من أكون (بقلم انتصار حسين)

يسألني… من تكونين؟
ولِمَ أشعلتي نيران الحنين؟
وما ذاك الزمان الذي
كنتِ فيه تحيين؟
فمارأيتُ بعينيك إلا …
مَحوُُ لعيون… الأُخريات
وما تنفستُ نسمات
إلا…
عبيركِ بين النسمات
…..
بالله أجيبيني من تكونين؟
أنا…
طيفُُ عابرُُ في سماء العاشقين
أنا..
حُلمُُ رُسِمَ منذ آلاف السنين
أنا…
نهرُُ من أنهار الأنين
جرت مياهُهُ بين الضلوع
وأفسحَت …طريقُهُ للقلب الشرايين…
لا تنظر لعيوني فإنها
كم مُلِئَت بكاء وأنين
لا تهمس بالحب قلبي
فقلبي ذاب هجراًوبعداً
ولاحقته خيباتُ السنين
لا تنتظرُ مني عطفاً
فكم طلبتُ العطفَ لكن
من قلوبٍ ميتين
…..
أتسألُني من تكونين؟
وفي سُؤلك فيضُ حنين
كأنما..
تبحثُ عن نفسك في عيوني
من أكون؟… لا تسألوني
فأنا دنيا براحُُ …لكني
بعالمكم هذا… سَجين
محاطُُ بأسوارٍ…
تراقبني العيون…
لا يُسمحُ فيه بأي شئٍ
إلا..
سماءٍ متسعةٍ ونجوم
وورقٍ ..ومحبرةٍ.. وريشة
و بين كل حينٍ وحين
أحيا بين أوراقي
وأدون أناتي وعَبراتي
عساني أرسم حياة أخرى
وأحياها بحياةٍ غير حياتي
وإن يوماً خذلني قلمي
وتنحى رافضاً يدون ألمي
أقاوم هجمات الهموم
فألتحِفُ سمائ وأحاورُ قمري
وتسمعُ حكاياتي سَهارىَ النجوم
وإن رأيتُ ضياءَ قمرٍ يوماً
نسجتُ بخيالي حُلماً
لأحاكيهِ بكلِ همسٍ وجنون
..
لكن قمري عني اليومَ غائِبُُ
وباتت سمائ دونه ضبابُُ
وامتلأت ساحتي بالنوائب
فنظرتُ لعالمي بأسوارهِ
وبكل مايتبعُني من عيون
وجدتني أحلُمُ بالنهار
لكن حُلمي ..
سجينُُ بين الجفون
فلا تسألني بعدُ من أكون؟….

Related posts

Leave a Comment