الحكيم/روعة محسن الدندن/سورية


في زمننا العجيب
قرر الحاكم الرشيد
اعادة البناء لسور القديم وتأديب شعبه الكسول
فأستشار وزيره صاحب النصح الحكيم
كيف نحمي مملكتنا ونؤدب شعبنا الذي زرع الخيرات وحصدناه له وكان لهم حصة مما وهبنا يا وزير
فأجابه العبقري ذو الفكر الحكيم
لتعطي المحصول لمن يطرق بابك من خارج مملكتك
فيكون لك شعبا جديدا وبذلك تعيد التأهيل
ويصبح القديم والجديد كلهم عبيدك
ينتظرون عطفك ويتسابقون لرضاك
كما يفعل الرجل مع زوجته العنيدة
يأتي بإمرأة جديدة
فأجاب الحاكم وزيره العبقري
وماذا نفعل بحكمتنا التي كتبناها على جدران مملكتنا
من يتزوج على زوجته بعد سنين وبعد ما انجبت البنات والبنين وكانت الصديقة والحبيبة والاساس المتين لبيت سعيد هو خائن ويستحق الجلد والسجن
أليس هذا عدلنا في شعبنا؟
فأجاب وزيره بفكره الخبيث الذي يخاف على العرش العظيم
مولاي
من ترك سور مملكتنا يتحطم من الطوفان ولم يقدم على حمايته واعادة بناءه ولم يحفظ انك الحاكم العظيم الذي منحته أرضا ليزرعها ليكون له حصة كل يوم رغيف خبز يقيه
الموت
ألا يستحق التأديب؟
فكر الحاكم كثيرا بكلام الوزير
وكانت جارية بالجوار تسمع الحوار
فقالت للحاكم العظيم ووزيره العبقري
يزرعون وأنتم تحصدون ويأكل الغير الخير الوفير
فلا خير لكم سيبقى لا القديم ولا الجديد
وعملكم كريح نقلت حبات الطلع ليثمر الزرع بغير أرض
فأمر الله السحاب بطوفان يغرق زرعكم
فالله ينتقم للمظلومين ولايحب الظالمين
كم دعوة ازالت العروش لمن ظن أن عرشه متين
فمن لا يتقي الله لا مخرج له من غضبه في يوم عسير
وهل جزاء الإحسان الإ الإحسان أيها الوزير
والناصح الرشيد
أليس العدل أن تمد يدك لاهل بيتك الذين هم معك من سنين
ليبارك الله لك في عملك وعملهم؟
صمت الوزير وطال السكون
فجاءت جارية جميلة تطرق الباب ليسمع الحاكم الغناء
فاعدم جاريته الحكيمة ليصمت معها صوت الضمير
وأصبحت الجارية الجديدة سيدة القصر
وقبيلتها سكانها
والحاكم مفتون بالغناء والرقص
والمدينة مات سكانها
…..

الحكيم هو كل صاحب مسئولية
والوزير فكره
والجارية هو الضمير الذي تم قتله
لتصبح العبودية لشهوات وانتشار الفساد في المجتمع
والضحية هم الشعوب والفقراء

Related posts

Leave a Comment