منذ فجر التاريخ، ظلّ الإنسان يحاول أن يفهم معنى الزمن. يقسّم حياته إلى ماضٍ يلتفت إليه، ومستقبلٍ يتطلع نحوه، وحاضرٍ يتعامل معه وكأنه مجرد لحظة عابرة بينهما. لكن حين ننظر بعمق، نكتشف أن هذه التقسيمات ليست سوى أوهام ذهنية، وأن الوجود في جوهره لا يعرف إلا “الآن”. الماضي… مجرد ذاكرة الماضي ليس له وجود حقيقي الآن. كل ما نسميه “ماضيًا” يعيش فقط في صور عقلية، في ذكرياتٍ تختزنها عقولنا. نحن لا نستطيع العودة إلى الأمس، ولا أن نلمس لحظة مضت. كل ما يبقى من الماضي هو الأثر في وعينا، إما…