لماذا كُلَما هَممتُ بالقدوم إليكِ تعالى فى آذاني صوت وكأنه قرع طبول ؟!
أسمع صُراخ وضجيج ويُخَيَّل إليَّ أن بيني وبينك حائل من هولٍ عظيم أو حائط منيع.
فأخَذتُ أجوب فى الأرجاء أبحثُ عن حكيمٍ أو شيخٍ ضليع لعلي أتخلص من شر هذا الضجيج والوهم الفظيع وأجد لهذه العلة دواء .
أجابني أحدهم مَاذا بِكَ أيُها الشاب مَالي أراك مذعور؛ أنت لست مسحورٌ.
أنت فقط مهموم وأمام الفراق ضعيفٌ ومهزوم وهذه الأصوات التى تسمعها هي من مُخيلتك .
صدى صوت عقلك الدائم الحديث معك فإن لم تتصالح معه لن يدعك حتى تسقط على الأرض صريع؛وإن أعطيته ما يُريد لا تسل القلب عن النبض ولِما لايضُخ الدم فى الوريد؛إنه حقاً تناقض رهيب!
قاوم ياولدى لا تَرْكَن لليأس .
إسبح فى بحرٍ من نسيان واحذر أن تغرقَ فى الأحزان .
لا تقل شيئاً أعلَمُ أن النسيان مُحال!
فعلى ذي الحال لا تكتم شيئاً فى صدرك فالبوح دواء.
تَحدث للصُم أو اكتُب للعِميان حتى ترتاح ولا يتصيدُ مِنك الخطأ جبان !
إرسم صورتها داخل كهف أو على جدران الصمت عند مصب النهر هناك بعيداً عن أنظار الناس كُل صباح وفي كُل الوِديان.