بصوت مرتفع وحاد وحالة شديدة من الغضب تقول ( انقذوني من الظلم والافتراء ما وصلت إليه من كسب حب الناس والحصول على عمل وجنسية وإقامة ببلد أجنبي ورصيد في البنك وتحويشة العمر ليس بالشيء الهين ولم تٓكُن الحياة وردية أو سهلة كله كان بعد تعب وعناء وشقاء بالغُربة وابتعاد عن الوطن والأهل والعديد من الصدمات والمسؤولية الكبيرة المُلقاة على عاتقي من تربية أبناء في غياب الأب بعد الطلاق وتٓحمُّل الصعاب من أجل الإنفاق عليهم ورعايتهم وتوفير سُبُل العيش الآمن لهم من مأكل وملبس وتعليم ومنزل عن طريق أخذ قرض وسداده أو الإيجار كحال كل المُغتربين ناهيك عن دفع فواتير الكهرباء والغاز وكل ما يتعلق بحياة كريمة وأبسط المتطلبات الإنسانية،
ما الخطأ الذي فعلته؟ الوثوق في إنسان والزواج للمرة الثانية من أجل حياة مستقرة ورغبة في إيجاد رفيق وونيس يشاركني الحياة بدلاً من الوحدة والعيش بمفردي خاصة بعد إكمال رسالتي وزواج أبنائي، ولكن يبدو أني أخطأت وأدخلت ثعباناً حياتي وليتني ما فعلت ) … صمتت ثم استرسلت في الحديث …
عايز إيه …. انت فاهم كده إنك بتفضحني …
انت بتفضح نفسك…. في حد يطلع على الناس بفيديو يعمل حلقة على طليقته ويتكلم في شرفها وعرضها وأسرار حياته معاها…. كل ده عشان تحقق مشاهدات عالية وتعرف الناس إن قناتك بتعمل مشاهدات والناس بتحبك وإني مكنتش سبب شهرتك وشهرة عيلتك وانا السبب في تحقيق نجاحك والفلوس اللي بقيت بتلعب بيها تكفيك عمرك كله انت وأهلك…. دا انا من ساعة ما انفصلنا ومبقتش اصور معاك مفيش حد بيعبرك ومشاهداتك ضعيفة ومحتواك تافه
ولإني سيبتك طالع تعمل مشاهدات على صورتي وسيرتي …انا اللي عملتك انت خاين وظالم… طالع تتكلم عليّٓ
ده ربنا قال ولا تنسوا الفضل بينكم…. طالع تقول خناقتك مع اختك ومقاطعاها…. دي اختي ومفيش حاجة بينا واحنا ناس محترمة وانت عمرك ما اختلطت بأهلي ولا ليك كلام معاهم وبعدين أخاصمها ولا أصالحها انت مالك هو ده سر!ولا يخصك في ايه! انا واخواتي كويسين مع بعض وانا واحدة وطلقتها طالع تتكلم عني ليه وتشهر بي ومش عايز تطلقني رسمي ليه ….. طالع تتكلم عني وعن سمعتي انت وداعميك بتوع قنوات اليوتيوب متغاظ وعايز تنتقم مني عشان كشفت اصلك وعلاقاتك وخيانتك وصاحبتك …. انا هقول للناس على كل حاجة
قناتي انا اللي عملت منك بني آدم “مغتربة في ….” هي اللي عملتلك قيمة وكنت بتتصور معايا واولادك وبتصور اختك وامك وموافقين ومبسوطين فجأة انا اللي فضحتك وامك واخواتك وانتوا قاعدين فاتحين قنوات تشهروا بي وتتصوروا وفرحانين …. القناة دي أنا اللي فتحتهالك وقلت تسترزق منها وتصرف على عيالك من زوجتك الأولى، هو دا جزائي إحساني لك ولأولادك والإنفاق عليك وعليهم ومساعدتي لأهلك من مالي الحر ووقفتي معاك وتوفير فرصة عمل لك وسكن وإقامة وسفر على حسابي رايح جاي وتذاكر طيران وهدايا لوالدتك واخواتك وأولادك وأجهزة وذهب وموبايلات من تعبي وشقايا وآخرتها تنكر كل شيء وتتفق مع أعدائي عشان تدمرني
