اكثر شيء يؤثر على المرأة و يجذبها إليك ان تشعرها ان هناك رابطة عاطفية او روحية بينك وبينها؟
و لا يحدث هذا الا اذا أقنعتها انك تفهمها ” كويس” و ” حاسس بيها”.
كيف تحقق هذا؟
لا يوجد سحر هناك يا صديقي، فكل ما عليك ان تفعله ان تخبرها بما تحب ان تسمعه. لو فعلت ذلك بالطريقة الصائبة، فسوف تفسح لك المجال للتقرب منها و ربما قلبها ايضا. صدقني !!
هذا ، يا صديقي، جوهر ” تأثير فورير”، و الذي به ستضع المرأة ثقتها الكاملة فيك، و في اغلب الظن ستطلق عليك لفظة ” soul mate ” او تؤم الروح.
لكن قبل ان أشرح لك خطوات ” نصب الشبكة ” ، دعني في البداية أقص عليك حكاية تأثير فورير Forer Effect
بدأت الحكاية يا صديقي بالفقرة التالية بالظبط ،مع تعديل طفيف مني، و التي صاغها في عام ١٩٤٨عالم النفس برترام فورار Bertram Forer مستخدما أعمدة حظك اليوم وفقا لبرجك من عدد من المجلات و الجرائد. و قدم هذه القطعة لطلاب احد الفصول الذي كان قد اجرى لأفراده اختبارا لقياس الشخصية من أسبوع مضى .
“” عزيزي القارئ، هذه مفاجأة لك، أنا أعرفك شخصيا. هذه أوصاف شخصيتك ، لا تندهش :
انت من الاشخاص التي تنتقد نفسها في احوال كثيرة . لديك قدرات كبيرة، غير مستغلة و لم تستفد بها . لديك عدد من نقاط الضعف في شخصيتك، ولكنك قادر عموما على التغلب عليها. تحتاج الى حب الاخرين و إعجابهم من فترة الى اخرى.
تساورك في الكثير من الأحيان شكوك مضنية حول ما إذا كنت قد اتخذت القرار الصحيح أو فعلت الصواب. تحب التغيير والتنوع في حياتك، وتكره القيود . تبدو متماسكا و قويا في الظاهر، لكن بداخلك مخاوف و مصادر للقلق كثيرة.
تتمتع بالتفكير المستقل ، ولا تقبل كلام الآخرين على عواهنه . في بعض الأحيان تكون منفتحا، واجتماعيا ، بينما في أوقات أخرى يهيمن عليك الانطواء و التحفظ. طموحاتك غير واقعية في جزء كبير “”.
بعد ذلك ، أشار الى كل طالب على حدة ان هذه القطعة تصف شخصيته، وفقا لاختبار الشخصية الذي عقده له . و طلب من كل منهم ان يقيم ( رقميا) مدى انطباق المواصفات التي في القطعة المشار اليها على سمات شخصيته الحقيقية، و ذلك بالارقام من ١ الى ٥ ، مع التنبيه على التزام السرية. وبذلك حصل الطلبة دون ان يدرون على قطعة موحدة لوصف الشخصية ظن كل فرد من الفصل انه تخصه ..
و جاءت النتيجة ،في المتوسط ، ان تقييم الطلبة لمدى تطابق توصيف الشخصية مع خطاب فورير بلغ 4.3 ٪، مما يعني صحة حديث البروفيسور فورئر بنسبة 86٪.
تم تكرار هذه التجربة مئات المرات في العقود التي تلتها، و الغريب ان كل هذه التجارب اظهرت نتائج متطابقة تماما.
و يسمى علماء النفس هذه الظاهرة بتأثير فورر.و يقصد بهذا المصطلح هو ميل الناس الى اسباغ الدقة على الجمل و التوصيفات الشخصية التي يظنون انه معدة لهم خصيصا، و لكنها في الحقيقة جمل عامة و تنطبق تقريبا على كل الشخصيات. ويسمي هذا المصطلح ايضا تأثير بارنوم وفقا حسبما سماه عالم النفس “بول ميهل” . و كان بارنوم هذا احد اصحب ألعاب خفة اليد الشهيرين في السيرك الامريكي الذي اشتهر بمقولة ” يولد احمق كل دقيقة، و اعرف الكثير من الطرق التي تمكنني من انتزاع امواله “.
