناقضا كبيرا لا يصدقها مسلم أو مسلمة
-قالت” لئن لم يمتلك المثقفون المسلمون جرأة القرن18 فهذا أمر يمكننا فهمه فالإسلام من جهته متأخر بعدة قرون عن المسيحية وبوسعنا توقع تطوره خلال القرون القادمة إنها مسألة قدرة على الصبر “ص36
الكاتبة هنا تتهم الإسلام بالتأخر عن النصرانية بقرون نتيجة الحجاب وغيره ويبدو أنها لا تعرف أن الحجاب هو الأخر فرض فى الديانة النصرانية فإن كانت لم تقرأ العهد الجديد أو كتاب تعاليم الرسل ومنه القول التالى:
-“لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن أن تكن مؤمنات اهتمى بزوجك لترضيه وحده وإذا مشيت فى الطريق فغطى رأسك بردائك فإنك عن تغطيت بعفة تصانين عن نظر الأشرار لا تزوقى وجهك الذى خلقه الله فليس فيه شىء ينقصه زينة لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدا ولا يحتاج إلى زينة وما زيد على الحسن فإنه يغير نعمة الخالق يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية أبعد من كل حميم غير لائق يكون فى حمام مع ذكور كثيرة هى أشراك الفسقة لا تستحم امرأة مؤمنة مع ذكور وإذا غطت وجهها فنغطيه بفزع عن نظر رجال غرباء وإلا كيف تدخل إلى حمام وهى مكشوفة مع ذكور إذا ثم حمام للنساء فلنستحم بقدر وترتيب وحشمة وهذا أيضا لا تفعليه دفعات كثيرة منه غير حاجة إليه بغير مقدار ولا فى وسط النهار إذا كان ممكنا ولا تستحم كل يوم ص27
ولو نظرت فى كنائس أوربا أو غيرها لوجدت كل صور مريم عليها السلام تقريبا بالحجاب ومن ثم فليست المسألة تأخر وإنما هى تريد أن يغير المسلمون نصوص دينهم لكى يكون كبعض النصوص فى العهد الجديد التى تجعل الكنيسة فقط مكان العبادة وخارجه ملك للسلطات والحكام تفعل فيه ما تشاء بينما العهد الجديد يحتوى نصوص أخرى كنصوص الإسلام تؤكد على وجوب حكم الدين وحده للناس مثل القول فى سفر متى(6-24):
“لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الأخر أو يلازم الواحد ويحتقر الأخر”
-قالت “هؤلاء يخطئون بأمرين بالهدف الذى يسددون صوبه وبالعصر الذى يعيشون فيه فى آن معا لأن الموافقة على ارتداء الحجاب فى المدرسة سيكون تشجيعها على ارتدائه فى فرنسا وسيعيد المراهقات المقيمات الأحياء المقفلة وفى الضواحى على نير العادات الإسلامية ويجعل تطلعاتهن المشروعة إلى المساواة أكثر صعوبة ولقد رأينا سلفا كيف تعرضت بعض من رفضن ارتداء الحجاب للإعتداء عليهن بعنف ولنعتهن بالعاهرات”ص41
الكاتبة هنا تعتبر الحجاب وهو الخمار والجلباب نير أى ثقل أى قيد وتعتبره عادة وليس حكما من الإسلام وهو كلام يتناقض مع قوله تعالى :
“وليضربن بخمرهن على جيوبهن”
وهى تدعو لعدم الموافقة على ارتداء الحجاب وتعتبره شيئا كريها منفرا ومع أن كلامها هذا هو اعتداء على حرية الأخريات والأخرين الذين يؤيدونه ويريدونه وهو يتناقض مع قولها بضرورة احترام الأخر وحريته وعدم إكراهه على شىء فى الفقرة التالية:
“ولكن أحترم حقه فى أن يؤمن بها حقه بالحرية ما يجب على كل منا احترامه هو حق الكائن البشرى بصفته فردا حرا فى أن يفكر وأن يحيا حياته على طريقته دونما قسر أو إكراه ص47
-قالت “ينبغى أن يكون تعلم اللغة مواكبا لتعلم الديمقراطية واكتساب الوعى الديمقراطى هنالك ثلاثة مبادىء جوهرية من أجل حسن اشتغال الديمقراطية يجب على كل فرد أن يستبطنها ص45 وهى العلمانية والتسامح والاحترام ولكن أية علمانية والتسامح على أى مدى واحترام ماذا؟ص46
تتحدث الكاتبة هنا عن التسامح والديمقراطية حديثا جميلا ولكنها تناقض نفسها بحديثها عن التسامح عندما تتبنى مقولة الإكراه المدرسى الإله خارج المدرسة فى قولها :
