رسالة من القلب للمرأة في عيدها (بقلم د/عبير منطاش)

في البداية أقدم التهنئة لكل نساء الأرض بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وفي ذلك اليوم أحب أن أوجه رسالة ليس إلى المرأة فقط بل إلى المجتمع بأكمله بكل فئاته بداية من الأسرة الصغيرة الأم والاب الذين يقومون بتربية الإناث بطريقة متدنية مقارنة بتربية الذكور وللأسف ذلك منتشر في الوطن العربي أكثر من أي مكان آخر خاصة في الريف. لازال الوالدين ينظرون إلى البنت على أنها مخلوق أقل من الولد وفي بعض الأماكن يفضلون دخول الولد المدرسة والبنت لا يهتمون أن تكمل دراستها. لا يزالون ينظرون للبنت على أنها لا تصلح إلا للزواج والأعمال المنزلية. مع إنه في كثير من الأحيان تكون البنت تمتلك من الذكاء والفطنة ما يفوق الولد فليس مقياس أن تكون أقل ذكاء أو قدرة على التعلم لمجرد أنها بنت. ويكون نتيجة التفكير بهذه الطريقة هو تربية البنت على الإهتمام بأمور الجمال والشكل الخارجي وتصدير فكرة العريس والزواج منذ الصغر فتصبح إنسانة سطحية فارغة من الداخل حتى الزواج تصبح غير ناجحة فيه لأن المجتمع تغير والرجل أصبح لايريد زوجة جميلة فقط بل يريد زوجة تحتويه فكريا وتسانده في أعباء الحياة وتكون أم ذكية واعية تربي أطفالها وتحميهم من مفاسد المجتمع. أنها دائرة تبدأ بالمرأة وتنتهي عندها تبدأ بآلام التي تلد الأنثى والذكر وتنتهي بالبنت التي تكبر وتتزوج لتبدأ الدائرة مرة أخرى. عزيزتي المرأة أنتي المجتمع پأكملة فأنتِ نصف المجتمع وأنتِ من تربي النصف الآخر أنتِ من تزرعي الحب داخل أبنائك ،وتربي أبنائك على تعاليم الدين والأخلاق لتعدي جيل كامل من الشباب والفتيات للمجتمع في جميع المجالات. للأسف الشديد لقد وصل الانحدار الأخلاقي في المجتمع إلى مستوى متدني جدا وأنا أرجع السبب في ذلك إلى الأسرة الصغيرة والتي قوامها المرأة أكثر من الرجل. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: “الأم مدرسة، إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق” وفي مقولة أخرى قرأت ما معناه “أن تربي ولدًا فأنت تربي فردًا، ولكن أن تربي فتاة فأنت تربي أمة. ‏ كما أكد علماء الدين أن الأم هى صمام أمان الأسرة وأساس تماسكها وتلاحم أفرادها، لما تقوم به من دور وجهد فى سبيل تربية أبنائها ورعاية بيتها وزوجها، وأنها القلب الحنون الذى يضم الجميع تحت لوائه ويحتويهم بحب ورفق وسعادة.. عزيزتي المرأة قومي بتربية أبنائك على تعاليم دينهم وازرعي فيهم الأخلاق وحب العلم والثقافة فذلك ما ستجني ثماره في حياتك ومماتك أنها رسالتك التي خلقك الله من أجلها. أوصى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببر الوالدين وخص الأم بالذكر 3 مرات على بر الأب وذلك لعظم فضلها على أبنائها ولكثرة ما تتحمله من مشاق وتعب مع أبنائه، وذلك لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ» ولك عزيزي الرجل لاتفرق في التربية بين البنت والولد فأنت أيضا على عاتقك مسؤولية كبيرة في تربية الأبناء عليك أن تزرع العزة والكرامة داخل ابنتك فأنت السند والظهر وعليك أن تعطيها الثقة والأمان في نفسها حتى لا تصبح إنسانة ضعيفة هشة تنكسر مع الأزمات. وعليك أن تساوي في المعاملة بين الإخوة لينشأ الترابط والحب بينهم والذي سينعكس أثره على المجتمع پأكملة. وفي النهاية أقول لكِ عزيزتي المرأة أحبي نفسك جيدا ولا تنتظري الحب من أحد اهتمي بتفاصيل حياتك التي تسعدك ولا تضحي بكرامتك وراحة بالك فإن لم تكوني سعيده فلن تستطيعي إسعاد من حولك، كل عام وإنتِ أبنة حنونةو زوجة صالحة ومربية فاضلة ومديرة مسؤلة كل عام وكل امرأة بخير واخيرا الي كل رجل (أستوصوا بالنساء خيرا).

Related posts

Leave a Comment