(بابل المهرجان، والحلّةُ القصيدة) ..
مقالة أدبية :بقلم روعة محسن الدندن/سوريا.
أقيم في مدينة بابل المجد والحضارة، وتحت العنوان أعلاه، مهرجانا نوعياً ومميزاً على قاعة فندق الإسراء السياحي في العاشر من شعبان الأغر، برعاية أمين عام تجمع شعراء العمود، ممثل الشعراء العرب الشاعر العربي الكبير عباس شكر المحترم، والوجيه الأستاذ مالك عبد الإخوة والمحترم، ورابطة الإبداع من أجل السلام العالمية..
حضر المهرجان كبار الشعراء والنقاد والباحثين وأساتذة الجامعات ورؤساء الدوائر وشيوخ العشائر ومنظمات مجتمع مدني وجمهور نخبوي، غفير.
وكان من أهم ماميز المهرجان منح بردة الشعر لملك القوافي وأميرها الشاعر العراقي الكبير حسين عوفي… وبهذا التتويج المميز والمبهر والمستحق، نظمت بعض الأبيات تقديرا لهذا، الصرح الأدبي والمعرفي والأخلاقي، لأقول:
وكفى العلاء ببابل الفيحاءَ….
بين الفحولِ بفندقِ الإسراءِ
…..
في يوم تلبسُ في ميادينِ السنا..
بُردَ القريضِ على أجلّ حِباءِ
…….
أنتَ الجديرُ ببُردةٍ مامثلها…
إلا لذي وهجٍ من العظماءِ
…….
لو لمْ تكن مَلِكَ القوافي ماأتت…
هذي الجموعَ بنغمةِ الإطراءِ
……..
طوبى أبا ليثٍ يوشّحكَ السنا…
ثوبَ الشهابِ وهالةَ الجوزاءِ
……
فيضوعُ عِطرُكَ والمعاني عرفُهُ…
عبِقاً شذاهُ لأبعدِ الأرجاءِ
…..
يامن ملكتَ زِمانَهُ ببلاغةٍ…
نظماً ونقداً من ندى البُلغاءِ
…..
وفي موازنةٍ بين شعراء العربية، أحاول أن أضع لبعض الرموز ما تستحقه من منزلة أدبية، وكما أراها، فهي أرفع واسمى قمةً وأطول باعاً من الآخرين، لاسيما وقد عج الأدب بالدخلاء على الأدب ومدعي الإبداع ومقلدي الغرب تقليداً أعمى،.. لذلك فمن تمسك بالموروث الأدبي الرصين وعمل مجددا ومثابراً ،امتلك خاصيةً ميزته عن الآخرين، ولو بحثنا، في التراث العربي، سنجد الكثيرين بتراتب عمودي عبر قرون وقرون، حتى أصبح منهم مضرب الأمثال، كأن يقال:فلان أنحى من سيبويه، وفلان أشعر من لبيد، وفلان أشجع من عنترة…. الخ، ناهيك عن المعلقات والحوليات والإخوانيات والهجائيات والخمريات والغزليات….
معنى ذلك، أن البعض اكتسب خاصيةً ميزته عن الآخرين.
كذلك هذا التميز أو الإختلاف أحيانا، في فضيلةٍ أو ميزةٍ أو استثناء، بينه التوحيدي/400هجرية، وابن حزم، /456هجري،في. كتابه (طوق الحمامة)، حتى أصبح هذا التميز أهم صفة تصاحب الأديب خين ذكر سيرته الذاتية، كنا يشار لأصحاب المعلقات، أو صريع الغواني، أو النابغة أو المتنبي، أو شاعر النيل أو أمير الشعراء أو شاعر العرب الأكبر… الخ.
إن منح البردة لشاعر بحجم ملك القوافي حسين عوفي، أمر يستحق التأمل والفخر، وهو يعيد لنا بردة كعب بن زهير وقصيدته العصماء:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ..
متيّمٌ إثرها لم يُفدَ مكبولُ
وبردة دعبل، الخزاعي، وقصيدته الخالدة:
أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجندلا….
…
وصولا لبردة البوصيري ونهج البردة لأحمد شوقي والذي تقلد بالبردة… وقصيدة حسين عوفي، موضوع البحث، (من وحي البردة) والتي يقول فيها:
مابينَ مضطرمٍ وجداً ومنسجمِ…
القلبُ في حُرَقٍ والعينُ لم تنمِ
….
والتي عدها الناقد السوري الكبير عبد القادر دياب
واحدة من أمهات القصائد وفضلها على بردتي البوصيري وشوقي ،وكتب عنها الكثير….
وأود أن أشير إلى أن ملك القوافي وصاحب بردة الشعر حسين عوفي، كان يسايره حدس بالحصول على البردة، من خلال قصيدته العصماء الخالدة:من وحي البردة، وكذلك أنا شخصياً كنت أعده متنبي عصره، كما يشير له كبار الأدباء وعمالقة القريض والنحو والنحو والصرف والبلاغة، أمثال البروف مديح، الصادق، والباحث النحرير والشاعر العملاق الدكتور كريم مرزة الأسدي، والباحث والأديب والشاعر الفذ الدكتور مضر سليمان الحلي، وعدد غير قليل من أدباء وعلماء العربية.
المهرجان ضم نخبة نوعية من كبار الأدباء والشعراء و الأكاديميين والمختصين بالشأن الأدبي، فكان كرنفال مجد يليق بملك القوافي حسين عوفي، وهو يعيد أمجاد صفي الدين الحلي والخليعي وابن طاووس وحيدر الحلي ومحمد ابن الخلفة الحلي والكوازين، العظيمين وغيرهم من الصروح الخالدة.
مبارك لبابل تتويج شاعرها الفذ والناقد المحنك والأديب، الموسوعي المهيب ملك القوافي حسين عوفي، مبارك للأدب، الرصين وبمن حمل رسالته بصدق ونبل، وكفاح..
مبارك لنا جميعاً في هذا العرس الأدبي البهيج.
الأدبية والإعلامية
روعة محسن الدندن
سوريا…. 2018/5/2