الوداع الأخير لزهرة ربيع رحلت قبل اوانها (بقلم نشوي فارس)

عندما تقرر فتاة بريئة في عمر الزهور و الطفولة البريئة أن تنهي حياتها بأيديها.. و تكتب رسالتها الأخيرة قبل أن تفارق الحياة و هي تبكي فيها حرقة شبابها الضائع و قلبها المفجوع مما حدث لها.. بدلا من أن تخطط لمستقبلها و حياتها المقبلة.. فماذا بعد ذلك؟
هل نحن ضحايا فساد المجتمع و انحدار الأخلاق أم أن الأخلاق بريئة مننا و من افعالنا، و لماذا نفقد أولادنا و شبابنا زينة الحياة الدنيا و عمادها و مستقبلها تباعا، ما بين انحدار في الأخلاق و القيم و الانتحار، و بكثرة في هذه الأيام.
بسنت خالد هي فتاة طفلة بريئة، برعم يحبو في اتجاه شعاع الشمس و التفتح و الخروج للحياة، حمل صغير برئ، و لكنه للأسف كان حملا ضعيفا واهنا لم يحتمل قسوة الحياة و غدر الثعالب الماكرة و الذئاب المفترسة التي مزقته و التهمته حيا، و صوت عظامه يتحطم و يتفتت ممزوجا بدمائه التي سالت و اغرقت كل القلوب التي امتلأت حزنا و حسرة على ما يحدث لأبنائنا، و كأننا أصبحنا في غابة ظلامية سحيقة مخيفة يؤكل فيها كل من هو برئ أو ضعيف.
المسألة هنا ليست بسنت خالد وحدها من نتحدث عنها، و لكن كل بسنت و كل بنت من بناتنا اللائي يتعرضن يوميا للابتزاز و التحقير و التشويه و التشهير و الإهانة و محاولة استغلالهن و الاطاحة بسمعتهن و شرفهن، و المسألة أيضا شبابنا الذين ضاعو وسط مخالب الفساد و انحدار الأخلاق و رفقة السوء و البلطجة و ابتعدو عن الدين، الفتاة التي استسلمت ليأسها و خوفها و نسيت ان الله هو من منحها حياتها و انه قادر على تبرئتها و نصرتها، و أيضا دور اسرتها السلبي في معالجة الأمر و عدم محاولتهم إظهار الحق و الحصول على حق ابنتهم، و أيضا الشباب الذين ضاع عمرهم و مستقبلهم ابتعدو عن ربهم و دينهم و لهثوا وراء الشيطان.
من المسئول؟
على من تقع المسئولية الكاملة على الوضع الذي وصلنا إليه اليوم، و اختفت و انقرضت و هانت فيه قيم و فضائل كثيرة في المجتمع، مع غياب قيمة الحب و الخير و تراجع قيمة القدوة و ايضا تراجع قيمة الأسرة مما تعانيه من خطر التفكك و الانهيار القيمي و الأخلاقي، مع انتشار السلبية و العدوانية و البلطجة و العنف و الإهمال العاطفي و التربوي، و تقلص دور الأسرة و المدرسة و المؤسسات الدينية و المجتمعية في التربية و التوجيه و الإرشاد و احتواء الأبناء و توفير الحماية لهم و الأمن و الأمان، و الحفاظ على سمعتهم التي كفلها الإسلام للجميع، و ارساء قيم الأخلاق و غرس قواعد و ثوابت الدين في نفوسهم، ليس بالكلام و التعاطف السلبي و الشعارات فقط و إنما بالمشاركة الفعالة الفعلية و اتخاذ خطوات و إجراءات حاسمة على أرض الواقع.
المسئولية هنا تقع على الجميع، الأسرة و جميع المؤسسات الدينية و التربوية و التعليمية و الإعلامية و المجتمعية و المعنية، بل المجتمع كافة، فالجميع مشارك في هذا، و الجميع مسئول.

Related posts

Leave a Comment