بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
للشباب المثقف والمرأة المثقفة أدوارا إيجابية في المجتمع في حالة السماح لهم بممارسة حقوقهم القانونية في النقد البناء والعمل المجتمعي المفيد بحرية تامة وإنتمائهم للمؤسسات الإجتماعية والسياسية والفكرية المتواجدة على أرض الوطن . أعتقد أن تمكين المرأة والشباب في المجتمع يعتبر أداة للتطوير والإرتقاء به في مجالات متعددة . ولكن كيف يمكن تمكين الشباب والمرأة لأخذ دورهم القيادي في المجتمع ؟ يتم هذا عبر منصات الحوار والنقاش لتحقيق هذا التمكين في المجالين الأقتصادي والسياسي . عندئذ يسهم هذا التمكين في تقدم المجتمع وقيادته . فمثلا من الناحية السياسية على الشباب والمرأة المشاركة بعملية الإنتخاب لأن أصوات الشباب حاسمة ، ولم لا يرشحون أنفسهم في مناصب قيادية ، وهؤلاء الشباب قادرون على مناصرة الفئات المهمشة إجتماعيا وعند السماح لهم بالتطوع في مؤسسات المجتمع المدني فهذا هو الربح الأكبر ، فبإستطاعتهم جمع التبرعات ومد الجمعيات الخيرية بها لتقوم بأداء مهماتها الإجتماعية بقدر الإمكان ، كما يستطيع الشباب من كلا الجنسين إقامة المؤتمرات العلمية وورش العمل لتوسيع المعرفة وتحفيز العقل لإيجاد إنتاجات جديدة .
إن التمكين الإقتصادي لهما قبل كل شيء هو مفتاح الإنطلاق والتحرر وهذا يكون عبر تشجيع النساء والشباب لتحمل المسؤولية مبكرا في حياتهم وذلك من أجل تكوين مدى واسع من الإختيارات الممكنة ، وبدون التغيير الإجتماعي فلا تطور للأمم إقتصاديا لأنهم عندما لا يتحملون المسؤولية منذ الصغر فهم حينئذ يبتعدون عن طموحاتهم ومهاراتهم التي من المفروض أن يكتسبوها في سن مبكرة ويستغلونها عند الحاجة لها ، عندئذ تكون حركة التمكين وثم تطوير القيادات في الصف الاول .
من الضروري جدا في عالم مفتوح _ لم يسبق له مثيل _ تكنولوجيًا إستعراض ومراجعة تبادل وحرية الحركة للبشر في البلدان الاخرى . للأسف ما قد تم حتى الآن عدة خطوات أُتخذت من قِبَل أفراد تقدميين لتعزيز إنضمام الشباب والمرأة في عمليات إقتصادية وسياسية وإنها للأسف جهودا بنيت على نقاشات مرتكزة على المساواة بين الجنسين وحقوق الانسان . بقيت أمم كثيرة في العالم لا تهتم بهذا الدور للمرأة والشباب مما يحجب العقلانية في الحوار. بل يّثير حوارات أيديولوجية هابطة تفتقد الى الشرعية وترك الأثر المنشود الواجب التركيز عليه . الجدال والنقاش يجب أن يكون في صلب واجبات الشباب بل ويركز على ما يمكن أن يؤثر على المواطنين ، وبدون التقدم الإجتماعيا أولا لا يتم التطوير الإقتصادي للأمم والشعوب وخاصة عند إقصاء وإستبعاد المرأة والشباب وهذا ما هو حاصل في بلادنا مما يُعيق حركة التطور والتقدم التي تتم في شمال الكرة الأرضية مثلا حيث تلعب المرأة والشباب أدورًا قيادية طموحة تساهم في رقي المجتمع .
لا يشترط أن يكون إسهام كل من الشباب والمرأة في تنمية المجتمع وجوب المساواة بين الجنسين ، ولكن كل يعمل بجد في مجال ما وخاصة أن ظروف كل منهما مختلفة طبقا للعمر والطبقة الإجتماعية التي ينتمون إليها والتعليم والأعراق ولكن كل منهما _ من المفروض _ أن يتحمل عبء تقدم وإرتقاء مجتمعه ، ولكن للأسف توجد المثبطات التي تُطيح بدورهم مثل البطالة للشباب وعدم الإستقرار الإجتماعي والمعاناة المستمرة للنساء إجتماعيا وثقافيا وعدم القدرة في الولوج والسيطرة على بعض الخدمات المجتمعية ! إذا أراد أي مجتمع الأرتقاء إقتصاديا وسياسيا عليه أن يزود الشباب والمرأة بخدمات دعم لهما لكي يتمكنوا من مزاولة أعمال إنتاجية ، وزيادة الدخل والتخلص من عقدة الفقر وذلك ببناء نشاطات وسياسات داعمة لهم لإستغلال الفرص الإقتصادية والسيطرة على حياتهم وممارسة التأثير في مجتمعهم.