بقلم /حنان فاروق العجمي
الحياة مجموعة من الحلقات المتشابكة المتسلسلة تأخذك حلقاتها في رحلة لا انتهاء لها
تجد نفسك بمنتصف كل دائرة لا تعرف أين تبدأ، ومتى تبدأ، ولكنك تتخذ القرار بأن تدور فيها من نقطة تختارها لتعيش كل أحداث الحلقة الدائرية تجد فيها ما يفرحك، وما يحزنك، وما يصيبك بالإجهاد، ولكنك لا تتوقف بل تسعى دائمًا للمزيد ثم تنتقل إلى الحلقة الدائرية التي تليها لتمُر بأحداث أخرى جديدة تعلن ولادتها لفصل آخر من فصول حياتك، وتستمر الحياة بين نجاح، وإخفاق موت، وولادة لا تعلم كيف بدأت، وكيف ستكون نهايتها لكنك تعلم جيدًا أنها دوائر، ولابد أن تدور داخلها، وبداخل هذه الدوائر تلتقي بهذا، وتصطدم بذاك هذا الآخر قد يشبهك، وقد يختلف عنك كل الاختلاف، ولكن واحد فقط يهتم لأمرك بين كل هؤلاء فتتساءل ؟
هل وضعه القدر في طريقك لتُكمل معه أيامك وطريقك ؟
هل أنارت داخلك تلك الشرارة التي تُعلن أنه توأم روحك الذي أرسلته العناية الإلهية ليصبح رفيق خُطاك ؟
لا تنفصل عنه، ولا ينفصل عنك إلا بموت أحدكما تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه تعيش أحلامه، وطموحاته، ويشاركك أهدافك له نفس أمانيك يبتسم عندما تبتسم فتُشرق شمسكما معًا، وتشهدان كل يوم جديد معًا تحتفلان معًا كل منكما يحتوي الآخر تنصهران في نظام واحد متكامل، وهناك مقولة تتحدث عن العطاء، والحب فتصفه لنا بأنه شيء يستمر للأبد “الحب تواصل بدون فواصل”
هذا هو تعريف الحب شكل من أشكال العطاء اللامحدود الذي لا نهاية له، ولا تستطيع أن تعرف كيف بدأ، ولا متى بدأ، وهل سيظل مستمرًا أم سينتهي يومًا ما ؟ ، وهذا السؤال إجابته تتوقف على مدى عُمق هذا الحب ،
والمد الذي لا جزر له، ولا يتوقف ، شلال نابض بالحياة إذا ارتكز على الثقة، وكانت الدعامة الأساسية له الشعور بالأمان الذي يمنحه كل طرف للآخر فهو حب حقيقي ،إذا جبر كل شرخ حدث داخلك فهو حقيقي ،إذا شعرت بأنك
لا تقوى على العيش بدونه فهو حقيقي، إذا كان عطاءًا مستمرًا بدون شروط فهو حقيقي، إذا ابتعد عن الأنانية وتفضيل النفس على الآخر فهو حقيقي
الحب هو مشاعر صادقة تولد وتنمو بين طرفين وتبقى وتُزهر بالاهتمام والاحتواء
الحب هو الرضا، وتَقَبُّل الآخر كما هو بعيوبه، ومميزاته
الحب هو استحالة تخلِّي طرف عن الآخر مهما حدث، ومهما حالت الظروف بين طرفي العلاقة، ومهما مر الزمن، وتواجدت العوائق التي تهدف لهدم هذا الحب، وتسعى لإنهائه بشتى الطرق
الحب زهرة لا تُزهر إلا بسقايتها، ورعايتها، والربت على أوراقها
الحب هو الإحساس بوجودك في عيون الآخر لا شريك لك
الحب هو أن تشعر أنك سعيد لسعادة الآخر عندما يعلو شأنه تعلو أنت لتلمس السماء ونجومها بيديك
الحب هو أن تفشل، وتجده سند، وداعم لك يدفعك للنجاح
عندما تريد الصراخ يصرخ معك
عندما تقع يمد يده ليُقيمك من جديد
الحب هو أن يدافع أمام الآخرين عنك، وهو يعلم أنه ليس لديك كل الحق
الحب هو اللاكتفاء من الآخر والشغف الذي لا ينتهي
أن تحب شخص يعني ذلك الارتباط الأبدي الذي لا فراق فيه
الحب هو ركون طرف لآخر، وشعوره بالسكينة، والسكن داخل قلبه
الحب هو أن يكون كل طرف بمثابة مضاد حيوي للآخر يساعده على الشفاء، ومقاومة عواصف، وشدائد الحياة
الحب هو أن تكون قيمتك أغلى من كنوز الدنيا لدى الآخر
الحب هو أن يحفظ الطرف الآخر غيبتك هو أن يحمل معه روحك أينما ذهب، وكأنه يحيا بها
