الأفلام التسجيلية او الوثائقية ” Documentary Films ” أحد أهم علوم الإعلام العام فى العصر الرقمى الجديد والحديث والسريع للدول والذى يتضمن تسجيلا لأشياء موجودة بالفعل ومحسوسة وملموسة واقعيا وحقيقيا أمام العلماء والمتخصصين والشعوب والمجتمعات،وعرفته السينما التسجيلية للإتحاد الدولى للسينما التسجيلية عام 1948 بأنه ” كافة أساليب التسجيل والتوثيق لأى فيلم بأسلوب التصوير المباشر او بإعادة بنائه بصدق وعن الضرورة وذلك لتحفيز المشاهد او لتوسيع مدارك المعرفة والفهم والإنسانية او لوضع حلول واقعية لمختلف المشاكل فى عالم الإقتصاد او الثقافة او العلاقات الإنسانية” وعلى المستوى الإقليمي صدرت فى مصر بمعجم الفن السينمائى والذى قام بتاليفه الأساتذة احمد كامل مرسى ومجدى وهبة تعريف للفيلم التسجيلى او الوثائقى على انه ” نوع من الأفلام الغير الروائية ولا يعتمد على القصة أو الخيال، بل يتخذ مادته من واقع الحياة سواء كان ذلك بنقل الأحداث مباشرتا كما جرت فى الواقع ام عن طريق إعادة تكوين وتعديل هذا الواقع بشكل قريب من الحقيقة الواقعية” ويعتمد عليه الممارسين للإعلام والصحافة والعلاقات العامة والنقاد والمؤرخين والعلماء فى كافة المجالات والتخصصات والنشاطات المحلية والدولية وتخصص له الدول قنوات فضائية متخصصة لأهميته وخطورته على حفظ الهوية للدول والشعوب من خلال التسجيل والتوثيق والكشف والحفاظ على التراث والثقافات والموروثات التاريخية، وفى الإقناع والترويج والدعاية للفكر والرؤيا والمنتجات الصناعية،والتحليل والتساؤل والاستفهام والتعبير عن المضمون بواسطة البرامج الإخبارية والتعليمية والثقافية” أفلام المعرفة”
— وتتركز السينما التسجيلية او السينما التسجيلية على قواعد أساسية تتمحور فى انها تستمد مادتها من واقع المكان التى تصور فيه، وتوظيف عناصر الواقع لتفسير الموضوع او الحدث، مع تقديم المادة فى قالب جذاب يعتمد على البناء الدرامى كأساس فنى ولا يقف عن حدود الوصف السطحى للموضوع، وقد عرفه خبراء السينما التسجيلية بأنه يستهدف المعالجة الخلاقة للواقع من خلال الصور الفوتوغرافية والأفلام السينمائية والذى كان لهم السبق فى اطلاق اسم الأفلام التسجيلية والسينمائية التسجيلية هم الفرنسيين جون جريرسون وروبرت فلاهرتى، فى حين ان دولة روسيا كانت من أوائل الدول التى تم فيها تصوير الأفلام التسجيلية والشرائط السينمائية اثناء تصويرهم للثورة البلشفية
— وقد أكد جريرسون أن الأفلام التسجيلية تستخدم فيها المناظر الحقيقية والأشخاص العاديين هم من تتاح لهم الفرصة للخلق الفنى فى حين ان الفيلم التسجيلى يستخدم مادة مختلفة عن مادة الفيلم الروائى، كما انه يعالج هذه المادة بأهداف جمالية مختلفة عن تلك التى تهدف إليها الاستوديوهات السينمائية الروائية، وكما ذكر الكاتب والمخرج الانجليزى بول روثا أن سمات الفيلم التسجيلى تتمثل فى اعتماده على الفكرة Idea بدلا من الحبكة Plot التى يعتمد عليها الفيلم الروائى مع عدم اهتمامه بأحداث أو أشخاص او أماكن او استديوهات او ديكورات من صنع الخيال او أفتراضية وأن ما يصور العالم الحقيقى إلى انه يعتمد على لغة مؤلفة او مكتوبة او معدة من الحقيقة الواقعية وليست لغة خيال او روائية وليس له علاقة بنجوم وشباك التذاكر لأن هدفه ليس مادى،وأنه فى حالة دائمة مع الأزمة ويسجل ويوثق الحقائق والمعلومات والواقع والأحداث الحقيقية بطريقة محايدة وموضوعية كما تحدث فى الواقع عن طريق المعرفة والاتجاه والسلوك
— وقد تشابه الفيلم التسجيلي والفيلم الروائى فى أنهم يسردان موضوعا ولهم مخرج يحدد مواقع الكاميرات والأشخاص وحجم اللقطة وأمكانية تصويرهم على افلام من مقاسات مختلفة ويمكن عرضهم على شرائط الفيديو وشاشة سينمائية او تليفزيونية او على الحاسبات الإلكترونية الرقمية والإنترنت والهواتف الذكية والسوشيال ميديا حيث ان كلا منهم يخاطب الجمهور من خلال حاستى النظر والسمع ويخضعان لأحكام الرقابة على المصنفات الفنية
— وتتمثل الجهات الفنية للفيلم التسجيلي إلى “الاتجاه الرومانسى، والاتجاه الواقعى، والاتجاه السيمفونى، و سينما الحقيقة” كما انها تعتمد على الأسلوب التسجيلى للوثائق والأسلوب الحقيقى او الواقعى والتى تم حصرها فى أنواع عديدة مثل ” الفيلم التسجيلى التقليدى، و الفيلم الموسيقى التسجيلى، والفيلم المقالى، والفيلم الجدلي، وأفلام الرسوم المتحركة، وأفلام الطليعة” وبرز منها على المستوى العالمى الجريدة السينمائية والمجلة السينمائية نظرا لعرضهما أهم الأخبار والأحداث المختلفة سواء كانت سياسية او إقتصادية او اجتماعية او ثقافية او رياضية بطريقة سينمائية وفى مدة قصيرة بأسلوب وصفى منسق بدون إبداء لأى وجهة نظر او رأى، وكما برز فى العصر الحديث سلسلة من الأفلام التسجيلية التعليمية والعلمية والتدريبية والإرشادية، وقد ساهم الفيلم التسجيلى فى حل المشكلات التى تواجه التنمية، والتسجيل التاريخى للأحداث، وإعلام الجماهير بالمنجزات، وتدعيم القيم التى تخدم التنمية، وتربية الذوق والإحساس بالجمال، وعرض وجهة مصر فى الخارج، وتغير الصورة الذهنية للشعوب والأمم عن مصر وشعبها وحضارتها وقد جاء ذلك فى ضوء دراستنا لعلوم الإعلام العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة لعلم من علوم الإعلام ووسائله الاتصالية ” الأفلام الوثائقية والبرامج التسجيلية ” للأستاذة الدكتورة صفاء فوزى