أقسى ما يمكن أن يتعرض له المرء هو تحوُّل أقرب
المقربين ليصبحوا بين ليله وضحاها مجرد أُناس غُرباء ..
فى كثيرًا من الأحيان موقف واحد، يأتي كالصفعه دون حذر ، موقف كفيل أن نعيد حساباتنا من جديد ، بعد أن تكشفت لنا الحقائق و أدركنا كم كنا كرماء ، و كم أفرطنا فى الحب والعطاء ، مع أُناس لم تعرف يومًا للوفاء مذهبًا،
أُناس كَانت قلوبهم تنبُض بالزَيف و الخديِعه.
نعم …موقف واحد يكفى ، كى ندرك أن من أسميناهم فى يومًا برُكن الأمان ، هم أنفسهم الرُكن الأوهَن من بيت العنكبوت ، و أن الأمانَ موجودٌ في كُلّ مكان ، إلّا فى
نفوسهم التى يتسرب منها رائحة المكر .
و سيأتى اليوم لا محاله ، و تجنى جحود كل من أفنيت
عمرك عليهم فلا يصيبك الهلع وقتها من هول الصدمه .
و ستدفع فاتورة إخلاصك نكران و قسوه منهم ،
و ستكتشف بعد مُضى الوقت ،إنك وببساطة شديده ،
نقَاءِك لم يتناسب مع تلك القلوب المتحجرة .
و طيبة أصلك ، هم ترجموها بلغتهم ، سذاجه و ضعف ،
فلنغادر و لنحيا بعيدًا عن سواد نفوسهم و خبث
ضمائرهم…