فالحب يُعتبر المُصطلح الوحيد والذي أحتارت البشرية جمعاء في تعريفه، أو حتى تفسيره.
منهم من عرف الحب بأنه: إحساس عظيم وقوي يشعره المرء إتجاه شخصٍ ما.
ومنهم من عرفه : مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير.
وقد أختلف الفلاسفة في تعريفه بناءً على رؤاهم ومفاهيمهم الفلسفية.
يقول أفلاطون في “المأدبة” (Symposium) واصفًا الحب من خلال حوار بين شخصيات مختلفة: الحب أو “إيروس” هو سعي للوصول إلى الجمال والكمال.
ويُميز أفلاطون بين الحب الجسدي والحب الروحي، ويعتبر الحب الحقيقي هو الذي يتجاوز الرغبة الجسدية ويهدف إلى تحقيق الجمال والفضيلة الروحية.
وفي “الأخلاق النيقوماخية” (Nicomachean Ethics) ينظر الفيلسوف “أرسطو” إلى الحب من خلال مفهوم الصداقة (فيليا). فقد وصف الحب بأنه نوع من الصداقة التي تقوم على الفضيلة والتبادل المتبادل للخير.
ويعتبر أرسطو أن الحب الحقيقي هو ذلك الذي يعزز الأخلاق والفضيلة ويعزز النمو الشخصي للأفراد.
أما الفيلسوف “إيمانويل كانط” يرى الحب في سياق الأخلاق والواجب.
ففي نظره الحب ليس مجرد عاطفة!، بل هو تعبير عن إحترام الإنسان كقيمة أخلاقية.
وطرح “فريدريك نيتشه” الحب من منظور القوة والإرادة.
فالحب بالنسبة له يمكن أن يكون تعبيرًا عن القوة والإرادة للتغلب على الصعوبات وتحقيق الذاتوالنمو الشخصي.
فجاءت “سيمون دي بوفوار” بمفهوم مغاير لمفاهيم الفلاسفة القدماء في الحب حيث يدور الحب في فلسفتها حول الحرية والوجود، وتناقش دي بوفوار الحب من منظور حرية الأفراد وإستقلالهم، وترى أن الحب يجب أن يكون علاقة تعزز حرية الفرد وتدعم تطوره الشخصي، وليس علاقة تقييدية، فالحب بالنسبة لها هو تعبير عن الشراكة والاحترام المتبادل.
أما الطب فإنه يعتبر الحب ظاهرة نفسية وبيولوجية تتضمن تفاعلات معقدة بين العوامل العصبية والهرمونية والسلوكية.
حيث فسر الحب كظاهرة معقدة تشمل تفاعلات كيميائية في الدماغ، تأثيرات نفسية وجسدية، وتأثيرات تطورية.
وقد ذكر الطب أن الحب يؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية والجسدية، ويمكن أن يكون له فوائد كبيرة عندما يكون صحيًا، ولكنه قد يؤدي إلى مشكلات صحية عند تجربته بطريقة غير صحية.
وقد تغنت أم كلثوم رحمها الله في “الحب كله” قائلةً:
الحب كله حبيته فيك الحب كله
وزماني كله أنا عشته ليك زماني كله
حبيبي قول للدنيا معايا، ولكل قلب بدقته حس
يا دنيا حبي وحبي، وحبي ده العمر هو، ده العمر هو الحب وبس
وأسقيني وأملا وأسقيني ثاني، أسقيني ثاني
من الحب منك من نور زماني، أسقيني يا اللي من يوم ما شفتك
حسيت كأني أتخلقت ثاني، حسيت كأني أتخلقت ثاني
أختم مقالي هذا:
مما لا شك أن الحب هو مصدر للإلهام والتحفيز، ويمكن أن يكون دافعًا قويًا للأفعال الإيجابية، بالرغم أنه يمكن أن يسبب الألم في بعض الأحيان، إلا أنه يُعتبر من أسمى المشاعر الإنسانية التي تربط الناس ببعضهم البعض وتعطي معنى للحياة.
همسة
“في الحب أختاروا صح”
كاتبه: لانا الشريف _ علم الإجتماع _ ماجستير الإرشاد والإصلاح الأسري
مرخصة إعلاميًا “كاتبة” من الهيئة العامة لتنظيم الإعلام