بقلم فاطمه وفائي
عزرا أيها الرجال لو اردنا تصوير المرأة بما تحمل من رقة الانوثة و جمال الانسانية و عذوبة الروح و تألق النفس بكلمة وقد كرمها الله بسورة كاملة في كتابة العزيز رفقا بالقوارير هذه الوصية النبوية النبوية المعجزة , فانك مهما قلبت فيها وجوه الرأي وجدت لها جمالا خاصا و عذوبة ماتعة و سرا بديعا لا يزال ينفسح على معنى إلى معنى .. الرفق في اللطف , اللين , السهولة , الاستعانة , التمهل و الأناة , قال الإمام الفارسي في معجم مقاييس اللغة : الراء والفاء والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على موافقةٍ ومقاربةٍ بلا عُنْف , فتأمل – يا هداك الله – هذا المعنى اللغوي ثم ضعه في جهاته النفسية كلها فلا تلبث ان تحس بروعة الإعجاز النبوي فقط في هذه المفردة : الرفق , و لو ذهبنا لنختصر معاني هذه المفردة العجيبة و دلالاتها النفسية لقلنا : يجب عليك أيها الزوج أن تعامل زوجتك بما يوافق معاني الأنوثة فيها و يقارب روعة الجمال الإنساني فيها , و ليس يتحقق لك هذا و لا تستشعره الزوجة منك إلا إن مزجت هذه المعاني المتدفقة بالجمال الساحر و العذوبة اللذيذة في الكلمة , في النظرة , في اللمسة , في الحركة , في الموقف , حتى في العتاب الجميل , و ما استعمال النبي صلى الله عليه و سلم هذه الكلمة بهذه الصيغة : رفقا , و هي صيغة تأكيد إلا دلالة على ما قلت لك فكأن التقدير فيها : أيها الزوج احرص على الرفق بزوجتك بل بالغ في الرفق بها و الليونة معها و الموافقة لها و المقاربة بها إلى ما تعشقه بحس أنوثتها و صفاء إنسانيتها .. أما كلمة ” قوارير ” فتلك الكلمة الفارعة و التشبيه البديع الموحي بجمال و عمق نظرة النبي صلى الله عليه و سلم لهذا الجنس اللطيف : المرأة .. و ما عليك لتفهم هذا المعنى إلا أن تطلق العِنان لخيالك لينطلق – و هو يتملى أسرار هذا التشبيه المدهش – إلى فضاءات راقية جدا لا تزال تتدفق بالرقة و الحنان و تفيض بالعذوبة و الجمال , فمعلوم أن القارورة تتخذ من الزجاج و من ثَم فهي سهلة الكسر , و بالتالي يكون القاسم المشترك بين القارورة و المرأة هو سهولة كسرها , و ما كسر المرأة إلا الكلمة الجارحة , الموقف المؤلم , بل ما كسر المرأة في حكم الحقيقة إلا إهمال تفتيق معاني الأنوثة فيها و إلا عدم تحسيسها بقيمتها الجميلة في حس زوجها و إلا عدم تنبيهها إلى روعة إنسانيتها الجميلة .. بل انظر لقاسم اخر و هو ان الزجاج معلوم ان ادنى شئ ممكن ان يشوه صفاءه و رقته , فكذلك الزوجة بحكم رقة الأنوثة فيها و طبيعة تركبيتها الإنسانية التي تتسم بالضعف في كل شئ – الضعف الذي يعتبر أقوى من قوة الرجل – فإن ادنى شئ يمكن ان يشوه جمالها و يكسر انسانيتها .. بل انظر لقاسم اخر و هو ان القارورة لا تظهر الا ما ملئت به ما مادة ان جمالا و لذاذة و ان قبحا و مرارة , فكذلك الزوجة مهما ملأها الزوج بشئ من المعاني فاضت به و اظهرته في شتى صور علاقتها مع زوجها