حذر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة، د.عبد الناصر صبح، من حالة “الاسترخاء الاجتماعي” في غزة، وما نتج عنها من ازدحام في الأسواق.
وقال في تصريحات لصحيفة (فلسطين) المحلية: إن الازدحام في الأسواق والأفراح التي تقام في البيوت أو على الأسطح أو الشاليهات، قد تؤدي إلى زيادة فرص انتشار فيروس (كورونا) المستجد.
كما أوصى بالتباعد الاجتماعي والتزام آداب العطس والسعال، وغسل اليدين باستمرار حال ملامسة أسطح غريبة غير نظيفة، مؤكداً أهمية ارتداء الملابس الوقائية للعاملين في القطاع الصحي والذين من الممكن أن يحتكوا بالمصابين بالفيروس أو المشتبه بإصابتهم، أما بخصوص العامة فشدد على ضرورة تجنب أماكن الازدحام ولبس الكمامة إذا اضطر لدخول منطقة مزدحمة وخلعها بطريقة صحيحة حال مغادرة هذه المنطقة، وغسل اليدين جيدًا تجنبًا للإصابة.
وأضاف صبح: “يجب عدم الاسترخاء في هذا المرحلة (…) ما وصلنا إليه من إنجاز كان نتيجة تضافر الجميع لمنع انتشار الفيروس، وحتى الآن نجحنا في عدم اختراقه للمجتمع ولم تكتشف أي حالة من داخله”. وحذر أيضًا بقوله: “إذا ما تم الاسترخاء وأخذ الناس الأمور بسهولة، فستكون كارثة مستقبلية وقنبلة موقوتة يجب ألا نساهم في انفجارها”.
وتحدث مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة، عن إجراءات وزارة الصحة الاحترازية للوقاية من فيروس (كورونا)، وقال إنها “صمام أمان لحماية المجتمع” في قطاع غزة من الجائحة العالمية.
وقال: إن أول هذه الإجراءات إنشاء مراكز للحجر الصحي للعائدين إلى غزة، وإجراء الفحوصات اللازمة مرتين؛ الأولى عند دخولهم الحجر، والثانية قبل مغادرتهم”.
وأضاف صبح: “هذه الإجراءات بصرامتها مثلت صمام أمان لعدم دخول أي شخص مصاب بالفيروس داخل المجتمع، ولم تسجل أي حالة إيجابية رغم إجراء العديد من الفحوصات لحالات اشتبه بإصابتها”.
وذكر أن منظمة الصحة منذ البداية باركت “الإجراءات الصارمة” التي اتخذتها وزارة الصحة، وزودتها بكل ما هو مطلوب في هذه المرحلة من أجهزة لفحص الفيروس وأيضًا ما تسمى الـ(كتات) للفحص المخبري للعينات. كما اشترت المنظمة ما يتوفر في السوق المحلي والدول المجاورة من “كتات” وملابس واقية، وكمامات ومستلزمات أخرى، للعاملين في القطاع الصحي بغزة.
ونبَّه صبح إلى أن المنظمة لا تهتم بمرحلة الاحتراز والحيطة للحيلولة دون وصول (كورونا) إلى غزة فحسب، بل إنها تساهم وتساعد في الإعداد والجهوزية إذا ما انتشر الفيروس داخل القطاع.
وقال: لهذا اشترت المنظمة أجهزة ومعدات ومستلزمات لتجهيز مستشفى غزة الأوروبي، في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، والمخصص لاستقبال الإصابات حال اكتشافها.
وأكد أن عملية “إعداد المستشفى ليست سهلة، وما زالت المنظمة تقوم بعمليات الشراء لتجهيز المستشفى إضافة إلى ثلاث مدارس مجاورة لعزل الحالات حال اكتشافها، وهذا يتطلب أجهزة ومعدات”.
ومن المقرر، وفقًا للدكتور صبح، استيعاب قرابة ألف حالة مصابة حال تفشي المرض، في مستشفى غزة الأوروبي والمدارس الثلاث المجاورة.
وتابع صبح: “ما زال أمامنا الكثير من الإعداد والمشتريات والتي هي في طريقها لغزة؛ ناهيك بالتحديات نتيجة العجز العالمي في بعض المستلزمات التي تجد المنظمة صعوبة في شرائها”.
وبيّن مدير مكتب الصحة العالمية بغزة، أن “الأوروبي” بحاجة إلى مئة جهاز تنفس صناعي، واستطاعت المنظمة الحصول فقط على 30 جهازًا منها، وقد اشترتها ومن المقرر توريدها لغزة قريبًا، “لكن أمامنا الكثير للبحث عن أجهزة أخرى لإكمال جهوزية المستشفى”.
وبشأن الفحوصات المخبرية التي تجرى بغزة، أكد صبح أهميتها في هذه المرحلة بالتحديد، “لأننا ما زلنا نفحص جميع الأشخاص القادمين من الخارج للتأكد من عدم اختراق الفيروس للمجتمع الداخلي، ومن هذا المنطلق تحرص المنظمة على توفير ما يلزم لإجراء الفحوصات”.
وأشار إلى أن المنظمة وردت العديد من “كتات” الفحص لوزارة الصحة لتمكينها من إجراء الفحوصات المخبرية للعينات.
وأشاد بالفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة، وقال: إنها “مدربة وذات كفاءة عالية، وتعمل بمهنية كبيرة في إجراء الفحوصات”.
ونبَّه إلى أن الصحة العالمية شاركت في تحكيم الفحوصات التي أجرتها وزارة الصحة بغزة، وأعادت فحص العينات في مختبرات أخرى، وجاءت النتائج مطابقة.
ولفت إلى إشراف خبير متخصص في الفحوصات المخبرية، وهو عضو في اللجنة الاستشارية لوزارة الصحة، للتأكد من إجراء الفحوصات وفق الآليات المتبعة والدقيقة.
وتابع: “نحن كمنظمة صحة عالمية؛ راضون عن أداء المختبر المركزي بغزة لفحص العينات، ويؤدي أداءه بمهنية وكفاءة عاليتين”.
وبشأن “كتات” الفحص ذكر أنها تتوفر بغزة، لكن المنظمة ستورد هذا الأسبوع والأسبوع المقبل ما يكفي لإجراء فحوصات لثلاثة آلاف عينة، إضافة إلى أنابيب الاختبار، ومستلزمات أخرى في طريقها حاليًّا إلى غزة.
وأكمل: “نحن غير قلقين بشأن كتات الفحص، ونطمئن أنها ستتوفر دائمًا بغزة، لا تنتظر المنظمة نفادها”.
وعلى صعيد الجهات التي تتعامل معها منظمة الصحة، ذكر أن عدة مانحين قدموا الدعم اللازم لتوفير مستلزمات مواجهة (كورونا) بغزة من خلال المنظمة، وفي مقدمتهم دولة الكويت، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة وإيطاليا، وجهات أخرى من المانحين في إطار التمويل الإنساني والذي تقوم عليه مؤسسة الأمم المتحدة التي تتبع لها الصحة العالمية.