ريان الطفل ذو الخمس سنوات ابن قرية إغران بإقليم شفشاون بالمغرب يودعنا مبتسمًا ليسكن جنة الرضوان حيث لا معاناة لا إهمال لا فقر لا حروب لا أمراض، وڤيروسات يعلن ذهابه إلى عالم السلام الأبدي، والرحمة التي وسعت كل شيء، ننعي بكل أسف البراءة، ودموعنا الحارة تحرق وجوهنا ألمًا على ربيع لم يكتمل على عود أخضر قُدِّر له أن يستسلم لقدر وقضاء الله، وكلنا يقين أنه بين يدي خالقه الرحيم،وقلوبنا تعتصر لفقدانه، ولكننا ندرك أننا مجرد عابرين برحلة الحياة، الطفل ريان أيقظ في نفوسنا شعورًا لم نكُن نعلمه ، وهو أن الحياة قصيرة، وبين ليلة، وضحاها قد تنتهي لنكمل رحلتنا إلى عالم آخر كان درسًا قاسيًا، ورسالة سماوية تنطق أفيقوا من ثُباتكم، واعقلوا أن المولى إن أراد شيئًا يقول له كُن فيكون لن تنفع وقتها عمليات الإنقاذ ولا بكاء المتعاطفين ولا توسُّل المتوسلين ويٰنفٰذ أمر الله لا محالة لا راد لقضائه هناك الملايين من ريان على مستوى العالم مٰنْ ماتوا أو فُقدوا أو قتلوا ضحايا للإهمال أوالحروب وبكينا أحر البكاء عليهم ثم عُدنا بعدها لإيقاع الحياة التي نعيشها مستسلمين رحل ريان بعد معاناته داخل بئر الموت على مدار اثنين، وسبعين ساعة تأملنا فيها أن نسمع خبر إنقاذه، وعودته لأهله، ومنزله سالمًا لنُقيم الأفراح، لكنها إرادة الله استرداد أمانته أصدر الديوان الملكي المغربي مساء السبت الخامس من فبراير ٢٠٢٢ بيانًا بإجراء الملك محمد السادس اتصالًا هاتفيًّا مع والد الطفل ريان السيد خالد أورام والسيدة وسيعة خرشيش والدة الطفل يُعرب فيه عن تعازيه ومواساته لأسرة الطفل وحزنه لهذا المُصاب الجلل ، و قد بذلت فرق الإنقاذ أقصى ما في وسعها لإنقاذ الطفل الذي وافته المنية بعد سقوطه بالبئر حيث ظل فيه خمسة أيام ثم خرج جثمانه بعد مجهود مضني، ووسط الحشود المتعاطفة والأجواء الجنائزية الحزينة التي استرجعت ذاكرتها قصة الأطفال العالقين في الكهف التايلاندي سبعة عشر يومًا، والذين تم إنقاذهم بعد احتباسهم بالكهف مع مدربهم لكرة القدم على إثر الفيضانات المائية على يد أربعين غواصًا من تايلاند، والباقي من دول أخرى، ونتذكر أيضًا الشاب ذو التسع والعشرون ربيعًا الذي سقط في بئر أثناء فراره من كلب يجري وراءه ويدعى الشاب جاكوب روبرتس، وهو بريطاني ، وقد ظل في قاع البئر على قيد الحياة ثم تم إنقاذه من قِبٰل مزارع كان يرعى مواشيه وسمعه يستغيث ، وغيرها من الحوادث المفجعة ملايين الأطفال حول العالم راحوا ضحية الحوادث المفجعة أو البرد القارس كاللاجئين السوريين الذين يسكنون الخيام بالعراء وتحت ظروف قاسية حيث فروا من الحروب ليموتوا تجمدًا في ظل ظروف حياة مؤلمة وانقطاع المساعدات ، ولانسى الطفل السوري إيلان الذي مات غرقًا بسبب الهجرة غير الشرعية، ودفع ضريبة حرب لا ذنب له فيها ما أحوجنا اليوم إلى عودة الإنسان داخلنا ، ومساندة هؤلاء الضحايا والمساكين الإغاثة الدولية تصاب بالإحباط وتُعلن أن المجتمع الدولي انشغل بأحواله الاقتصادية وغض الطرف عن النازحين واللاجئين السوريين والعراقيين، ومأساتهم ريان بالبئر رحل عنا بالرغم من الدعاء وترديد “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” دعاء سيدنا يونس ببطن الحوت رحل عنا ليوقظ العالم من غيابات الجُب ويصرخ قد كان هناك الملايين من ريان أفيقوا يا سكان العالم قبل أن تندموا وسيكون ندمكم بعد فوات الأوان
Related posts
-
اليوم العالمي للغة العربية
بقلم د. محمد عطية مدرب ومحاضر تربوي بمنطقة الشرقية الأزهرية اليوم العالمي للغة العربية، هد يوم... -
الخذلان بقلم د\ ماجي خلة
الخذلان هو شعور نفسي عميق ينتج عن خيبة الأمل أو الإحباط الناتج عن عدم تحقيق توقعات... -
9 أفضل كريم مرطب طبي للبشره الجافة والحساسة 2024
تعاني البشرة الجافة من التشقق والجفاف الذي قد يؤثر سلبًا على مظهرها وصحتها. اختيار الكريم المرطب...