هذه هي.. أنا
قصةُُ نرويها من وحي خيالنا نستجمع فيها ما مر ونتأمل القادم ونبكي قليلاً على مافات.
كنت في الماضي ومنذ الطفولة أحلُم كثيراً وأرى بأحلامي أني في بيتٍ جميل..
تُحيطه الزهور والأشجار الخضراء
وتطلع الشمس على حديقتي صباحاً فأنظر إليها ممتنة فرحة وكأني أُحييها على الطلوع بموعدها كل يوم ،….
وعند الغروب أستشعِرُ الدفئ بين أفراد أسرتي…..
كنتُ أحلُم كل يوم بهذا الحلم دون كَلَل بل بكل سعادة وكانت أحلامي بسيطة.. بيت دافئ بالمشاعر والأحاسيس الرقيقة وأبناء يتقاسمون معي أنفاسي ونبضات قلبي التي تحيا بهم.
فقط…نعم فقط…
لم أكن احلم بالمستحيل ولا بأني سيدة القصر ولا بأني فيرجينيا جميلة الجميلات…..
فقط كنت أتحسس المعنى الحقيقي للحياة كنت أبحثُ عن قُرناء دَرب نتقاسم معاً الضحكات ونتقاسم أيضاً الخيبات.
ألم تَرَو أن أحلامي هذه بسيطة
فكيف كانت ثقيلة هكذا على التحقُق .لم يستطع القدر أن ينثرها حولنا لنسعد بها كالوروود.
..
كان ذاك واضحاً كلما كبرنا بأعمارنا
فكلما كبرنا نجدنا وكأننا في جُبٍ من المكائد وتربُصٍ من شياطين تحمل وجوه الملائكة ابتساماتهم عريضة أمامك وخلفك يغرسون سهامهم بقلبك و بدمٍ بارد .
..
لقد هَرِمنا صبراً عليهم .لكن الصبر هجرنا ولم يصبر على صبرنا.
وأحياناً نتغافلُ كثيراً عنهم لحفظ ماء وجوههم لكن وجوههم اعتادت النفاق….. لابأس فهي هكذا الحياة قناع يتبعُ قناع…
والحقيقة دوماً في طَي الكتمان…
….
وكنتُ أظن أني لديَّ من النسيان والتناسي مايكفي لأُمَرِّرَ المواقف العصيبة على عمري دون خسائر ولو كانت معنوية .
لكني سمعتُ صوتاً من داخلي يستغيث… أن كفَىَ
لم تعد هناك روح ُُُ تقوى لتحتمل هؤلاء ….حقاً ….كفَىَ
واضطررت لأخذ خُطواتٍ قلائِلَ للوراء وأخذ بعضاً من الأنفاس العميقة.كي أندفع للأمام بكل قواي كالسهم.
وهذه هي…. أنا أضع النقط على بعض الأحرُف كلما تاهت عني المعاني…
وأضع الفواصل البسيطة بين فترات أحزاني …
وأُلملِمُ الأقواسٍ لتحدد خطواتي القادمة ببحر أيامي…..
وأقُصُّ عباراتٍ لنهاية مَسعايَ بدنيا أحلامي…
وهذه هي ….أنا كتابُُ يروي فصول أيامي…