ما المقصود ببقرة كوهين في التفاوض؟ وما أهم الكتب التي تحتوي على هذا الموضوع؟

بقرة كوهين
هل تريد معرفة أسلوب كوهين في التفاوض لتتعرف على طريقة اليهود في المفاوضات؟

ببساطة، اليهود المتدينين الأرثدكس منهم يؤمنون ببقرة حمراء خالصة مقدسة ستظهر آخر الزمان ليس فيها عيبا و لا يوجد فيها شعرة مغايرة عن اللون الأحمر . يتم حرقها ثم التطهير برمادها من طرف كهنة سيساعدهم على الدخول متطهرين إلى الهيكل الثالث الذي يستعدون بناءه على أنقاض المسجد الأقصى المبارك و الحصول على البركة وعودة مخلصهم.

ولازالوا يبحثون عن هذه البقرة الحمراء رغم استعمالهم علم الوراثة الجينية!

وما علاقة البقرة الحمراء المنتظرة بالمفاوضات؟

لايمكن بأي حال من الأحوال التفاوض مع اليهود للتنازل على هذا المعتقد الثابث عندهم أو التخلي أو التراجع عنه ، بل لايمكن حتى النقاش في مراجعته و تجديد الفكرة أوالخطاب الديني مهما تغيرت الظروف و مهما كانت الضغوطات والمقايضات – فالبقرة الحمراء معتقد مقدس ثابت خط أحمر لايجوز المساس به في أية مفاوضات مع الخصم!

فمجرد أن تدخل في مفاوضات مع اليهود ، إعلم علم اليقين أن لهم معتقدات توراتية تلمودية- كالبقرة الحمراء – لاتنازل عليها ينطلقون منها للتفاوض معك لتحقيق أهدافهم ولو جلست معهم على طاولة المفاوضات لمدة 100 سنة !

اسأل المفاوضين المصريين الذين عانوا من مفاوضاتهم مع اليهود منذ كامب ديفيد ومروراً بطابا، واسأل المفاوضين الأردنيين والفلسطينيين الذين عانوا من مفاوضاتهم مع اليهود ما عانوا، في مدريد وأوسلو وواشنطن ووادي عربة والعقبة وعمان والقاهرة، وما زالوا يعانون ولم يخرجوا – ولن يخرجوا – من ذلك بشيء ذي قيمة!! ولازالت المفاوضات قائمة ومستمرة حتى كاتبة هذه السطور !!!

هذه هي البقرة الحمراء المقدسة يجب ذكرها للتنبيه على أن المفازضات مع المتدينين اليهود لافائدة منها ولن تحقق أي شيئ.

فماذا عن اليهود الغير المتدينين والمفاوضات؟

هنا يأتي أسلوب مفاوضات من نوع آخر أسسه (هيرب كوهين) أكبر و أعظم مفكر خبير إستراتيجي يهودي معاصر بارع على الإطلاق في عصرنا الحاضر في فن المفاوضات، و سُمي أسلوبه بإسمه! وضُرِب له مثال شهير يليق بإنجازاته العظيمة التاريخية ب (بقرة كوهين في التفاوض )

وخلاصة منهجه التفاوضي أن كل شيئ قابل للتفاوض إلإ عقيدته التوراتية ومبادئها و أخلاقها حيث الثوابت لاتنازل عليها أبدا إطلاقا . تفاوض مع الإرهابيين،! تفاوض على حصة أموال! تفاوض على الأكل و الشرب……إلخ … تفاوض على كل ما يخطر ببالك سوى عقيدته اليهودية العلمانية اللبراليلية وأرض فلسطين التاريخية- لاتفاوض عليهما !

حاول كوهين تأسيس مبدء جديد و مبتكر في فن المفاوضات سُمي ب – بقرة كوهين – هو مبدأ التوفيق بين مبادئ الدين اليهودي ونقيضه -أي الجمع بين المتناقضات في نفس الوقت أثناء المفاوضات للحصول على مفاوضات تطول لمدة أطول ومستمرة، و حصاد نتائج مثمرة وناجحة على المدى البعيد حيث الخصم يصيبه الأرق و الضجر و التعب من المفاوضات، ومن ثم يستسلم للتطبيع و الإستسلام للأمر الواقع و الإنبطاح التام بسهولة بدون الخوض في حروب مكلفة، أو الإنسحاب بسلام دافئ وهادئ !