-قالت “إنه من المفيد بقاء الإله خارج باب المدرسة أن ترغب نساء راشدات بارتداء حجاب فى الشارع فهو أمر يخصهن لكن يجب وجود أماكن تطبق فيها قوانين الجمهورية على الجميع وأن تكون فوق القوانين الدينية حيث لا ينبغى لمبادىء الإسلام ولا لسواه من الأديان أن تكون ظاهرة “ص46
هنا الكاتبة تطالب ببقاء الإله خارج باب المدرسة والمراد أن تكون الأديان خارج المدرسة وهى مقولة استقتها بالقطع من التراث النصرانى الذى يجعل الدنيا خارج الكنيسة ومن ثم ضدها وهى العلمانية تفعل نفس فعل الكنيسة وهى طرد الأخرين خارجها فماذا تغير يا ترى؟
أين هى الحرية واحترام الأخر وعدم قصره وإكراهه على شىء كما فى قولها:
” أعود على الموضوع الأكثر إلتهابا موضوع الدين فيما يخصنى لم يهبط أى كتاب مقدس ولا أى دين من السماء ولا يوجد أى كلام مقدس ويجب على سائر محامى الإله أن أكون لا أفكر مثلهم أن أفكر بشكل باطل وأن أخطىء قياسا على معاييرهم ما أحترمه ليس عقيدة الأخر عقيدة لا أنتمى إليها ولكن أحترم حقه فى أن يؤمن بها حقه بالحرية ما يجب على كل منا احترامه هو حق الكائن البشرى بصفته فردا حرا فى أن يفكر وأن يحيا حياته على طريقته دونما قسر أو إكراه ص47
العلمانية هنا والتى تتبناها الكاتبة هى اعتداء على حرية الأخر عندما نرغم القاصرين والقاصرات على اعتماد مقولات أناس محددين كى يتعلموها
ولو افترضنا أن الأهالى رغم أن الدستور أو القانون أى دستور علمانى أو غيره يحملهم مسئولية القصر وهم الآباء والأمهات ليس لهم قيمة مع أن الجمهورية تتكون منهم ومن أولادهم فمن يدير الجمهورية ومن يقول أن تربية الأولاد تكون على هذا النحو أو ذاك ؟
بالقطع سيكون الحل هو الديمقراطية وهى رأى الأكثرية ولكن الأكثرية الحزبية تجعل الأكثرية الحقيقية لا قيمة لها لأن كل حزب يتبنى أفكار عدد محدود من الناس ومن ثم يطبقه فى المؤسسات العامة ومن ثم كل حزب يغير ما سبق أن فعله الحزب الأخر فى المؤسسات العامة فالحزب الاشتراكى يتبنى غير ما يتبناه الحزب اليمينى غير ما يتبناه حزب الوسط ومن ثم فلا ديمقراطية حقيقية ولو أخذ مثلا رأى الآباء والأمهات فى فرنسا تجاه المدرسة لكانت الأغلبية لصالح ما تسميه الكاتبة وغيرها التربية الدينية ولكن الديمقراطية تضيع بسبب الأحزاب وبسبب النظام النيابى
-قالت ” أطلب أن نصر جميعا نساء ورجالا فرنسيين ومهاجرين على حكومة الجمهورية أن تشرع لكى تمنع القاصرات من ارتداء الحجاب فى المدرسة وخارج المدرسة وأن تدرس الحلول اللازمة لكى تأخذ على عاتقها المراهقات من ضحايا التبشير الإسلامى”ص51
الكاتبة التى تدعو لمنع التبشير الإسلامى تدعو للتبشير العلمانى بمنع القاصرات من ارتداء الحجاب فى المدرسة وخارجها ونجدها هنا تناقض نفسها فقد دعت سابقا لمنع الحجاب فى المدرسة فقط بدعوى أن خارج المدرسة حرية شخصية خاصة بقولها :
“إنه من المفيد بقاء الإله خارج باب المدرسة أن ترغب نساء راشدات بارتداء حجاب فى الشارع فهو أمر يخصهن “ص46
والكاتبة التى تدعو هنا لمنع الحرية عن النساء المسلمات بمنع الحجاب من الدولة الفرنسية هى نفسها التى تطالب بالحرية للكل نساء ورجال وعدم الإكراه على شىء فى قولها :
” ولكن أحترم حقه فى أن يؤمن بها حقه بالحرية ما يجب على كل منا احترامه هو حق الكائن البشرى بصفته فردا حرا فى أن يفكر وأن يحيا حياته على طريقته دونما قسر أو إكراه ص47
منع النساء الراشدات من الحجاب بالقانون هى عملية قصر وإكراه وهذه مشكلة الكاتبة فالعلمانية لا تستقيم مع الإكراه