كيف تنجو العلاقات الزوجية من الاعصار” بقلم: الكاتبة د . جيهان حنا

تفاقمت المشاكل الزوجية و ضرب الاعصار معظم بيوتنا و شاخت علاقاتنا ..لم يعد ينفع فيها تهذيب و لا اصلاح بسبب كثرة المشاكل و تكرارها و اتسعت الفجوات شيئا فشيئا .. فقست و تحجرت القلوب و تهدمت اقوي العلاقات و راح طعم البيوت التي كنا نظن أنها ستحيا و تنبض وتبقي دافئة للأبد.
و هنا بدأنا نشعر بالبرودة بل و أخذنا نراقب نزيف الجراح بلا ادني مبالاه أو حتي شعور بالذنب رغم أن الأعين دامعة و لكنها دموع متحجرة تعوق الرؤية و في نفس الوقت تأبي النزول لتطلق العنان للمشاعر المتلاطمة والأحزان المكبوتة…..
هذه المرحلة القاسية يمر بها الكثير و صفتها بكونها بمثابة إعصار للأسرة لأنها هادمة و قاسية و ماحية.
يصاب فيها أهل البيت باكتاب و بطاقة سلبية مدمرة و ينتابهم نوبات من البكاء و الصراخ و عدم الرضا وتبادل القاء التهم و التحريض و اللوم وكأنهم للأسف أعداء يطعنون بعضهم البعض من الخلف….يسود عدم الرضا و فقدان الأمل كل شيء و كل شخص …..
مرحلة عدم اتزان تفقد فيها السيطرة على قلبك وعقلك و يسوء بك الظنون و لا تمتثل فيها لكافة المفاهيم الدينية و لا الأخلاقية التي طالما تعلمتها بل وكنت تنادي بها طوال حياتك و تتعامل بها…
اعصااااار يا سيدي..

و هنا يجب أن نتساءل ما هي ثقافه الزوجين بتلك الأسرة المكلومة؟
هل تعلم الزوجين أصلا معني الحب؟
هل لمس قلوبهم؟
هل كان اختيارا صائبا ؟
هل أخذ في الإعتبار كل من الطرفين ضرورة أن يكون بينهما سمات أو صفات مشتركة….. أن تكون علاقتهما علي اساس الإنسانية والرحمة اولا ثم تأتي كل باقي القوائم المشتركة لإنجاح الزيجة…
أن يكون هناك تناغم وانسجام و لغة مشتركة يفهمها الاثنين فقط….. و هي لغة العيون حتي حينما يعم الصمت و يعجز اللسان عن التعبير …..
أن تتعانق أرواحهما…و تتحاور و تحلق عاليا لأنها وجدت الصحبه و الونيس….
الرفيق الذي طال انتظاره….الرفيق الذي يفهم بل و يحترم صمت الطرف الآخر و لا يجادلة و لا يستنزف طاقتة جاهدا .
يقول شمس الدين التبريزي :
“إن المرء مع من لا يفهمه سجين.”

نعم سجين و حزين يشكو حالة بلا جدوي ..
ويقول جورج أرويل في رواية له:
” ربما لم يرغب المرء في الحب ، بقدر رغبته في أن يفهمه أحد.” أن يشعر به و برغباتة المكبوتة.”

ويقول الكاتب أحمد خالد توفيق :
“أعتقد أن شقاء الإنسان ينبع من مجالسته لمن لا يفهمه ، بل ويسيء فهمه باستمرار ، إن شقاء الإنسان لا ينبع من كونه لا يجد صحبة بل من كونه لا يجد الصحبة المناسبة.”
لذا فإن وجود شخص تستطيع أن تخبره بما يجول في داخلك بدون أن يسيء فهمك بد ون القاء لوم أو اتهامات أو تصيد أخطاء و بدون مجادلات مستميتة ليثبت كل طرف للآخر أنه الاحق،….نعم الشخص المناسب هي أعظم نعمة ممكن أن تحصل عليها.
دعونا نحلل النتائج لنتعرف علي الأسباب و من ثم نحاول ايجاد حلول مختلفه مرضية لكلا الطرفين..
نعم ماذا غير أن يكون الونيس صحبه جميلة تفهمك.. انسان محترم..رحيم ..مناسب، يفهمك.
ماذا عن الحب؟؟ هل تفهم معني وقيمة الحب اذا ما دق بابك؟؟
الحب هو كل ما سبق و ذكرت كمقياس للبيت السعيد الذي ينجو من بل و يتحدي كل الكوارث…
الحب قدر وليس اختيار الشئ الوحيد الذي يملك علي قلبك و عقلك دون ادني سيطرة منك وبدون إبداء مبررات..نعم فيحب الشخص ونيسة و لا يري عيوبة ولا نقاط ضعفه… يشعر معه بالارتياح … الانطلاق…لم يعد الشخص الخجول عديم الخبرة لقد دق الحب بابه و كان اعظم معلم..علم الطرف الثاني كيف يسعده بل و يرضية….أنه الإدمان….. ادمن حواره… نبره صوته..صورتة…فرحة… حزنه … شكواه…خوفه
… ضعفه…قوتة….ادمن فكره الاحتواء….. احتضنه….ستر عيوبة و غفر زلاته…
…أعطاه الامان الذي لا يعقبه خوف….ففتح له الحبيب سرادق طفولته…لملم كل جروحه والقاها في حضن و حصن من احب و هو علي يقين أنه أمن تماما….الحب عطاء.. تضحية..أن تشعر أن الحبيب هو الأهم في الحياة ….أنه هو الحياة و الا فلا..
إذن استمع ايها الزوج المحب الي زوجتك فهي في كثير من الأحيان تقول لك حرفيا ما يضايقها و كيفيه ارضائها و الاهتمام بها .. طريقه احتوائها…ماذا يغضبها و يحزنها…لا تغفل تلك الإشارات و الانذارات و تستمر في اهانتها و اغراقها بوابل من الإساءة البدنية أو اللفظية بالاضافه الي البرود والبخل العاطفي…و تنتظر ملكة متوجة و عشيقة ولهانه بحبك..و زوجه مطيعه متفانية..إذا اردت إرضاء نفسك ارضيها اولا و عاشرها بالمعروف..
وانتي ايتها الملكة …يا منبع الحنان و الأنوثة..كوني امرأه لينه القلب و الطباع بشوشة الوجه..حانيه علي زوجك.. مبهجه…متغيرة و متجدده.. .كوني ربيع مزهر …رقيقه ..حالمه… علميه كيف يحبك إذا كنتي انتي تحبينه..
لا تنهوا العلاقات بشكل ماسوي لاننا فقدنا التواصل و فضلنا الصمت و الخرس….
و تذكروا أننا نفقد الكثير بين منطوق لم يقصد ..و مقصود لم ينطق…و عصفنا بجمال البدايات والحب والمشاعر و الذكريات …تحدوا و أوقفوا الاعصار مبكرا ما دمتم أصبحتم بالوعي الكافي…ما دمتم محبين للحياة و طواقون للسعادة

Related posts

Leave a Comment