تعرف على هيرب كوهين و انجازاته:

https://ar.wiki2.wiki/wiki/Herb_Cohen_(negotiator)

طريقة أسلوبه في التفاوض ملخصها:

1-وضع إطار عمل لتحليل المفاوضات وتشكيلها سيتيح لك إطار العمل الحالي.

2- تقديم حجج مرتكزة على مبادئ من شأنها إقناع الآخرين حيث سيتيح لك الإطلاع على ما وراء النزاعات الظاهرة للكشف عن الإهتمامات الرئيسية.

3- بعد انتهاء المفاوضات، ستصبح أكثر قدرةً على التنبؤ بسلوك الأشخاص الذين ستواجههم في مواقف تنافسية وتفسير سلوكياتهم وتشكيلها.

4-إصدار الإنذارات النهائية، وتجنب الشعور بالأسف، وتكبير الكعكة (توسيع نطاق التفاوض).

5-التعامل مع شخص أو مجموعة بشرية لها رؤية مختلفة تمامًا حول العالم. تتضمن الموضوعات المتقدمة التفاوض عندما لا يكون لديك أي صلاحية، والتفاوض عبر الإعلام، البريد الإلكتروني و التواصل الإجتماعي ، ودور اختلافات النوع الجنسي في التفاوض.

ما أهم الكتب التي تحتوي على هذا الموضوع؟

القرآن الكريم بلا منازع الذي يحكي قصة اليهود مع بقرة أخرى غير البقرة الحمراء التي يبحثون عنها في زماننا الحالي !

وتدل قصة البقرة في القرآن الكريم على طريقة اليهود في المفاوضات مع نبي الله موسى عليه السلام في التلكؤ والتكاسل وإضاعة الأوقات والجهود والطاقات، الغوص في الهامشيات والشكليات.

طريقة اليهود في التفاوض تقوم على التحايل والتماطل والتكاسل، وعلى التباطؤ والتلكؤ، وهم يملكون نفساً طويلاً في المفاوضات كما يتمتعون بأعصاب باردة متجمدة، ويحرصون على “اللف والدوران” في الحلقات المفرغة، ويأخذون الطرف الآخر المفاوض إلى “النفق” الطويل المتعرج المظلم، ذي الإنحناءات والممرات العديدة، فيضيع في تلك الممرات، ويضيع فيها الذين يمثلهم ويتفاوض عنهم.

بارعون في جعل الخصم ينسى الأساسيات والضروريات، و يضعون كثير من المعوقات والعراقيل، وكم يقفون أمام الجزئية والفرعية والنقطة والفاصلة والفقرة والخارطة والشارع والحي والوقت و الطقس وووووووو….. !!

موجز قصة البقرة كما عرضتها آيات سورة البقرة:

قتل رجل من بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام، لما كانوا ما زالوا يتحركون في هضاب ووديان صحراء سيناء، ولم يعرف قاتله فصدرت اتهامات من بني إسرائيل بقتله، بحيث صار كل منهم يتهم الآخر بقتله، ويدفع التهمة عن نفسه، وحققوا في الحادثة، ولم يتعرفوا على القاتل.
فجاءوا إلى موسى عليه السلام، وطلبوا منه معرفة القاتل لأنه نبي، والله يخبره بما غاب وخفي عنهم، فأبلغهم أمر الله لهم بذبح بقرة، قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة!! ولو سارعوا وتناولوا بقرة من البقر الذي عندهم وذبحوها لقاموا بالواجب، مهما كان لون وعمر وعمل البقرة.
ولما سمعوا أمر موسى لهم بذبح البقرة تعجبوا واستغربوا، فما دخل ذبح بقرة في التعرف على قاتل مجهول؟ وظنوا أن موسى عليه السلام يهزأ بهم ويضحك عليهم وخاطبوه بوقاحة، قالوا له: اتتخذنا هزواً؟ فبرأ موسى عليه السلام نفسه من تهمة السخرية والاستهزاء، وقال لهم: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
فلما علموا أن الأمر جد واجب، أثاروا إشكالات وسؤالات عن البقرة! قالوا له: ادع لنا ربك يبين لنا ما عمر البقرة؟ فأخبرهم أنها بقرة عوان متوسطة العمر، لا هي بكر صغيرة، ولا فارض مسنة هرمة! فقالوا له: أدع لنا ربك يبين لنا ما لونها؟ فأخبرهم أنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين! فقالوا لـه: ادعُ لنا ربك يبين لنا ما علمها ومنزلتها عند أصحابها، هل هي مذللة أم معززة؟ فأخبرهم أنها معززة مكرمة عندهم، لا يشغلونها في حرث الأرض ولا في سقي الزرع، عند ذلك قالوا لموسى عليه السلام: الآن جئت بالحق!! فذبحوها مضطرين مكرهين مجبرين، ولما ذبحوها أمر الله أن يقطعوا جزءا منها، ويضربوا به جثة القتيل الميت! فلما فعلوا أحياه الله، وقال قتلني فلان!! ثم مات!!

