الشك (بقلم د. سحرحليم أنيس)

سلوك سيء تجاه الاخرين ،ذلك لان الشخص يفقد الثقة بنفسه وبالآخرين في الوقت الذي ليس هناك سبب واضح ومنطقي للشك، واذا ماترك الشخص لنفسه تنمية الاحساس بالشك فسيتم التصرف تجاه الاخرين بشكل غير قويم ، والشك والغيرة متشابهان من حيث الانعكاس على نفسية الشخص ، لكن الواقع انهما مختلفان تماما ، فالغيرة تأتي بدافع المشاعر الجميلة والتي تتمثل في الحب والمودة ، بحيث يخاف احدهما على الاخر ولايقبل فيه مشاركة احد ، فتخاف المرأة علي زوجها من الانجراف في علاقة مع امرأة اخرى وكذلك الرجل ، بينما الشك هو النظر بعين الريبة بين الزوج وزوجه او الحبيب وحبيبته ، واقتناص كل شاردة ووارده واي تصرف او زلة لسان لتوظيفها وتضخيمها لتأكيد ما في النفس من الشك ، ولذا لا يمكن ان تستقيم علاقة بين اثنين يساور احدهما الشك في الاخر ، فتصبح العلاقة كالتمثيل والمماهاه لاصطياد الفرصة المناسبة لإثبات تلك الخيانة الوهمية . اذن فالشك هو احساس مدمر للعلاقة بين الزوجين ، ويحيل تلك الحياة الى جحيم بعد ان كانت يسودها الود والتفاهم والمحبة والاحترام ، وخصوصًا عندما لا يكون للشك أي سبب واقعي ويكون معتمدًا على الإحساس والظنون، متناسيًا التفكير المنطقي والعقلي. ومن اسباب الشكّ بين الزوجين ، التجارب السابقة لاحدهما ، او ان يكون احدهما علي علم بأخطاء سابقة ارتكبها شريكه ، وبالتالي سيفسر أي تصرف او قول يصدر منه امتداد لذلك الماضي. ايضا اذا ظن احدهما ان شريكه عثر على من هو افضل منه جمالا او ثقافة او انسجام روحي او حتى جسدي وهذا شعور لا يقف عند الاحساس بالشك فقط بل بالكراهية . ايضا وسائل الاتصال الحديثة كالهواتف الخلوية وصفحات التواصل الاجتماعي هي الاخرى سببا في تضخم الاحساس بالشك ويشعر كلاهما ان الاخر يتعاطى علاقة سرية مع اخر. ومن الاسباب الهامة ايضا هي المجاملة الكاذبة او الخادعة بين الزوجين وانعدام الصراحة واخبار الشريك بما يحس به تجاه من شك وذلك لإيضاح الامور ونفيها بشكل قاطع ومقنع . كذلك تغير سلوكيات العلاقة والتصرفات كالاهتمام الزائد او الاهمال ، وكلاهما مدعاة للشك الذي يتحول الى مراقبة للتحركات وانعدام الثقة ( ويؤكد خبراء علم النفس أنّ الشك الزوجي يتطور في عقدي الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، بحيث يلجأ الزوج إلى البحث والتمحيص حول كل ما يخص زوجته، مؤكدين أنّ الشك مرض مرتبط باضطراب الشخصية، وأحد أسبابه الخبرات السابقة بنساء عرفهنّ الرجل من قبل ليصبح التعميم لديه على كل النساء، وهذا المرض قد تكون نتائجه خطيرة). ولتجنب الاحساس بالشك الذي يولد نتائج مدمرة ، هو اشعار الطرفين احدهما للآخر بالتقدير والثقة والمحبة المتزنة والتعود علي الصراحة في أي شأن ، كما انه يجب استعادة اللحظات الجميلة التي عاشاها معا خلال فترات سابقة. اطالة المواقف الرومانسية للتعبير عن حاجة كلاهما للآخر اطول وقت ممكن ، مع الاستماع للموسيقى تحت انوار هادئة ، وتبادل الهمسات الجميلة ، المشحونة بالحب الصادق. ايضا محاولة الانشغال بأمور مهمة مثل الكتابة او الرياضة او النزهات وقضاء اوقات في اماكن مفتوحة كشاطئ البحر او الحدائق العامة . يجب الابتعاد عن كل ما يغضب الاخر من افعال او اقوال بل محاولة قول وفعل ما يحبه الاخر ، كما يجب قفل أي ملف للخلافات وعدم تركه مفتوحا ، مع الكثير من التغافل والتغافر , دمتم بسلام

Related posts

Leave a Comment