الحب نور يسكن قلبين فيُنير الكون بأسره
الحب صدفة غير محسوبة تفاجئك فتُبدي لها فروض الولاء، والطاعة دون نقاش
الحب هو لو انتقدك العالم كله مدحك حبيبك دون تردد
الحب هو امتزاج أرواح لا تستطيع أن تتعرف على خصائص كل روح على حدة لعدم استطاعتك فصلها عن بعضها
الحب هو أن تتمسك بحبيبك كتشابك أغصان غابة لا يجرؤ مخلوق على اختراقها بالقوة، و إلا أصابته، ورشقت فيه
الحب قطعة من الحلوى لا تمل من تذوقها، وقهوة تُدمن عليها
الحب نور، ونار وحرارة وبرد ولا انطفاء، وصعب تشعر بلذته، وسهل تهواه
هو اختيار، وقرار، وانجذاب بلا فرار، ولا خضوع لمبررات، وأعذار، ولا هروب وتصميم، وإصرار، ولا شك ، ولا تدمير، أو انهيار، وخوض حروب، ويقين قوي في الانتصار، وغيث، وغوث، وافتتان ، وفيضان نهر ثائر، وحفر بالقلب غائر،
ووشم بالروح لا يمكن إزالته، ووفاء، وانتماء، وانتفاء أسباب خيانة، ولهو، ولعب، وموسيقى عشق، وترانيم رمال البحار، ورقص الأمواج، وسهر القمر، وجريان دماء بالعروق، وبعث جديد من الرقاد، وثبات على وتيرة واحدة، وتسليم لقواعد، وقوانين العشق ومسلمات تُبرهن وتُدلل على نظرية منطوقها استسلام بلا شروط، وقسم، وعهود بكتاب ابتلعه محيط
لا يمكن تغيير أي سطر فيه تتزين حروفه بلؤلؤ مصفوف
إن صادفك هذا الحب فلا تتنازل عنه وافعل المستحيل من أجله فهو نادر هذه الأيام لا يمكن أن تتعثر فيه بسهولة
الحب والمودة والتآلف الشعوري ليس خيالًا فلا تنكروه ، ولكن فقط أحسنوا الاختيار، ولا تندمون على تجربة جعلتكم تفيقون من وهم ، وبراثن خداع أشركت بفطرة قد فطرنا الله عليها، وهي المودة والرحمة، والسكن، والسكينة
فكل الأديان السماوية تحُض على الحب وتنهى عن مشاعر البغض، والكراهية
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة
وقد عرف علم النفس الحب على أنه الوداد والميل الوجداني إلى شخص والإعجاب بشكله وسلوكه وحديثه والارتباط القوي به وهو من أرقى المشاعر التي أوجدها الله في الإنسان وللحب مراحل سبع
تبدأ بالهوى ، وهو الميل للآخر، والإعجاب به ويمكن أن يتطور هذا الإعجاب ، وقد يقف عند هذا الحد
ثم تأتي المرحلة التي تليها وهي الصبابة وهنا يبدأ المحب في إظهار مشاعره لحبيبه
،ثم المرحلة الثالثة ، وهي الشغف ، وتأتي من شغاف القلب، وهو غشاء يحيط بالقلب ، ويعني الشغف عمق الحب ، وملامسته للقلب ، والاهتمام لأمر الطرف الآخر
ثم تأتي المرحلة الرابعة ، وهي الكلف، وتعني الانشغال بدرجة كبيرة بالحبيب، والتفكير المستمر فيه، وقد تصل للإصابة بالمرض والتأثير على حال المُحب
ثم المرحلة الخامسة ، وهي العشق، وهي الافتتان حيث لا يستطيع الحبيب العيش دون محبوبه
ثم المرحلة السادسة، وهي النجوى، والتي تعني عدم القدرة على الانفصال عن الحبيب، أو فراقه
ونهاية بالهيام ، والذي يتمثل في الجنون بالحبيب، وشدة التعلق به ، والشرود، والحزن عند غياب المحبوب
كيف تحب المرأة وكيف يحب الرجل؟
تحب المرأة بعقلها وقلبها معًا بينما يحب الرجل بقلبه، وتدفعه غرائزه بعض الأحيان للانسياق وراء الطرف الآخر
إذا تُوِّج الحب بالزواج وبُني هذا الزواج على أسس سليمة أمكن تحقيق السعادة
من الأقوال الشهيرة لدكتور ابراهيم الفقي
إذا كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ، وإذا كان هذا الشخص صادقًا في حبه فاعلم أنك ملكت الدنيا
بقلم /حنان فاروق العجمي