موسى عليه السلام وأسلوب مفاوضات بقرة بني اسرائيل كوهين و أتباعه.

تؤكد هذه القصة على سلوك بنى إسرائيل مع الله عز وجل، ومع نبيه موسى عليه السلام، فهى تُبَيِّن أولا صفات اللجاج والجدال والعناد وسوء النية فى أقوالهم وأعمالهم؛ وثانيا تنطوى عبارة «ادع لنا ربك» التى تكررت عدة مرات فى خطاب بنى إسرائيل لموسى على نوع من إساءة الأدب والسخرية، وكأن ربّ موسى غير ربهم!!

لقد بينت الآية الأولى عدم تصديقهم واستهزائهم بأقوال نبيهم، ظنوا أن أمر الله لهم بذبح بقرة هو استهزاء بهم، فاستعاذ النبى موسى بالله من اتهامهم؛ حيث إن الاستهزاء والسخرية من الآخرين هو من صفات الجاهلين، وأنبياء الله مبرّأون من ذلك.

وبعد أن أيقنوا جديّة المسألة، واستقروا على أن يذبحوا البقرة، طلبوا من موسى عليه السلام أن يصف لهم البقرة المطلوب ذبحها، فجاء وصف الله تعالى بأنها بِكر، وأنها ليست كبيرة فى السن ولا صغيرة، بل هى متوسطة بين الحالتين، ولكن كعادتهم لم يقتنعوا؛ واستمروا فى لجاجهم، فطلبوا من موسى طلبا ثالثا: أن يسأل الله ما لون البقرة، فأجابهم بأن لونها أصفر فاقع، وتسرُّ الناظرين لها، وتنشرح لها الصدور، ولكن جدالهم لا يتوقف لمحاولة الهروب مما تم تكليفهم به.
لم يكتف بنو إسرائيل بهذا، بل أصرّوا على سجالهم، وضيّقوا على أنفسهم دائرة اختيار البقرة، فطلبوا من نبيهم طلبا رابعا: أن يعطى لهم أوصافا أُخرى لهذه البقرة، لأن البقر كله متشابه فى نظرهم، فهم لا يستطيعون تحديدها، فيقول لهم موسى عليه السلام، هى بقرة لا تُستخدم فى حرث الأرض ولا سقايتها، ولا عيب فيها!

وبعد كل هذا اللجاج والسجال والجدال، من أجل عدم تنفيذ ما أمرهم الله به، يعثرون على بقرة يملكها رجل بار بوالديه، تتطابق مواصفاتها مع الوصف الذى وصفه نبى الله موسى عليه السلام، فيتوجهوا إلى صاحب البقرة، ويطلبوا منه شرائها، ولكن الرجل يرفض فى البداية، ثم يوافق بعد أن أخذ ما يعادل وزن البقرة عشر مرات ذهب!

وبعد ذلك، يقوم بنو إسرائيل بذبح البقرة، ثم يأمرهم موسى عليه السلام، بما أوحى إليه من الله، بأن يأخذوا بعض أجزاء من الذبيحة ليضربوا بها القتيل، وبعد ضربه يعود القتيل إلى الحياة، وحينئذ يسأل موسى عليه السلام القتيل عن الشخص الذى قتله، فيُشير على أحد أبناء أخيه، ويقول لقد قتلنى ابن أخى هذا، ثم يموت من جديد!

هذا هو أسلوب اليهود ( بقرة كوهين) للتفاوض و اضح وصريح في كتاب الله، شرح وافي شافي كافي يبين نوعا من التفاوض الذى لا يفضى لشىء، يتميّز به بنو إسرائيل، ويكشف عن طبيعتهم فى الجدال واللجاج والعناد الذى لا يصل إلى أى حقيقة ولا أي نتيجة ، بل على العكس يعمل على الابتعاد عنها بهدف تضليل الآخر!

Related posts

Leave a Comment