كيف يعمل هذا التأثير
لان عقولنا مجهزة تطوريا لإيجاد العلاقات بين الاشياء و ملاحظة الأنماط صحت ام اخطأت، يصبح من السهل علينا ان نفسر العبارات العامة بشكل يجعل منها شخصية و محددة. و يؤدي اجتماع رغبة ذواتنا في اكتساب الثناء و التشجيع ، و ميلنا لرؤية الأنماط و العلاقات الى انتقائنا، ما نهواه في اي عبارة تصف شخصياتنا ( signal) و تجاهل السلبي او المخالف لما نريد ( Noise).
وتفسر هذه الظاهرة شعور الكثير من الناس ان صفات اصحاب الأبراج تنطبق على شخصياتهم تماما، فصفات برج القوس، على سبيل المثال، في كتب الفلك تنطبق على مواليد هذا البرج. و دعوني اعترف اننا جميعا شعرنا في احيان كثيرة ان صفات مواليد الأبراج تنطبق علينا. و يفسر هذا إيضا لماذا يصدق الناس كلام العّرافين ، و قارئي الفنجان، و ضاربي الودع. و يتسم محترفي قراءة هذه الاشياء الغريبة بالقدرة على ملاحظة الشخصية التي أمامها و تحديد طبقتها و لبسها و حديثها ، و شكلها، حيث ان نجاح الكامل لهذا التأثير يستدعي اخبار السامع بمعلومة حقيقية في البداية ، و التي عادة ما يستخلصها قاريء الكف الماكر، على سبيل المثل من ملاحظاته لمظهر الشخصية، ثم يعقب هذا ما شأت من عبارات عامة.
عودة الى كيفية إيقاع المرأة في حبك ؟
قبل تنفيذ الخطوات التالية و من اجل تطبيق ناجح و فعال “لتأثير فورر او بارنوم” ، عليك ان تدرك ان كل امرأة تشعر انها متفردة ، و انها ستنجذب الى الشخص الذي تشعر ان هناك رابطة بينه و بينها و التي تظهر من خلال قدرتك على اشعارها بأنك تفهمها و ” حاسس بها” :
اولا، الملاحظة: و هذه مهارة يجب التدرب عليها عموما. عليك ان تلاحظ سنها، و ملابسها ، و مكياجها، و حركتهاو اسلوب حديثها ، و نوعية الحلي اللتي ترتديها. و تمثل ملاحظاتك مفاتيح بسيطة حول شخصيتها يمكنك ان تستنتج مثلا مستواها الاجتماعي او النوعية المفضلة من الألوان لديها، و أشياء كثيرة اخرى. و تمثل هذه التخمينات اول حجر في بداية استخدام الاساليب اللفظية العامة وفقا لطريقة ” فورر”.
ثانيا، مبدأ Pollyanna : يميل الناس الى تذكر الاشياء الإيجابية ، و تنسى السلبية، فاحرص على ذكر العبارات الإيجابية عنها ، فهي تحب ان تسمعها.
ثالثا: تجنب المباشرة ، فلا تخبرها مثلا ..انت عقلية متفتحة او قوية دون كلمات إستهلالية تمهيدية ..يمكنك القول مثلا ..( اشعر انك من ذلك النوع من الفتيات القادرة على تفهم حتى المواضيع التي لا تقبلها).
رابعا: تجنب التوصيفات اليقينية والمطلقة absolutes في عبارتك ..استخدم دائما اعتقد ..احيانا..في الغالب ..أظن.
خامسا :ردود الافعال feedback loop، راقب ردود افعالها على كلامك (واحدة واحدة) ، و عليها يمكنك الاستمرار او تغيير الموضوع سريعا. اذا رأيت انبساطا او اهتماما استمر ..لا تشرح كلامك ابدا و اتركه لمخيلتها تفهم معناه، الا اذا طلبت هي ذلك.
و ختاما ، فان هذه الخطوات تصلح للتطبيق في قراءة الفنجان، و قراءة الكف ، و الخطب السياسية ، و تصميم ال quizzes التي تظهر لك من فترة الاخرى على الفايس بوك ، هذا بالاضافة الى العلاقات النسائية ..فاذا نجح الاسلوب معك فلا تحرم عالم النفس فورير او الساحر ” بارنوم” من خالص دعائك.
