أِشياء لا تعرفها عن السلطان العثماني “السلطان عبدالحميد”


تقرير ..معاذ الحسيني
ولادة السلطان عبد الحميد الثاني ونشأته 

ولد عبد الحميد الثاني في 26شعبان 1258هجري، توفيت والدته وهو صغير فتولت العناية به زوجة أبيه وكانت عقيماً فأحسنت تربيته. تعلم العديد من اللغات منها العربية والفارسية، درس التاريخ والأدب وعلم التصوف ونظم الشعر كما برع في استخدام الأسلحة والسيف وكان مهتماً بالسياسة متابعاً لما يحدث من تطورات على الساحة السياسية واعياً للمطامع الأوروبية في بلاده وهذه الصفات أهلته ليكون سلطاناً محنكاً وخليفةً عادلاً قوياً يعلي راية دولته بين الأمم. 

السلطان عبد الحميد الثاني 

تولى الخلافة بعد أخيه السلطان مراد، ودأب على اصلاح الدولة العثمانية وتقليل اعتمادها على أوروبا كما سعى بكامل قوته إلى إعادة العزة للخلافة فأطلق شعاره الشهير “يا مسلمي العالم اتحدوا “سعياً منه الى توحيد الأمة الاسلامية، ليس هذا فحسب بل وقام بالعديد من الاصلاحات والإنجازات في فترة حكمه نذكر منها: 

أنشأ جامعة اسطنبول وفيها العديد من الكليات الحديثة. 

أدخل التليجراف إلى بلاده من ماله الخاص. 

أنشأ المدارس الحديثة وأدخل إليها العلوم العصرية. 

أدخل أول دراجة وأول سيارة إلى بلاده. 

أول من أدخل نظام القياس المتري إلى بلاده. 

أنشأ دار للمعلمات ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء. 

أنشأ خط سكة الحديد الحجازي. 

خط سكة الحديد الحجازي 

كان هذا المشروع أهم المشاريع التي قام بها السلطان عبد الحميد الثاني مسخراًّ له جل جهده وماله فتبرع من ماله الخاص بخمسين ألف ليرة ومن خزينة الدولة كما جمع التبرعات من سائر الأقطار الإسلامية من أجل إتمام هذا المشروع اذ تدفق المسلمون من سائر البلدان للتبرع مباركين هذا المشروع العظيم الذي قدرت تكلفته بثلاثة ملايين ونصف ليرة لكنه احتاج أكثر من ذلك وانطلقت أول رحلة من دمشق إلى المدينة المنورة لكن الافتتاح تم مع ذكرى جلوس السلطان على العرش كما أضيء المسجد النبوي الشريف بالكهرباء في ذات اليوم. 

وتبرز أهمية هذا المشروع لكونه سيربط جميع أجزاء الدولة العثمانية ببعضها؛ مما يسهل حمايتها كما يجبر الولايات على الاندماج والخضوع للدولة العثمانية، ناهيك عن مساهمته في إنعاش الحياة الاقتصادية داخل الدولة، وسيساعد أيضاً حجاج بيت الله الحرام في رحلتهم الطويلة والشاقة وسيوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد. 

وبالرغم من الصعوبات والعقبات التي واجهها السلطان من مكر الدول الأوروبية لإفشال هذا المشروع العظيم إلا أنه تمكن بعبقرتيه السياسية من التخلص من هذه العقبات. 

فلسطين في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 

أولى السلطان عبد الحميد أهميةً بالغهً لدولة فلسطين عامة والقدس خاصة حيث جعلها تحت حمايته مباشرة ومنع اليهود من دخولها أو شراء الأراضي داخلها وأعلن لسكان القدس أنه من أراد بيع أرض بسبب حاجته للمال فإن الدولة العثمانية ستقوم بشراء هذه الارض؛ لقد كان يعلم أن اليهود يسعون لإقامة دولة يهودية في فلسطين وقد كتب التاريخ مقولته المشهورة رداً على ثيودور هرتزل الذي عرض عليه سداد ديون الدولة العثمانية والتي كانت تؤرق السلطان مقابل السماح لليهود بالإقامة في القدس لكنه أجاب:” لا أستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة لأنها ليست ملكي بل هي ملك شعبي ولقد قاتل أسلافي من أجل هذه الارض فليحتفظ اليهود بملايينهم…” لقد وضع شرطاً واحداً لا غير لدخول اليهود واقامة دولتهم وهو أن يقطع إرباً ارباً َوتنتهي دولته حينها فقط يكون لهم ذلك وفعلاً لم يستطع اليهود دخول فلسطين إلا بعد عزله من منصبه. 

عزل السلطان عبد الحميد الثاني ووفاته 

نشأت جمعية الاتحاد والترقي وعملت لسنين من أجل إسقاط حكم السلطان عبد الحميد الثاني وذلك بإنشائها مدارس فكرية تدعم الفكر الاوروبي وتناهض الحكم العثماني كما أنشأت داخلها خلية عسكرية تغلغلت في الدولة وقامت بانقلاب انتهى بعزل السلطان لتنتهي بذلك الخلافة العثمانية. 

توفي السلطان عبد الحميد في العاشر من شهر شباط سنة 1918 م.

Related posts

Leave a Comment