ما دام عايز فضايح وبتتكلم في حقي بالباطل عشان عايزة اتطلق وانت بتماطل ومش عايز تطلقني عشان الجنسية والإقامة …انا هندمك وابلغ عن اهلك كلهم ويترحلوا كلهم على مصر ….طلقني وكل واحد يروح لحاله …. ووقف الفيديوهات اللي بتشوه سمعتي فيها انا أقدر أفضحك انت وأهلك وعيلتك واخلي اهلك ميبصوش في وشك من الأسرار اللي حكيتهالي عنهم والبادي أظلم) ، هذا ملخص لحديث سيدة مغتربة ويوتيوبر تدافع عن نفسها لتشهير طليقها بها على قناته على اليوتيوب هو والداعمين له والتي ذكرت عنهم أنهم أشخاص مشبوهون يشوهون سمعة الناس البريئة ولهم مصالح مع بعض وعلاقات مريبة ومن دول مختلفة، لا أعلم إلى مدى وصلنا ويبدو أننا بالفعل في النار في الآخرة التي سنمر عليها جميعاً قبل أن يعفو الله عنا وندخل الجنة وكل منا يحاسب بقدر ذنوبه، هذا هو الاستنتاج الذي قد توصلت إليه بالنهاية مصاحباً لحالة الذهول التي أُصبت بها من معاصرتي لعصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب المنتشرة كالنار في الهشيم والكم الهائل من صناع المحتوى وانتشار المحتويات التافهة غير ذات الفائدة ولا تعود بالنفع على الآخرين، والتي يستغل أصحابها الفضائح للانتشار وتحقيق “الڤيوهات” أو المشاهدات العالية والأرباح من اليوتيوب والسعي وراء الترند والشهرة ، تحولت حياتنا إلى حالة من البحث عن أسهل وأسرع وسيلة للربح حتى لو على حساب السُّمعة والشرف وزواج المصالح والأخطر من ذلك انتشار بعض عصابات داعمي القنوات والتحالف مع بعضهم البعض ومساندة الباطل والاقتتال على المال ودفن المبادئ والأخلاق وضرب عرض الحائط بالمعتقدات الدينية، إنه انتشار الأبالسة وعودة عصر الجاهلية والرِّق والاتجار بالبشر، حيث أصبح كل فاشل ومُحبٓط ولا عمل له يصنع محتوى ردئ وينشره على قناته ويلوِّث به الأسماع والأبصار وبكل جرأة يقول مثل هؤلاء ما لا يُعجبك لا تُشاهده !! وكأن هذا أصبح فرض علينا مشاهدة الإسفاف والتشوهات الأخلاقية، المثال والحالة المذكورة وقصة طلاق المغتربة وتشويه سمعتها بالباطل ليس الهدف منه عرض قصة على اليوتيوب، ولكن دق ناقوس الخطر إلى أي مدى انحدرت مجتمعاتنا وفسدت العلاقات فيها، فيا سادة الزواج رباط مقدس “وجعل بينكم مودة ورحمة “فكيف يُتاجٓر برباط قدسي من أجل تحقيق الربح والبحث عن داعمين مشبوهين ليكبر حجم القناة وتحقيق المشاهدات وكسب تعاطف الناس كل طرف يريد جذب الناس إليه في حرب شعواء غير أخلاقية وهدم لكل القيم الإنسانية ببشاعة فالذي يشاهد هذه القنوات جميع الأعمار الكبار والصغار فبالله عليكم كيف يُخلق نشء سليم قادر على الحُكم الصحيح ومعرفة الصواب من الخطأ بعد مشاهدته مثل الهراء والتّٓفٓسُّخ الأسري، عندما تُحدِّثه عن الأسرة نواة المجتمع يُحدِّثك عن قنوات الروتين اليومي والسيدات الكاسيات العاريات وما يٓقُمن به من إيحاءات جسدية وانحطاط في روتينهم اليومي لتنظيف منازلهم أو يحدثك عن حالات الطلاق المنتشرة ونشر فضائح المطلقين على قنواتهم على اليوتيوب … إلى أين سنذهب وإلى أي العصور ننحدر؟
