قصة قصيرة: لقاء إبليس

 

بينما يهم إلي سريره وقد إستقرت رجل على السرير ورجل مازالت تلمس الأرض وهو ينظر لجانب الجدار في غرفة نومه المظلمة “ماذا لو جاءني الشيطان؟ هل يصمد في وجه ما سأردد من قرآن هل سأخاف و كيف سيكون؟” .

ومازال على حاله لم يرفع قدمه من الأرض ونظره معلق على هذا الحائط، لينقشع ظلام هذا الحائط عن نقطتين من نار تتسعان، ليرمى وهج النار ببعض الضوء على جوانب الجدار وهو في ذهول فما هو الحلم ولا يوقن بأنها الحقيقة وكأنه قد تيبست مفاصله وإنعقد لسانه وهو يحاول أن يقرأ آية الكرسي فيستعصي عليه النطق وإن لم تستعصي عليه الذاكرة فهو يرددها في ذهنه بصعوبة ولكنها لا تجري على لسانه.

تتسع هاتان البقعتان حتى تصيران كأنهما حفرتان من نار تلظى فتلقي ببعض الضوء الخافت على وجه أسود ولكن سعير هاتين العينين تشغله عن تفاصيل هذا الوجه رغم قبحه وبشاعته.

بعد محاولات وإصرار تنساب كلمات القرآن الكريم على لسانه آية تلو الأخرى ومازال يعلن تحديه ولا يهزه الخوف ولكن يتملكه هول المفاجأة، فكيف يكون اللقاء وشيكًا إلى هذا الحد؟
يستمر في قراءته ولكن مازالت عيني الشيطان تتسعان حتى ظن أنها ستبتلع حوائط الغرفة كلها، وهو يكرر آية الكرسي والمعوزتين ومع كل مرة يزداد سهولة في النطق، يحاول أن يدفع برجله اليمنى إلى السرير ليوهم نفسه أنه كابوس مخيف أو ينزل رجله اليسرى على الأرض ليوقن أنها حقيقة ولكن إستحال الأمران وهو مازال يكرر آيات القرآن الكريم.

يضيق صدره وكأنها صخرة تقبع فوق وتزداد ثقلاً وهو يزيد من وتيرة قراءته لتختفي هوتا النار و كأنه بارق من نار لمع لهبه في مدى بصره ليجد نفسه على حاله لم يتغير رجل على السرير ورجل مازالت تلامس الأرض، فيكرر قراءة الآيات مرة أخرى ثم يأوي لفراشه وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من هول اللقاء.

أيمن فوزي

Related posts

Leave a Comment