جلست الأم تروي لزوجها عن الذي حدث وكيف أنها في لمح البصر لم تجد المرأة العمياء التي اختارتها هي بالتحديد لمساعدتها ، روت له أيضا ما حدث لهاجر عندما صدمتها السيارة المسرعة فقد ارتفع جسمها الصغير بعيدا جدا إلى حيث ترى بحجم النجوم البعيده وسط ذهول المارة وعادت لتترتطم على رأسها على الاسفلت ثم أدركها باقي جسدها تهشمت عدسات نظارتها في عينيها البنية وتصبغ الاسفلت الرمادي باللون الأحمر. قالت الأم بعينين غارقتين بالدموع : ابنتي لن تقوى على كل هذا الالم… انها إما ستموت أو ستحيا عمياء أو قعيدة بلا حراك كيف لهذا الجسد تحمل كل هذا.. أردف الأب قائلا : الله خلقها ، وهو من سيكتب لها النجاه. حين خرجت الطبيبة لتحدث الأب بعيدا عن مسامع الأم لتخبره أن ابنته الصغيره فقدت النظر في إحدى عينيها كما أن عظام جسدها بالكامل تعرضت لكسور ورضوض وتحتاج أن ترتدي بدلة كامله من الجبس الطبي حتى تلتئم عظامها والأمر الاخير انها فقدت الذاكرة .. سمع الأب تلك الأخبار التي نزلت على أذنه كالصاعقة وهم ليدخل ليرى صغيرته وما لم تخبره به الطبيبة و رآه عند دخوله الغرفة هو …. عندما دخل الغرفة وجد ابنته الجميله وقد تم حلاقة شعرها بالكامل ووجهها كله مهشم لا يكاد أن يرى ملامحها صرخ في الطبيبه ما هذا؟ ماذا حدث لوجه وشعر ابنتي الطويل؟ لمَ لم تقولي لي هذا بالخارج ؟ هدأت الطبيبة من روعه وقالت: هذا أمر مؤقت ، وجهها من أثر ارتطامه بالارض من ارتفاع عالي أما شعرها لقد اضطررنا لذلك حتى يتسنى لنا تضميد جراح الرأس سيدي ابنتك تعاني من كسر بعظام الجمجمة كذلك ارتجاج بالمخ أدى لفقدان في الذاكرة… قد يكون فقدانا مؤقتا وتصبح فيما بعد افضل من ذي قبل.. أيعقل أن أترك الأصل وأحدثك عن الفروع.. كانت هاجر في سبات عميق واستمر ذلك لأيام منعت عنها الزيارة في الأيام الأولى إلى أن كاد الأب و الأم أن يفقدوا الأمل في عودة ابنتهم إلى المنزل مرة أخرى ولكن.. بدون مقدمات استفاقت هاجر من الغيبوبة وهي تصرخ ؟ كيف تقودين بهذه السرعة كيف تقودين بهذه السرعة؟؟؟؟ ركض الأبوين لابنتهما المريضة وكأن الروح قد دبت فيهم مره اخرى.. هاجر هاجر… انت بخير يا صغيرتي ااااااااه اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا ااااه يا ابنتي الحبيبة لا اصدق انك امامي لا تخافي حبيبتي لقد صرتي بخير الآن وسوف تصبحين بخير حال.. لم تعيرهم هاجر أي اهتمام قد كانت تحدق في أحد أركان الغرفة وتردد : كيف كنتي تقودين بهذه السرعة ؟ ولماذا انت هنا الآن ؟ ابلغ الأب باقي الأقارب بنجاة ابنته وأنها الآن تستطيع الخروج والعودة إلى المنزل فطلبوا منه المجيء للاطمئنان عليها.. كانت هاجر صامته اغلب الوقت أو تتمتم بكلمات لا مفهومة ومهما حاولت الأم سؤالها ماذا تقولين حبيبتي ؟ لا تجيب عليها .. إلا حين حضر عمها وزوجته لزيارتها ؛ أصابها نوبة هيستيرية قبل دخولهم من باب الشقة فظلت تصرخ وتقول: سيقولون عني دميمة ولن أصبح جميله كما كنت بالسابق ابدا رددتها مرات عديدة بصوت يملؤه الغضب والألم. حاولت الأم تهدئة الصغيرة وهنا قد وصل عم هاجر وزوجته وقامت الأم والاب باستقبالهم في الخارج.. إلى أن حان وقت دخولهم لهاجر للاطمئنان عليها وما لبث العم إلا أن أطلق ضحكة بلهاء وسخيفة مما لفت انتباه أخيه قائلا : هذه هي هاجر اجمل الفتايات؟ لطالما بكت ابنتي ريماس كلما تذكرت أن هاجر افضل منها و اجمل لقد أصبحت دميمة الآن ولا احد يقوى على تحمل النظر لوجهها؟؟ وفجأة صمت وكأنه لاحظ أن ما قاله لا يجوز قوله فنظر لأخيه وزوجته قائلا بصوت به شيء من الندم : انا لا اقصد السخرية اخي العزيز بل اقصد لا تتوانى عن علاج هاجر لتعود اجمل من ذي قبل. أومأ الأب برأسه ثم قال: ارجوك أن تغادرا.. فإن هاجر بحاجه إلى الراحة وشكرا لزيارتكم .. رحل العم وزوجته وجلست الأم بجوار ابنتها هاجر؟ اتتذكري من كان هنا لزيارتك ؟ اتذكريننا يا حلوتي الشقراء؟؟ أجابت هاجر: لا استطيع. فأكملت الأم: لكن كيف علمتي بما سيقوله قبل أن يحضر اصلا ؟ إن كنتي تتذكرينه فأنت تعلمين أنه فظا غليظ القلب. مادمت لازلت لا تذكرين شيئا عنا فكيف عرفتي؟ لم تجب هاجر . كاد فضول الأم يقتلها فأكملت اسئلتها لهاجر : حلوتي الشقراء، حين افقتي بالمشفى , كنتي ترددين سؤال لاحداهن اتذكرينه ؟ كنتي تقولين كيف كنتي تقودين بهذه السرعه؟ عم كنت تتحدثين اتذكرين؟ اومأت برأسها بالايجاب.. اذا حدثيني يا صغيرتي انا أمك التي تحبك قالت هاجر : انا اتذكر ما حدث لي فقط.. كانت هناك سياره سوداء مسرعة يتطاير لهب أسفل اطاراتها من احتكاكها القوي والسريع بالاسفلت وكنت أشعر أني وحيده في ذاك الشارع لا يوجد احد غيري وأن الشارع ضيق جدا جدا حيث لا يمكنني الحراك أو الهرب ، حين اقتربت السيارة جدا مني وجدت بها امرأة عجوز عينيها عمياء تجويف عينيها لا يوجد به مقل..ترتدي الاسود ويظهر على وجهها الغضب وهي من تقود السيارة مسرعة نحوي.. كي تدهسني .. وحين أفقت في المستشفى وجدتها تقف في إحدى اركان الغرفة ولا اعلم إن كنتم رأيتموها أم لا… هنا صرخت الأم من وصف هاجر لمن كانت تقود السيارة؟ سألت هاجر: وكيف علمتي بما سيقوله عمك و زوجته قبل أن يصلوا؟ صمتت هاجر لبرهة ثم أشارت إلي عينيها التي فقدت حاسة البصر وقالت بصوت حاد : هي تَرَاهُم
يتبع
العجوز العمياء؟ جاءت لدور معين؟ أهي من البشر؟