من حقك كإنسان رفض عرض هذه النفايات عليك ومن حقك الدفاع عن حقك وحق أبنائك والمطالبة بالإبلاغ عن هذه القنوات وغلقها للحماية من نشر محتواها السلبي والمؤذي المدمر للمجتمعات بشكل عام وليس العربية فقط فاختلاف الجنسيات والثقافات والعادات والتقاليد لا يعني إباحة نشر التّٓرٓدِّي الأخلاقي والتّٓدٓني الذي يضر بالآخرين في مجتمع دون آخر مهما بلغت درجة التحرر والأشياء المسموح بها في مكان دون آخر حفاظاً على الذوق العام وأمان البشرية ونشر الإيجابية والبعد عن الكراهية وهدم العلاقات الإنسانية السليمة وطمس الخير والسلام في نفوس البشر وحل المنازعات بين الناس بطريقة سلمية وسيادة القانون وتحقيق العدل، هؤلاء الذين يسعون فساداً في الأرض للأسف الشديد آباء وأمهات ولكنهم لا يستحقون ذلك، ويتساءلون لماذا نصاب بالمصائب وتنقلب حياتنا رأساً على عقب تأكيداً من أفعالكم وجشعكم والاهتمام بالمادة وسُعار الشهرة وما تنشرونه من خٓبٓث، إن كنتم لا تخافون على أبنائكم أو على صورتكم في أعينهم خافوا الله في تصرفاتكم وأفعالكم خافوا يوماً تُعرضون فيه عليه، هذا مع تعاطفي مع اليوتيوبر صاحبة المشكلة التي صدّٓقت وآمٓنٓت لإنسان لا يستحق تزوجها مصلحة للحصول على الجنسية الأجنبية والاستفادة المادية منها واستغلالها وعندما وجد البديل تركها معلقة وهرب لا يريد تطليقها ليعذبها دون شفقة أو ضمير وخوف من الله، استغل طيبتها ووحدتها في الغربة لاستنزافها ماديا ثم سعى لتشويه سمعتها بعد تحقيق مأربه وهذه للأسف إحدى المشاكل المأساوية للهجرة بحثاً عن فرص العمل والحياة الكريمة والطامة الكبرى والجديد هو نشر الفضائح والحياة الخاصة على قنوات اليوتيوب واستغلال ذلك لتحقيق الربح فأصبح الناتج انتقام وفضائح على العلن ومشاهدات عالية واستفادة مادية لأصحاب هذه القنوات ومسانديهم وهدم المجتمع ونشر الفساد فيه
فوجب هنا التنبيه إلى الخطر القادم الزاحف الذي نشاهده على قنوات اليوتيوب ويعتقد البعض أنه مصدر للتسلية ومكان لتبادل الثقافات المختلفة ولكن يسري به سم قاتل يتٓخٓفّٓى في صورة يوميات المشهورين والذين يظن البعض أنهم قدوة ومصدر يستقون منه الخبرات الحياتية والتي هي للأسف خبرات سيئة وبعضها نماذج تدعو للمفسدة وذبح كل القيم والمبادئ الصحيحة السامية التي تربينا عليها ونريد تعليمها لأبنائنا، ندائي لأصحاب قنوات اليوتيوب الهادفة انشروا الإيجابيات ونماذج النجاح لتغطي على النماذج السلبية وتمحوها تماماً فتصبح بلا ذكرى ولا أهمية فيبرق أمام أعيننا كل ما هو جميل وذي فائدة تعم على الجميع.
سأبحر الآن بسفينتي وأتركك عزيزي القارئ لتقرأ سطوري في هدوء ربما يكون لها بعض الأثر التوعوي ولقائي يتجدد بكم ومعكم عبر سطوري ونستمر برحلة الحياة ما بين صعود وهبوط وإشارات ضوئية تنير لنا الطريق.