المـــرياع

وكــيــفَ يــحرَّرُ الأقــنانُ جــيلاً
إذا خــلــقــوا عــبــيداَ بــالــولادةْ

.

وســيِّــدُهمْ  لـــهُ حـــقٌ عــلــيهمْ
كــمــا ربُّ الــسماءِ لــه الــعبادةْ

.

إذا  مـــا مـــاتَ يَــخْــلِفُهُ بَــنُــوهُ
كــأمْــتِــعَةٍ وأبْــنِــيَــةٍ مُــــشــادةْ

.

وهــمْ كــالعيرِ لــيسَ لــها قــرارٌ
تــمــصُّ  دِمَــاءَها بَــطَرًا قُــرَادَةْ

.

وســـاروا كــالقطيعِ وراءَ كــبشٍ
خَــصِــيٍّ كــالــنِّعاجِ بـــلا إرادةْ

.

هو المرياعُ خلفَ الجَحْشِ يَمْشي
أمــامَ الــجمعِ بــاتَ لــهُ الــرّيادةْ

.

لـــهُ  جـــرسٌ يُــجَلْجِلُ بــانتظامٍ
لــكي يــمضوا عــلى نهجِ القيادةْ

.

إذا  مـــا  شـــذَّ فَـــرْدٌ ذاتَ يــومٍ
تــلاحــقُهُ  الــكلابُ بــلا هــوادةْ

.

لــيرجع طــائعاً مــن غــير كَرْهٍ
فــفــي الإقــناعِ تــمتلكُ الإجــادةْ

.

فــمن أوبــارهمْ صــنعوا فــراشاً
ومــن ريــشِ الــنّعامِ لــهُ وسادةْ

.

ومــن  حــرمانهمْ يَــبْني قصوراً

عــلى أوجــاعهمْ يُــبدي جَــلادةْ

.

وإنْ  بــذلــوا لـــهُ مــالاً ونــفساً
يُــؤَنِّــبْهُمْ  ويــرغــبُ بــالــزّيادةْ

.

إذامــا شــاءَ خــاضَ بهمْ حروباً
نــتــائجُها الــكــوارثُ والإِبــادةْ

.

لــيسبحَ فــوقَ بــحرٍ مــن دمــاءٍ
ويــصنعَ مــن جــماجمِهمْ قِــلادةْ

.

هـــو الــسَّبَّاقُ يَــشْرِيهمْ بــبخْسٍ
فــفي الــتَّسْوِيقِ حاز على شهادةْ

.

وهـــمْ  بــالعُـرْفِ لا هَـمٌّ لــديهمْ
ســوى تَفْخِيمُ أصــحابِ السعادةْ

.

بــعصرِ الــقبحِ باتَ الزَّيفُ نهجاً
وبــالــتّلْفِيقِ تُــصْــطَنَعُ الإشــادةْ

.

فــيا  أهــلَ الــمودة، فانــصَحوهمْ
لــعلَّ  تُــفِيدُ فــي النّصحِ الإعادةْ

.

فــمــا حصلَ الــتّقدمُ فــي مــكانٍ
وفــيه الــناسُ أهــونُ من جرادةْ

.

إذا  لـــمْ يــصبح الإنــسانُ حــراً
فـــلا  و طــنٌ يَــعِزُّ ولا ســيادةْ

.

عبدالناصر عليوي العبيدي

Related posts

Leave a Comment