بقلم ..احمد الشامي
وذلك لأن الفؤاد في لغة العرب في المعجم الوسيط القلب وفي بعض المعاجم كالمعجم الرائد العقل . وورد في تفسير القرطبي لقوله تعالى ( وأصبح فؤادُ أمِ موسى فارِغاً ) سورة القصص آية 10. أي خاليا من ذكر كل شيئ في الدنيا إلا من ذكر موسى وقيل فارغا من الوحي إذ أوحي إليها حين أمرت أن تلقيه في البحر ولا تخافي ولا تحزني وقيل فارغا من الغم والحزن لعلمها أنه لم يغرق وقيل هو ذهاب العقل أو المعنى أنها حين سمعت بوقوعه في يد فرعون طار عقلها من فرط الجزع والدهش . ونحوه قوله تعالى ( وأفئِدتهم هواء ) أي جوف لا عقول لها كما تقدم في سورة إبراهيم وذلك أن القلوب مراكز العقول ألا نرى إلى قوله تعالى ( فتكون لهم قلوب يعقلون بها ) . والربط على القلب إلهام العبد ليكون من المؤمنين أي من المصدقين بوعد الله حين قال لها ( إنا رادوه إليك ) .
وورد في تفسير الميسر لقوله تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ) وأصبح فؤاد أم موسى خاليا من كل شيئ في الدنيا إلا من هم موسى وذكره وقاربت أن تظهر أنه إبنها لولا أن ثبتناها فصبرت ولم تبدي به لتكون من المؤمنين بوعد الله الموقنين به .
لذا يجب علينا أن نتعامل مع الفؤاد على أنه القلب إلا أن الفؤاد شيئ معنوي والقلب شيئ مادي .
وذلك لأن الفؤاد قد يفرغ مما فيه من العقل والهم والحزن والوحي إلخ بينما القلب لا يمكن أن يفرغ من أعضائه ويبقى على قيد الحياة . وأن القلوب مراكز العقول والقلب غير الفؤاد وقد يعبر بإحداهما عن الآخر لأن كلاهما يحمل صفات وخصائص ووظائف الآخر رغم أن الفؤاد شيئ معنوي والقلب شيئ مادي .
الفؤاد يحمل الإيمان والصدق والهم والحزن والقلب نبض الحياة في الجسم وله خصائصه ووظائفه العلمية .
ومعلوم أن الأجسام تقوى بالإيمان والصدق وتمرض بالهم والحزن وما إلى ذلك .
ولا شك أنها تقوى أيضا بصحة القلب وباقي أعضاء الجسد وكأن الفؤاد والقلب وجهان لعملة واحدة في بعض الأحيان وفي بعض آخر لا شك أنهما من حيث المعنى في خلاف تام .