أثارت تغريدة على توتير غضب رواد التواصل الاجتماعي ،حيث أظهرت التغريدة استضافة سعودي ليهود في منزله بالرياض.
فقد نشر حساب “إسرائيل بالعربية” على تويتر، التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، صورا قال إنها تظهر زيارة سياح يهود إلى السعودية، ومشاركتهم في فعاليات ثقافية.
وأظهرت الصور المنشورة أحد السائحين وهو يتجول بالقرب من “برج المملكة”، أحد أبرز معالم العاصمة الرياض.
وأشادت الصفحة الإسرائيلية بـ “الاستقبال الحار الذي حظي به السائح في المملكة” مؤكدة أن الزيارة جاءت “نتيجة كسر حواجز الشك التي بنيت على مدى عقود”.
في المقابل، سخر سعوديون من التغريدة الإسرائيلية المحتفية باستقبال السكان للسائح اليهودي، قائلين إن “الصور لم تظهر سوى بضع أشخاص لا يمثلون أبدا السعوديين”.
كما عبر نشطاء عرب عن رفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، مؤكدين في الوقت ذاته على احترامهم لجميع الأديان.
وفي سياق متصل، أعلن المدون السعودي محمد سعود عبر حسابه على تويتر، عن استقباله من وصفهم بأصدقاء يهود “عزيزين” في منزله، وأعرب عن أمله في رؤية المزيد من اليهود في السعودية لكي يتعرفوا على تاريخها المميز، على حد تعبيره.
وظهر سعود رفقة ضيفيه وهم يرددون أغان وأناشيد عبرية.
ولم يكشف المدون السعودي عن جنسية صديقيه، واكتفى بذكر اسميهما قائلا: “استضفت أصدقاء يهودا في منزلي بالرياض. آفي وبني، أصدقاء رائعون وعزيزون جدا”.
توصلت بي بي سي إلى حساب أحد ضيفي سعود على موقع تويتر. ويشير إلى أنه صحفي في موقع إسرائيلي لليهود المتدينين (الحريديم).
لم تمر الزيارة من دون جلبة على مواقع التواصل الاجتماعي العربية.
فقد طالب نشطاء عرب بمحاسبة المدون السعودي، قائلين إن الصمت الرسمي عنه، سيعطي مؤشرا بأن السلطات موافقة على تصرفاته.
وردا على الانتقادات التي طالته، نشر سعود مقطعا آخر يدعو فيه العرب إلى الاعتراف بإسرائيل لكي يعم السلام المنطقة.
ولا يخفي سعود تواصله مع المسؤولين الإسرائيليين، خصوصاً أولئك الذين لديهم حضور بارز على مواقع التواصل.
وفي يوليو/ تموز الماضي، نشر سعود صورة تجمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش زيارة قام بها إلى تل أبيب والقدس.
وسبق أن تعرض سعود للرشق بالحجارة من قبل فلسطينيين احتجوا على زيارته للمسجد الأقصى.
ويعرف سعود نفسه بأنه مدون وناشط سلام. ويظهر حسابه على تويتر اسمه مكتوبا باللغتين العربية والعبرية متبوعا بصورتين لعلمي السعودية وإسرائيل.
يذكر أن مواقع التواصل العربية شهدت العام الماضي جدلا بعد أن نشر مواطن إسرائيلي من أصل روسي يُدعى “بن تسيون”، صورا له من داخل المسجد النبوي في المدينة.
وتقابل تلك الزيارات المتبادلة بين نشطاء عرب وإسرائيليين بردود فعل غاضبة، إذ يحذر مغردون من التساهل مع مثل هذه الخطوات ومن يساندها.
ويرى كثيرون أن تلك الزيارات غير معزولة عن مواقف الحكومات العربية التي “تتنافس فيما بينها للتطبيع مع إسرائيل”، على حد قولهم.
وتساءل آخرون عن طريقة دخول السياح اليهود إلى السعودية، وسط تكهنات بأنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية.
من جهة أخرى، نفى مدونون سعوديون ذلك قائلين إنهم دخلوا بجوازات أجنبية إذ تمنع السعودية دخول الحاملين لجوزات سفر إسرائيلية إلى أراضيها.
وكانت السعودية فتحت أبوابها أمام السياح الأجانب وذلك في إطار جهود حكومية لتقليل اعتماد اقتصاد المملكة على النفط.
ولا يُسمح لغير المسلمين بزيارة مكة والمدينة.