كتبت / مني خليل
تغمرنا الايام بالتمني ونتعلق علي دروب الحياة في اشراقة دائمة ثم نصطدم علي حافة الغروب لنتعثر في الظلام.. (( شريف )) الرجل الغير شريف تسميه زوجته الجاحد وأبنائه. يكرهون طلته بسبب بخله الشديد عليهم ومعاملته القاسية لوالدتهم المسكينة . حتي في عمله الكل يبغضه ولا يريد رؤيته. لا أحد يحبه في هذا الكون غير نفسه . فهو الظالم والجاحد وصانع المؤامرات. كل اللذين تأذوا منه يدعون عليه ليلا ونهارا . حبات الرمال وقطرات المطر تلعنه. شرير الي ما لا نهاية . كان يوما ممطر والأم المسكينة سوف تذهب مع أولادها رحلة الدروس الخصوصية وسط هطول الكثير من المطر . وطلبت من شريف الغير شريف سيارته لتستقل بها الاولاد لانه اليوم مسافر وسوف يترك سيارته. ويسافر بالمواصلات لتوفير بنزين . رفض وصرخ بوجه المسكينة وظل يسب ويلعن معرفته بها ورؤية أولاده. ثم استقل سيارته الي محطة الاتوبيس وتركها بعيدا .. تحت امطار الشتاء . وابتسم ابتسامة صفراء من شباك الاتوبيس لسيارته علي امل مع موعد جديد .. وكانت الأمطار غزيرة وزادت الشبورة علي الطريق.. وكل شيء أصبح ضبابيا. نظر حوله وسمع صوت السائق مضطرب. وسمع همس الشهادة بين الركاب . حاول التشبث بالكرسي واصطدم الاتوبيس الكبير بسيارة النقل ثم ارتطم علي الارض بشدة . لا يعرف كم مر من الوقت عليه ليجد نفسه بالرعاية المركزة مربطا بالكثير من الشاش . ولا احد بجواره. وتشخيص الحالة شلل في العمود الفقري . علمت زوجته واسرعت إليه. لا أحد يحبه ولا احد يزوره. خرج من المستشفي علي نقالة . وبأرادته اعطي زوجته مفاتيح سيارته لتتولي جميع شؤن الحياة فهي الان التي سترعاه . احيانا نفعل كل ما كرهناه بأرادتنا حينما كنا جبارين ومعاندين وضامنين للحياة