بقلم : سكينة حسن الشريف
قد يكون هناك حلما منذ الصبا أردنا تحقيقة كم تعبنا ، وحُرمنا كم عانينا، كم بكينا، كم تهنا بممرات الحياة القاسية، وكم استسلمنا لتيارات وضغوط، وانحنينا لا ضعفا ولا خنوعا بل لحكمة، وتأني، وتحلي بصبر كان طعمة أمر من صبار يعلوه أشواك كانت تجرح كل صبرنا وحكمتنا .. لكن لم تمس يوما ثقتنا بالله القوية..
شابت فينا طفولتنا البريئة.، وضَحِكنا وسَخِرنا ومَرْرَّنا في دواخلنا أن يوما سننتزع عنوة حقنا في الحياة، خلقنا بيد الله أحرار شامخين. العلو في جيناتنا وتركيبتنا يكمن حسن الظن بالله ثم بحريتنا وإيماننا بحقوقنا،
فقدنا حريتنا في الإختيار. فقدنا بوصلة الخريطة، وتاهت وجهتنا.. فقدناها فقط بممرات الخريطة المتشابكة والمتراكبة المعالم..
لكن وجهاتنا بداخلنا لم تتوه يوما. كانت فقط راكدة كبركان نار كان يغلي ويفور ومجهز للإنفجار ليحرق كل معربد من أفكار بالية، ويذيب تلج الجمود، ويغير جلد شبابنا الذي إكتسى بتجاعيد العادات والتقاليد المهترأة وخطوط السنين التي نحت جسده المنهك..
وضحكنا أيضا وسخرنا ثانية وصاحبنا شبابنا الهرم العجوز فعشناة، وتعايشنا، وتآخينا، وتصادقنا،وبهت كل منا على الآخر فذبنا وتشكلنا عضو واحد قوي صبور راضي بغير خنوع ، وهمس واحد منا إليَّ
أن أعدِ نفسك للإنطلاق القريب ، إستعد للإشتعال، أعدِ حقيبة مخططاتك واكمل رسمك الهندسي فقد حان وقت الإنطلاق،
وسرعان ما أحرقوا لنا فتيل البركان وسكبوا على مرسمنا جمود الأفكار، فخمدت شعلتنا وتهاوت سقوطا مترنحة لكن لم نتركها تنطفئ،
ضحكنا ثالثة وسخرنا مرات عدة، وأشعلنا من جديد فتيل بركان ثورتنا.، دون يأس. وبأسنا كان شديد. وثقتنا بالله كانت اقوى وأشد، وخضنا معارك ضارية،إنثنى بها سيفنا لكن لم ينكسر وجرح خيلنا العربي الأصيل لكنه واقف وقوف الشامخ الذي لا يهزم او ينحني.
ومن جديد داوينا جرح خيلنا، ومددنا سيفنا بدعامة صلبة،وتأهبنا، وخضنا المعركة الأخيرة ، وكانت أشد وطيساَ وأكثر شراسة،
وها قد إنتصرنا في هذة الحرب الضروس بعد ويلات وبين تقدم وتقهقر، ملأنا العالم صرخات إنتشاء وسعادة، وأشعلنا فتيل البركان وأعطيناه أمرنا المباشر وضوئنا الأخضر أن مدد سريانك واحرق كل عذابات السنين وأقف مداد جمود الأفكار المعربد في الطريق،
ومددنا رسمنا الهندسي على منضدة أحلامنا التي عانت ويلات الوصول ونحن الآن في الطريق بخطوات ثابتة لا تثنيا عثرات، ولا تهزمنا معارك.
ثقتنا بالله ثم بأنفسا وقدراتنا علي الإصرار وتخطي الصعاب لا تهزم بإذن الله….
