( الجمال النادر )
قصة قصيرة
من كتاب ( جاءنا البيان التالى)
منذ أن ماتت زوجته من ستة أشهر ، و هو لا يترك فرصة إلا و يذكر للجميع محاسنها و صفاتها الحميدة ، حتى أصبح كل من يجلسون معه إبتداء من الحاج سعيد حتى الشاب عمرو يعلمون أنها كانت صبورة و راضية و أن أول ما جذبه إليها كان حيائها الشديد الذي لم يجد مثله قديما أو حديثا …لم يرزقه الله الأطفال منها و كان جلوسه في المنزل وحيدا يتعبه نفسياً بشكل كبير ، ففكر في أن يخصص في متجره الضخم الكبير المخصص لبيع الملابس الجاهزة – مكان يتسع لسرير و كرسي و كنبة و به أيضا شاشة تليفزيون و مطبخ صغير جدا و حمام خاص…
مرت الأيام و الوحدة تشعره بفراغ عاطفي كبير حتى جاء اليوم… و وجدها ، كانت بيضاء كاللبن الحليب عيناها خضرواتان جميلتان شعرها ناعم و كثيف و لامع ، رزقها الله مع جمال الوجه جسدا يعف اللسان عن تفصيله ،
و لكن يمكننا القول أنه الجسم المثالي الذي تسعى له كافة الممثلات و المغنيات ، و الغريب أنه مع كل هذا الجمال النادر كانت خجولة بشكل كبير كلما نظر إليها أخفضت بصرها و أظهرت خديها و قد تحول لونهم للأحمر الغامق ، كانت تتردد على المحل كثيرا و تشتري ملابس نسائية و تقف كثيرا عند الجزء الذي بجوار مكتبه ، و كلما مر بجوارها إرتبكت و إحمر وجهها و كادت تسقط … و بالفعل سقط هو في حبها و كأن خجلها الشديد المبالغ فيه مغناطيس عملاق يجذبه بقوة لها و لشوقه لزوجته السابقة
وصل لرقم هاتفها بمساعدة عمرو الذي يعمل معه بالمتجر ، تتبعها ووجدها و قرر أن يتزوجها نصحه الحاج سعيد بأن يسأل عن عائلتها و يختبر أخلاقها… إلا أنه كان يريد الحصول على هذا الجمال النادر بأي ثمن فهو تاجر و يقدر الأشياء القيمة ، كما أنها أخبرته أنها لا أهل لها فهي تعيش وحيدة و أما أخلاقها فقد كان خجلها الشديد و ارتباكها من أي شيء بالنسبة له أكبر دليل على أخلاقها و إستقامتها …
تم الزواج سريعا و الحقيقة فقد كانت أنثى أكثر من رائعة تركز كل مجهوداتها فقط فى إسعاد زوجها تفعل له كل ما يشاء ترقص له كثيرا تجلس تحت قدميه طوال وقته بالمنزل و هى ملتصقة به ، لاحظ انها لا تصلى فقال لا يهم سأعلمها ، لاحظ أن هاتفها دائما بالشاحن فقالت له انها تبحث فى النت فى كيفية إسعاده … كانت حقا فاتنة و جميلة و مثيرة و لا تعترض على أى شىء كانت تحب الذهب و تضاعف له فى الحب و العواطف ، تعجب عندما شاهدها تشاهد معه فيلم به مشهد عارى بعض الشىء و لكن لم تحمر خدودها … كانت تحمر أكثر خارج البيت
كان يوجد أقراص تأخذها دائما ، فسألها فارتبكت و قالت إنها أمر نسائي و أنها تهدف فقط لإمتاعه … كانت جميلة جدا و معبرة جدا …. و ناعمة جدا
طلبت منه الذهاب معه لمقره فى المتجر فهى تشتاق له فى بعده ، و عرضت مساعدته فكانت صباحا سكرتيرته و ليلا
عشيقته …. أصبحت ذراعه اليمنى لم يشعر بأى خلل فى العمل بعدما تركه الشاب عمرو الذى كان يعمل معه … وثق فيها فهى فعلا ممتعة و رائعة و جميلة دائما
استيقظ يوما ، لم يجدها قال لعلها ذهبت لتزيد جمالها أو تصبغ شعرها كما اعتادت .. و لكن مرت ساعات و لم تأتى .. إتصل بها ، التليفون مغلق … قلق عليها خرج يبحث عن جماله النادر لم يجدها .. لم يصدق نفسه … أصابه الذهول ..
ذهب للقسم ليبلغ عن فقدها … سألوه عن إسمها
أجاب بإسمها الأول فقط
إسمها الكامل يا فندم ؟
عنوانها ؟ أحد أقاربها ؟
انه حتى ليس واثقا من أنها مسلمة
اكتشف أنه لا يعرف شيئاً من هذا !!
لا يعرف أصلها أو دينها …
لم يعرف سوى جمالها النادر
عاد للبيت يبحث عن بطاقتها .. قسيمة الزواج … لم يجد أى من هذه الأوراق لم يجد سوى علبة بها سائل أحمر و إسم فندق
بحث عنه علم أنه بالغردقة حاول التواصل معهم لا فائدة ، سافر إلى هناك بحثا عن جميلته الخجولة
وجدها هناك … على حمام السباحة لم تكن وحدها ، كان بجوارها الشاب عمرو … انقض عليه اشتبك معه ، ارتفع ضغطه سقط على الارض أصابته ذبحة قلبية ..
أفاق بعد أيام ليجد نفسه بمستشفى خاص بمصر
أخبره الحاج سعيد أن جميلته الغالية ، رفعت عليه قضية خلع ، و ذلك بعد أن أخذت من خزينته مئات الآلاف و باعت بعض ممتلكاته لصالحها بما أعطاها من صلاحيات و تفويضات …
تنهد تنهيدة عميقة إنتفض فيها كل جسده العلوى ثم قال : رحمة الله عليكى يا زوجتى يا ذات الجمال الحقيقى الذى يبقى حتى بعد إنتقالك ، رحمة الله عليكى يا ذات الجمال النادر .
( تمت )
من المجموعة القصصية
( جاءنا البيان التالى )
بقلم / مصطفى محمد علاء بركات