كتب / عمرو الفقي

 تشهد تركيا موجة هجرة لأعداد كبيرة من أصحاب الخبرات والكفاءات في مجالات عدة، أغلبها هربا من قمع النظام لا سيما منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في صيف ٢٠١٦. وأوضح موقع “أحوال” التركي الناطق باللغة الإنجليزية، أن حجم هذه الموجات ارتفع بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر ٢٠١٥، عندما فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان بأغلبية كبيرة في البرلمان. كما ارتفعت تلك الوتيرة بعد الانقلاب الفاشل في ١٥ يوليو ٢٠١٦، حيث أدى القمع الذي مارسته الحكومة بحق أعداد كبيرة من الأكاديميين وأصحاب العقول إلى هجرة الكثير منهم وطلبهم اللجوء في أوروبا ودول أخرى. وذكرت تقارير أنه جرى فصل أكثر من ٦ آلاف أكاديمي من الجامعات العامة بحجة دعمهم للانقلاب، كما تم استهداف مئات الأكاديميين الذين كان يعملون في جامعات خاصة أيضا. 
وكان أكبر أحزب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري، قد ذكر في تقرير نشره مؤخرا، أن الهجرة من تركيا فى تزايد مستمر، حيث شهد عام ٢٠١٧ ارتفاعا بنسبة ٦٣ بالمئة، ليصل عدد المهاجرين العام الماضى فقط إلى ١١٣ ألفا و ٣٢٦ مواطنا. وأوضح التقرير الذى أعدته منصة إدارة العلوم والثقافة بالحزب التركي المعارض، أن العمالة الماهرة تفضل العيش بالخارج نتيجة للضغوط السياسية والاضطرابات الاقتصادية المتزايدة خلال حكم حزب العدالة والتنمية. وشدد التقرير على تزايد هجرة العقول يوميا بسبب السياسات الخاطئة والانحيازية التى يتبعها الحزب الحاكم، مشيرا إلى أن هناك شخصين مهاجرين من بين كل ٥ أتراك تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و ٣٤ عاما، وأن نسبة النساء فى أوساط المهاجرين ارتفعت خلال عام ٢٠١٧ من ٣٧ بالمئة إلى ٤٢ في المئة.

 وفى العام ذاته، غادر تركيا أكثر من ٥ آلاف ثري، بينما شهدت الثلاث سنوات الأخيرة خروج ١٣ ألف مستثمر ورجل أعمال، حيث خسرت البلاد ٢٢٠ مليار دولار توجهت إلى ٢٠ دولة عضوة فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *