أدويه من تحت الأمواج


تقرير ..معاذ الحسيني
حاول الإنسان منذ فجر التاريح أن يعثر علي أدويه من البحر. وتدل المخطوطات
الصينيه القديمه علي أن بعض النباتات البحريه كانت تستعمل لمعالجه عدد من الأمراض
منها هبوط القلب والخراجات والأورام السرطانيه , أما السكان البدائيون في البحار
الجنوبيه لأمريكا فقد استعملوا مستخلصات من الطحالب والأعشاب البحريه لمعالجه
أمراض الجلد والآم المغـص والإلتهابات وقد كان استعمال
البحر لمعالجه أمراض الغده الدرقيه شائعا عند الهنود الحمر وسكان بيرو في
أمريكا الجنوبيه
والذين كانوا يعيشون علي أسطح جبال الإنديز
كما كانوا يمضغون تلك الأعشاب لاعتقادهم أنها مفيده وكان شعب الأنكا من
هنود أمريكا الجنوبيه يستعمل ألياف الطحالب البحريه لمعالجه آلام الأذن
وكان الأيرلنديون والصينيون واليابانيون يستعملون الطحالب الغنيه بالمعادن
في طعامهم ولا عجب في أنهم لا يعرفون أمراض الغده الدرقيه نهائيا .وبالطبع يعود
مفعول هذه الطحالب لماده اليود الموجود فيها . وتجدر الإشاره أن مصدر اليود
الأقتصادي في الوقت الحاضر ليس من الطحالب بل هو من مناجم النيترات في شيلي . ومن
محاليل البحر الملحيه في الولايات المتحده الأمريكيه واليابان لأن ذلك أقل تكلفه
من الحصول عليها من الطحالب ,وقد حاول العلماء خلال الحربين العالميتين الأولي
والثانيه الاستفاده من آشنه طحالب
البحر المعروفه باسم (سفاجنوم) بتعقيمها بواسطه البخار ثم تحويل إلي مايشبه
الشاش المعقم لأستعمالها في تضميد الجروح ,من الغريب أن الجروح كانت تندمل بسرعه
أكثر مما لو أستعمل لذلك الشاش القطني لأن الاشنه لابد أن تحتوي علي مواد كيماويه
قاتله للجراثيم .وقد ذكرت دساتير الأدويه القديمه أن الاشنه الايرلنديه وطحالب
الكراجين كانت تستعمل لمعالجه أمراض الرئتين وقد تم إحياء هذه الطريقه القديمه في
معالجه جنود الحلفاء خلال الحربين العالميتن الأولي والثانيه الذين كانوا ياصبون
بأمراض الحلق و انسداد المسالك الهوائيه نتيجه لاستنشاقهم الغازات السامه كما حاول
بعض البحاثه استعمال هذه الطحالب في معالجه القرحه المعديه. وهكذا نري كيف كانت
لأدويه البحر فوائد جمه قد فادت البشريه خلال الأزمنه التاريخيه المختلفه وحتي
الأن بعض الشركات الكبيره تقوم بتصنيع بعض أدويتها من تلك الطحالب واستعمال بعض
الأملاح الأخري .

Related posts

Leave a Comment