متابعة/ أيمن بحر
في تحليله للزمة الروسية-الأوكرانية شدد الكاتب والمفكر المصري عماد الدين أديب على أهمية التأني وعدم الانجراف وراء العاطفة كما كشف من وجهة نظره عن أسباب تمسك الرئيس الروسي بأوكرانيا.
وأكد أديب في بداية حديثه أن تراجع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أو نظيره الاوكراني فلودومير زيلينسكي، سيعني النهاية السياسية لأحدهما، لذا فكلاهما ماض في سياساته.
وقال أديب : يمكن أن تكون نهاية بوتن إذا فشل في تحقيق نظريته حول أن أوكرانيا الجزء الحيوي من روسيا أما الرئيس الأوكراني فأن التسليم يعني نهايته السياسية.
وأضاف أديب: الرئيس الروسي دفعه خياله العسكري والأمني جنح به إلى التطرف في الإجراء العسكري أما الرئيس الأوكراني فجنح به خياله الدرامي والتلفزيوني إلى عدم قبول معادلات القوة
وأكد أديب أن بوتن لطالما آمن بأن أوكرانيا ومنذ القرن التاسع الميلادي هي تحت السلطة السياسية والدينية لموسكو وهو مؤمن بأن أوكرانيا هي دولة من دول الاتحاد السوفييتي وقرار 1991 بالتخلي عن دول الاتحاد السوفييتي هي كارثة استراتيجية وتاريخية لا تغتفر وحلمه إعادة هذه الدول للدولة الأم وهي روسيا الاتحادية.
وقال أديب في حديثه إلى أنه في مارس 1991 اجتمع زعماء الدول الأوروبية الكبرى وقرروا أنه دول أوروبا الشرقية لا يجب أن تنضم لحلف الناتو وعاهدوا الروس بذلك.
وأضاف: إذا من وجهة نظر بوتن هو يقوم بالدفاع عن مجاله الحيوي ومن وجهة نظر أوكرانيا فهي ترى نفسها دولة مستقلة بشعب مستقل يختار التحالفات التي تخدم مصالحه، وغير مقبول في هذا العصر فرض التحالفات عليها.
ونوه ديب إلى احتمالية أن نصل إلى غياب فائز حقيقي وقد نرى سيناريو مشابه لألمانيا فنرى أوكرانيا الشرقية وأوكرانيا الغربية.
وشدد أديب على أهمية الدور الإماراتي في مجلس الأمن: يجب أن نقدر ما قامت به دولة الإمارات كونها الممثل العربي في مجلس الأمن، ولم تأخذ موقف انحياز مع أي من الطرفين لأن كلاهما لديه مشاكله الخاصة وهذا دل على ذكاء بالتعامل.
وأضاف: المحادثة الهاتفية بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس الروسي فلاديمير بوتن كانت موفقة للغاية فلولا موقف الإمارات في مجلس الأمن، لما كان دورها كوسيط سيكون مقبولا من روسيا.
وأشار أديب إلى أنه في نهاية الأمر، فأن الهدف الغربي هو تدمير قوة روسيا الضاربة وضرب الحليف الأساسي للصين لأننا نحن الآن في عالم يريد أن يبطئ روسيا والصين لأننا نعيش في تقسيم لمناطق النفوذ حول العالم على حد تعبيره.
وأضاف: كل الدول تتعامل مع الازمة حسب مصلحتها وأنا أتمنى من الدول العربية أن تتريث وترى مصلحتها فهي معركة عبثية يراد منها كشف من سيدير العالم في مرحلة عالمية تعاد صياغتها، فلا يجب أن نكون قرابين لهذه المعركة.