رؤيه بقلم .. مصطفي العموري
هناك اشياء كثيره في طبيعتنا الانسانيه تجعلنا نشعر بالتجاذب والتنافر بلا دافع ولا سبب ولو تعمقنا بحثا عن تفسير غالبا لانصل لنتيجه . فمثلا من الملحوظ انه إذا تلاقت الأرواح في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خُلِقت عليه فيميل الأخيار إلى الأخيار ويميل الأشرار إلى الأشرار . ويحدث ذلك بلا سابق معرفه ولا حيله ولا اختيار .
هذه الطبيعه لا تتعارض مع كون قلوبنا تخطأ احيانا وتميل الي من لا يشبهها وحين نكتشف ذلك نشعر بالندم ويكون ذلك غالبا بسبب تعرضنا للاحتيال او الغش والخداع . او اننا نتغاضي كثيرا ونغمض اعيننا عن دلائل كانت لتكشف لنا الامر علي جقيقته . او تخدعنا حلاوه البدايات وتسرعنا في اطلاق احكام نظرا لارتفاع سقف الامال والامنيات او الشوق والاشتياق لمشاعر او تجارب نشعر بالرغبه في خوضها والغوص في بحورها . ولذلك في علاقاتنا البشرية لايخلو الواحد منا من أشواك تحيط به وبالكثيرين غيره ولكن لن يحصل على الدفء مالم يحتمل وخزات الشوك والألم ويتناسي ويبحث عن الشفاء . وبعد تمام التشافي يكمل مسيره ولكنه غالبا سيصبح اكثر حذرا .
شعورنا بالخوف والتردد او بالانكسار والخذلان او الحزن والندم ماهو الا طابع مخبأ فينا يجسد ضعفنا الانساني ولا يمكن ابدا ان نهرب او ننجو منه . ولكن اليك المفاجاه الساره يا عزيزي نحن أقوياء ولكننا كثيرا تمر علينا لحظات تنسينا مواضع قوتنا الكامنه في قلوبنا وارواحنا . ولن تجد السبيل للوصول الي تلك القوه الا بالتغاضي والتحمل وعدم النظر للوراء فما فات لا بكاء عليه . توقف لتفهم وتدرك وتستوعب الامر ثم استمر في طريقك .
مدي تحملك يمثل مدي قوتك . وعليك ان تدرك ان رحله الحياه هي رحله كفاح وجهاد للنفس . لنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا . إذا أردت أن تعيش سعيداً فلا تفسر كل شيء ولاتدقق بكل شيء ولاتحلل كل شيء ولا تحرص على إكتشاف الآخرين أكثر من اللازم . لا يصح التعمق في حياه من حولك والغوص ف اعماقها اكثر من اللازم والا فالنتيجه الاكيده هي غرقك بلا شك في بحور كان من الافضل ان تظل علي امنا علي شواطئها .
الضعف الانساني ليس هزيمة ولا هو خطيئه . هو ف الحقيقة طبيعة . خُلق الانسانُ ضعيفاً كما خلق ف كبد . المهم أن يجد الانسان إلى جانبه من يحترم لحظات ضعفه كلنا في حاجة إلى البوح وقت الضعف . احيانا حتي الفضفضة مع من نحب تعيد إلينا الاتزان الداخلي حتى لا تموت قلوبنا في معارك القوة الوهمية . كلنا في مرحله ما نكون بحاجة إلى قلبٍ يتفهم وروحٍ تعانق ضعفنا الإنساني لتمر لحظات الضعف علي ارواحنا بسلام .
الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه الناس في وجهك دائماً و اترك الخفايا واذ ماحدث ما بسوءك فقط تغاضي وتجاهل وابتعد او ارحل كرد فعل حسب الفعل او الحدث الذي تعرضت له . وكن راقياً في أفعالك وكلماتك وأجعل لك قيمة في قلوب الناس وعقولهم خاصه من كانت تجمعك بهم صله إن لم يكن حباً فليكن إحتراماً . ومهما يحدث معك دع ما حدث بالأمس في الأمس وﻻ تأخذه معك ابدا للغد والاروع والابدع ان تتغاضي وان تجعل خلقك الحسن بصمتك ف الحياه ..
الكمال ليس من سماتنا الانسانيه فلا تبحث عنه وتقبل انه لايوجد شخص علي ظهر الارض بلا عيوب لذا من إبتغى صديقاً بلاعيب عاش وحيداً . ومن إبتغى زوجة بلانقص عاش أعزباً . ومن إبتغى أخاً بدون مشاكل عاش باحثاً عن اخ . ومن إبتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه بلا احد لوصله . تقبل يا عزيزي النقص والعيوب لانهما من مظاهر الضعف الانساني .
تعلم ان تكون قوي بتحملك ثم عطاؤك . أن تحب فإنه شىء رائع ولكن الأروع أن يحبك الأخرون وهو نعمة لا تشترى ابدا بمال . ربما تمارس السلطه او الضغوط علي من يحيطون بك او تستغله من حولك بالاغراءات وبهذا قد تشتري الناس وقد تغير أفكارهم وقد تكرههم على الولاء لك ولكن لا يمكن ان تشتري حبهم لك .
كن انسان بما تحمله الكلمه من معاني ساميه راقيه . فما اجمل ان توصف بالانسانيه و ستجد المحبه والود والرحمه من كل من حولك ومن ربك ايضا . وان نسي بعض الناس ما تقدمه لاجلهم فابدا لن ينسى لك ربك كل لحظة سعيت فيها لسعادة شخص او مساعدته ومد يد العون له . وتكون بذلك حولت ضعفك الانساني الي قوه الانسانيه لتشكل منك انسانا مميزا . شخص لا يهزم ولا يقهر وانسان لا يتكرر ولا ينسي .