بقلم / د لبني يونس
كنت أظن أن النسيان فيه حلي وخلاصي … فتمنّيت أن يموت أنسى ، وامحو من الوجدان احساسي، لم اكن أُدرك في حينها أن كل شيء نسيته نسيت معه اني مازلت اعيش وعلي قيد الحياة … لحظات السعادة التي كنت أحياها اصبحت اتمني أن أعيدها للوجود واحي ذكراها فقد خبأتها في سراديب الذكريات واحكمت عليها القيود والاقفال الان أحنّ إليها وأمدّ يدي لأمسك بطيفها تؤنسني و تواسيني … لكنها أبت فرجوعها محال الان فقط فهمت أن النسيان ليس دوائي بل فقدانًا لبعض من أجزائي كل لحظة مررت بها لم تأتِ عبثًا؛ بل كانت رسالة من رسائل السماء ، كانت دربًا كتب علي اسير فيه نحو وعي أعمق للنفس يثقلها . فألالم طريقه تجاوزنا ، والفرح الذي غمرنا، والخسارات التي كثيرا ما أوجعتنا ، كلها كانت درجات صعود بالنفس الي السمو والارتقاء لنعلم أن الدنيا دار فناء وما هي إلا دروس من الحياة، تقوينا، و توقظ الحكمة فينا ، لا لتكسرنا. فبدلًا من تمني النسيان، نتعلم كيف يكون التخطي و الاحتضان. نحتضن ماضينا ونتصالح معه، ونمنح ارواحنا السكينة و السلام فننعم بالحاضر ونفتح قلوبنا لمزيد من التجارب التي تقربنا وتعطينا مزيدا من النفحات لا ندعُ بأن تُمحى التجارب، بل ندعُ أن تُنار البصيرة، وأن يتسع صدرنا لنفهم ، ونغفر، الغد أجمل… ليس لأنه خالٍ من الألم ، بل لأننا فيه أكثر عمقا ، نضجا، وأكثر انسجامًا مع اروحنا . وفهما لما خلقنا من أجله