إن القيم بأشكالها هي من تؤسس لتقدم المجتمعات ومما لا شك فيه أن أهتم دائماً بمعالجة الموضوعات التي تخص جميع القراء وغالبا ما تكون موضوعات تلقي الضوء على العيوب في المجتمع وتحث على منظومة الأخلاقيات التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها إن تَمَكّنَ من هذا لأنها تنشأ في داخلنا منذ نعومة أظفارنا ، فالقيم الانسانية مجموعة من الأخلاق والعادات الإجتماعية والسلوكية والمبادىء والمُثُل التي نمارسها بشكل طبيعي في حياتنا اليومية . القيم الإنسانية مجموعة من الفضائل التي يمتلكها الشخص والتي تحددالسلوك مع بقية أفراد المجتمع ولذا فهي مرتبطة أيضا بالقيم الأخلاقية لأنها تنظم تصرفات الناس وتشجع أفراد المجتمع على الإحترام المتبادل والإستماع للآخر والتعاطف في المواقف الصعبة والمودة ومحبة الآخرين وهكذا تزين القيم الإنسانية المرء بالعدالة والنزاهة ورفض العنف ومنع القتل والصدق والتسامح والتعاون والتكافل الإجتماعي أو ليست هذه جميعها قيماً أخلاقية راقية ؟ لسوء الحظ في أيامنا هذه توجد أزمة وفقدان القيم الإنسانية التي تؤثر سلباًعلى المجتمع مما يخلق الأنانية والكراهية والعنف في المجتمعات ولعل أهم أسباب تدهور كل من القيم الإنسانية والأخلاقية ضعف المعتقد الديني لدى شرائح متعددة في المجتمع مما أدى الى غياب القيم الإنسانية والأخلاقية . اما السبب الثاني طبعا فهو تكنولوجيا التواصل والإتصالات التي تضخ معلومات منفرة وتشجع على الإنفلات الأخلاقي والإنساني والفساد الكبير في الأخلاقيات لدى الشباب وحتى الأطفال الذين لا رقابة عليهم . ولا شك أن العالم كله الآن يعاني من مخاطر عظيمة وهائلة مثل الحروب الداخلية والإقتتال والصراعات علاوة على المشاكل الاقتصادية خاصة في قارتي آسيا وافريقيا . أليست الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا والتي قد تسبب حرباًعالمية ثالثة تبيد الجنس البشري وتنهي الحضارة الإنسانية دليل على الإنحدار الأخلاقي والانساني ؟ يضاف الى هذه المشاكل البيئية التي تتكاثر في الكرة الأرضية في ظل الإقبال اللا متناهي على الإنتاج والاستهلاك دون الإكتراث بمصير البيئة والكرة الأرضية من حولنا . يؤسفني القول أن الكثير من المجتمعات الإسلامية حاليا تعيش حالة ضعف الإلتزام بالأخلاق والقيم والمبادىء والمثل الإسلامية السامية ! إن ضعف أكثر المجتمعات الإسلامية في ممارسة الأخلاقيات والقيم والمبادئ الإسلامية يجعل من الواجب أن نشعر بخطورة هذه المشكلة وتأثيرها السلبي مستقبلا . ولكن يبقى السؤال المُلح وهو هل من سبيل الى خروج ؟ الإجابة بنعم . من واجبات المؤسسات التربوية الرسمية أي المدرسة والجامعة ثم المسجد والاعلام بوسائله المختلفة والمجتمع والنادي غرس الأخلاق الفاضلة في نفوس الأطفال والشباب ووضع عقوبات مناسبة لمن يخل بالأخلاق والآداب العامة في المجتمع ومقابلها وضع حوافز لتشجيع التمسك بالأخلاقيات الإسلامية السامية . يؤلمني جدا وجود الكثير من الأخلاقيات في المدن الاوروبية مثل الدقة في إحترام المواعيد والأوقات المحددة والابتسامة وإحترام الكبير والمسنين وإرجاع الحقوق لأصحابها والمحافظة على النظافة العامة وعلى النظام العام وإحترامه وعدم العشوائية في التخطيط للعمل ولا يوجد عندنا مثل هذه القيم الاخلاقية السامية التي أصلًا مصدرها التشريع الإسلامي . هذا التساؤل يحتاج إلى تأمل ونقاش وشفافية تامة لعلنا نمهد الطريق الأخلاقي السليم للأجيال القادمة.
Related posts
-
اليوم العالمي للغة العربية
بقلم د. محمد عطية مدرب ومحاضر تربوي بمنطقة الشرقية الأزهرية اليوم العالمي للغة العربية، هد يوم... -
الخذلان بقلم د\ ماجي خلة
الخذلان هو شعور نفسي عميق ينتج عن خيبة الأمل أو الإحباط الناتج عن عدم تحقيق توقعات... -
9 أفضل كريم مرطب طبي للبشره الجافة والحساسة 2024
تعاني البشرة الجافة من التشقق والجفاف الذي قد يؤثر سلبًا على مظهرها وصحتها. اختيار الكريم المرطب...