لا زالت منذ اكثر من اربعة عقود تحيك بأناملها ماض وحاضر ومستقبل، ما بين العراقة والاصالة، بالوان قبة الصخرة ودم الشهداء وخضرة سهول فلسطين، صممت ثوب الفلسطينية، لتعيد احياء لبس الثوب الفلسطيني وتحفظه للاجيال القادمة، انها السيدة سمية علان من بيت عور التحتا غرب مدينة رام الله، تعالوا نتعرف عليها في هذه المقابلة التي اجرتها معها الاعلامية براء عماد ….
– احببتي التطريز لدرجة انك منذ نعومة اظافرك بداتي في هذه المهنة، اخبرينا عن بداياتك؟
صحيح بلشت بعمر كثير صغير اطرز تقريبا كان عمري 14 سنة ونصف من كثر حبي للتطريز، وفعلا استلمت اول قطعة اجار ونجحت فيها واعتمدت على نفسي ولحد الان مستمرة بعد اربعين سنة الحمد لله ووسعت شغلي بعد ما كان عندي محل صغير في بيتي اليوم بفضل الله صار عندي معرضين كبار للاثواب التراثية واحد في بيت عور وواحد في بيت لحم.
– كيف تعلمتي التطريز والحياكة؟
التطريز بولد بالفطرة مع كل بنت فلسطينية، كل ست فلسطينية بتعلم بناتها التطريز هادا واجب ووراثة فينا نحكي، وانا كنت محظوظة لانه امي خياطة كانت وورثت عنها هادا الاشي وعلمتني كل شي، ومتل ما حكيت التطريز بتعرفه كل ام فلسطينية لانه من تراثنا وموجود في كل بيت فلسطيني، وحتى بتذكر ايام المدرسة كان عندنا حصة فن نتعلم فيها التطريز يوم بالاسبوع، وامي دعمتني وشجعتني وانا بصف خامس اعطتني ثوب كامل وحكتلي يلا طرزيه وصدقا طرزته كله قطعة قطعة وامي كثير انبسطت مني.
– بعد خبرة سنوات طويلة في تطريز الاثواب، تكللت هاي الخبرة بافتتاح معرضين الك، وهاي قصة نجاح لسيدة فلسطينية، وكمان من باب حفاظك على تراثنا يعني الهدف مش مادي، احكيلنا عن توجهك بهادا الجانب؟
انا حريصة جدا على حفظ ارثنا وتراثنا هالتراث المميز والجميل، بعد 18 سنة خبرة بشكل خاص بمجال الاثواب بتصميمات مختلفة وموديلات مميزة، فكرت وقررت افتح معرض في بيت عور وبعدها في بيت لحم، والحمد لله متوفر عندي عدد كبير من الاثواب يلي بجددها بشكل سنوي طبعا كل سنة بفصل ثواب جديدة، بتصاميم كتيرة بتناسب الستات الكبار وللصبايا الصغار وكمان بشجع الطفلات يلبسن الاثواب وبفصل الهن ثواب حتى عندي ثوب لطفلة عمرها سنة.
– كم ثوب تقريبا بتطرزي في السنة؟
بصل اكثر من 150 ثوب للمعرض، وطبعا غير الاثواب يلي بتتفصل بشكل شخصي للزبونة حسب طلبها الخاص.
– ساهمتي في توفير فرص لكثير نساء من خلال تطريز الاثواب؟
معي 94 امراة عاملة بطرزن من بيوتهن، بوفر الهن الحرير والقماش والمارقة وكل شي بلزمهن وبعطيهن يطرزن، ع مستوى نساء بلدتنا والقرى يلي حوالينا وكمان معنا خياطات من الخليل، الست وهي في بيتها بتشتغل احسن شغلة وهو التطريز بدون ما تطلع وتتغلب.
– توجهك للتصاميم العصرية ودمجها مع التراثية؟
كل شي عم بتطور، والناس دايما بتدور ع الاشي الجديد، وانا كمان بحب ابحث ع كل شي جديد ومميز، وحبيت اطور القطع القديمة مع قصات حديثة، ليش نرمي الاثواب القديمة، هاي تراث لازم نحفظه من الضياع والسرقة والاندثار وبالعكس الاشياء القديمة قيمتها اكبر ومعناها اعمق، وعشان استقطب الصبايا الصغار دمجت بين القديم والحديث بتصميمات جميلة، لدرجة حتى لو ما كانت الصبية بتحب تلبس ثوب، لما تشوف الثوب وتجربه بتغير رايها،ودخلت كمان التطريز في الاكسسوارات، وهيك صارن الصبايا يتشجعن يلبسن اثواب وفيه اقبال كبير الحمد لله، ونجحت بهاي الخطوة يلي خطيتها لحفظ تراثنا لكل الاجيال الفلسطينية عشان يعرفو ايش هو تراثناالاصيل، ولازم نورثه ونصونه، وكمان شغلة عملتها عملت دورات مجانية لاي صبية بتحب تتعلم تصمم وتطرز اثواب، من باب التشجيع والتحفيز.
وفي ختام اللقاء عبرت السيدة سمية عن فخرها واعتزازها بالثوب الفلسطيني الذي تعتبره بمثابة رمز وهوية وارث من الواجب الحفاظ عليه، ودعت كل الفلسطينيات للتمسك بالثوب فهو امانة نتناقله من فلسطينية الى فلسطينية كالراية نحمله للابد.