بقلم الكاتبة السورية حنان حمد
لقد أتعبني سهر الليالي .. أنهكني تأمل ملامح الليل من بعيد ..
لقد اكتشفت أن الليل لا يتخلى عني مع أننا خصمان انا وهو نتنافس على النوم لكنني دائماً أكن انا الخاسر .. خاسر كل شي ورابح ذكريات الماضي الحزينة التي يسوّق لها الليل لي وكأنني خلقت فقط لأعيش على ذكريات الماضي وآلام الحاضر و الخوف من المستقبل في الليل ذاته حيث يخطف مني لحظات نومي العميق لاُصبح في حالة تسمى اضطراب بالنوم وربما إضطراب بالحياة .. وهي حالة لا يفهمها البعض .. أتمنى لحظة نوم واحدة اتمنى لحظات الراحة التي نعيشها بالنوم .. ما أجمل النوم وما أقبح فقدانه ..
اتجرع السُمّ إحتساباً للشفاء .. لا أدري ما كان ذاك سُمًّ أم دواء ..
موتاً أم حياة .. بكاءً دون صراخ .. أم ذهاباً دون وداع .. هل كان ثباتاً عميق أم موتاً بطيئ أم ناراً في الهشيم ..
رأيته مرةً في حُلمي قال لي : أنا الجحيم وأنتِ الحياة .. أنا النار وأنتِ السراب ضحكتُ قائلتاً
إذا كان الجحيم هو قربك
مرحباً بالجحيم ووداعاً للسلام
فسلامي في جحيمك حياة
وماذا إذا كنت أنت الحياة
لقد خطف النوم من عيّنيّ ولم اراه من بعدها لا حلماً ولا واقعاً ..
اذا كنت أنت السبب لذهاب نومي فأرجوك دعني وشأني ..
إذهب حيث شئت ودعني في ثباتي العميق أحلم بحياةٍ وردية مليئة بالحب وكأنني أعيش بالمدينة الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون ..
أرجوك دعني أنام ليلة واحدة بعدها سأستعيد قوتي وأقف على قدميّ وأقبل رأس أمي وسأكتب رسالة الوداع و أذهب متجهةً نحو النافذة وسأقفز إلى الحياة الاخرى