البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام.
التقنية الحديثة ..والابتكارات الفنية والتكنولوجية والفضائية هي لإسعاد البشر ونشر المحبة والأمان والسلام النفسي والمجتمعي بين الجميع …ولم تكن يوما شرا أو مفسدة للحياة كما يحدث في العقد الخير في تعامل بعض الشباب والفتيات والرجال. والنساء في بعض مجتمعاتنا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة في إيذاء البشر والنفس البشرية المحصنة وهتك للحرمات يبدا بالتهديد والوعيد وينتهي بالإيذاء والضرر النفسي والجسدي بل الاكثر إرهابا وانحاطا خلقبا وإنسانيا ما يستخدمه المبتز ضد الضحية مقابل مطامع إما أن تكون مطامع مادية أو جنسية أو غيرها حيث إخترقت وسائل التواصل الاجتماعي الحدود والحواجز الجغرافية والإجتماعية وتسللت إلى مفاصل الحياة الشخصية وحتى ظاخلة غرف النوم مع كل اسف …عموما، مع هذا الإبهار التكنولوجي الحديث تحطمت سواتر الخصوصية وحلت مكانها الرغبة بالشهرة المزيفة والخواء والفراغ الثقافي والأخلاقي والإنساني لنيل اكبر عدد من الإعجاب المزور…علي كل حال، في ظل هذا الجموح والإنبهار بهذه التكنولوجيا الحديثة وسوء تسخيرها بما هو إيجابي ومفيد للأفراد والمجتمعات .. ظهرت حالات التصيد والابتزاز حيث يقوم شخص ما بالتهديد لنشر معلومات ما عن شخص ما أو مؤسسة ما لم يستجيب الضحية لمطالب المبتز وغالبا ماتكون هذه المطالب إما طلب مال أو الفاحشة والرذيلة ويكون الابتزاز عن طريق إختراق الهواتف والحاسوبات الشخصية وسحب ما بداخلها من ملفات أو معلومات خاصة كالصور او مقاطع الفيديوهات أو التلاعب بواسطة تطبيقات المونتاج وإظهار صورة الضحية بشكل مخزي وفاضح. امان أسرته وعائلته وجيرانه وأصحابه وزملائه في العمل .. وقد يكون الابتزاز أيضا من خلال الألعاب الإلكترونية التي يتداولها بعض المراهقين بقصد عمل علاقة مع الطرف الذي يشاركه اللعب فمثلا يدخل شخص إلى فتاة ويتبادل اللعب من خلال البث المباشر ثم يحفظ هذا اللقاء معها في جهازه ثم من بعدها تبدأ المساومة إما بطلب المال أو الفاحشة وكذلك شمل الابتزاز بعض ذوي المناصب والمكانة في المجتمع من خلال بعض زي حيث تقوم بالتودد إليه وتدريجيا توقعه بشباكها وعرض نفسها عليه فإذا ما أوقعته في مستنقع الرزيلة تقوم بتهديده إما بالفضيحة أو تحصل على مبتغاها منه وقد تعددت طرق الابتزاز لتصل إلى الابتزاز الاعلامي وهو أن يحصل الإعلام المضلل على وثائق وفضائح تدين الفاسدين الذين قد تبوءوا مناصب في دولة ما.. وتهديدهم إما بالفضيحة أو يدفعوا لهم ثمن سكوتهم و عدم التشهير بهم مما يضطر هذا الفاسد دفع هذه الاموال للمبتز .. ايضا، لم يقتصر الابتزاز على ذلك ، بل وصل الأمر إلى المؤسسات الخيرية التي أطلقت على نفسها منظمات إنسانية حتى سجلت حالات إبتزاز للعوائل الفقيرة والنازحة في مخيمات التهجير من بلدانهم بسبب الحروب واستغلالهم ومساومتهم بتقديم المساعدات لهم مقابل الانصياع والرضوخ الجنسي ؟! . إن أهم طرق الحصانة والوقاية والتوعية هو الالتزام بالاخلاق والفضيلة والخوف من الله … وعلى الأباء والامهات والأسر تكثيف دورهم بمتابعة ومراقبة سلوك أبنائهم والتحاور معهم في كل متطلبات الحياة بما فيها هذا الجانب ومكاشفتهم بخطورة الابتزاز وإفهامهم بعدم الانصياع والرضوخ لمطالب الغرباء أو الوثوق بهم وتحذيرهم دوما من رفقاق وقرناء السوء وأهل الشر والفتنة . وعدم متابعة المواقع المشبوهة والاباحية وزرع روح الثقة وأن يكونوا كرماء معهم في الامور المادية والمعنوية وان يشاركوهم في أدق التفاصيل كي لا يضطروا إتخاذ شخص ثاني غريب وغير معروف في نطاق العائلة أو الجيران … للاسف كثيرا ما يكون هذا الشخص ماكر في إظهار الفضيلة معهم إلى أن بكسب ثقتهم ويوقعهم فيما بعد إلى طلب أمور تؤدي إلى الابتزاز بصوره وأشكاله المتعددة ….ويلزم أن يركز الإعلام علي نشر الرموز والقامات والأمثلة المضيئة في المجتمع لتكون قدوة ومثال طيب للشباب والشابات ….ويقع علي المؤسسات الرسمية والحكومية في كل قطر المسؤولية في أن تفعل وتعزز من القوانين فيها لحماية ابناء شعبها وتغليظ العقوبات لهؤلاء الاشرار والمفسدين للامان والامن والسلم الإنساني والاجتماعي والأمن العام للمجتمع …..لنتعلم من تراثنا المشرق ،
يحكى أن ملكاً أعرج ولا يرى إلا بعين واحدة
وفي أحد الأيام دعا هذا الملك [ فنانين ] ؛ ليرسموا له صورته الشخصية بشرط “ ألا تظهر عيوبه ” في هذه الصورة !
فرفض كل الفنانين رسم هذه الصورة، فكيف سيرسمون الملك بعينين وهو لايملك سوى عين واحدة ؟
وكيف يصورونه بقدمين سليمتين وهو أعرج ؟
وسط هذا الرفض الجماعي تقدم أحد الفنانين وقبل رسم الصورة وكانت جميلة وفي غايــة الروع، كيف؟
تصور أن الملك ممسكاً ببندقية الصيد (بالطبع كان يغمض إحدى عينيه ويحني قدمه العرجاء)، وهكذا بكل بساطة، رسم صورة الملك بلا عيوب
{ ليتنا نحاول أن نرسم صورة جيدة عن الآخرين } مهما كانت عيوبهم واضحة
وعندما ننقل هذه الصورة للناس نستر الأخطاء، فلا يوجد شخص خالٍ من العيوب
فلنأخذ الجانب الإيجابي التفاؤلي داخل أنفسنا ونفوس الآخرين ونترك السلبي فقط، من أجل راحتنا وراحة الآخرين….
يقول الامام الشافعي:
* لسانك لاتذكر به عورة امرئ….
فكلك عورات وللناس ألْسُنُ..
* وعينك إن أبدت إليك معائباً …
فدعهاوقل ياعين للناس أعينُ
* وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى…
وفارق ولكن بالتي هي أحسن
* كن جميل اللفظ واللسان
تكن جميل القلب والكيان…. والله المستعان،،،