سها جادالله…..

كيف يفرق الإنسان العادي بين النبي إذا أتى بمعجزة أو الساحر الذي ادعى النبوة كالأسود العنسي الذي أتى ببعض الخوارق. وهذا الأمر كان قد اختلط على الأقوام الذين أرسل الله إليهم الأنبياء.

 لكي نصل الجواب الشافي ، والبعد عن  الاشتباه الذي قد يحصل بين أمر النبوة ومعجزاتها، وأمر السحر وخوارقه، ولذلك وقع من وقع في الردة بتصديق المتنبئين.
ومن أعظم المؤلفات وأقواها في مبحث النبوة كتاب (النبوات) لشيخ الإسلام ابن تيمية،  الذي ألفه لإبراز معتقد أهل السنة والجماعة في الفرق بين النبي والمتنبئ، ومعرفة طرق إثبات النبوة، والتفريق بين أنواع الخوارق، وكذلك للرد على المخالفين في النبوات، من المتكلمين والفلاسفة.
 والأمر في ذلك كما قال رحمه الله: والفرق بين النبي والساحر أعظم من الفرق بين الليل والنهار.
 والنبي يأتيه ملَك كريم من عند الله ينبئه الله، والساحر والكاهن إنّما معه شيطان يأمره ويخبره؛ قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُون}.
 فلا الخبر كالخبر، ولا الأمر كالأمر، ولا مُخْبِر هذا كمخبر هذا، ولا آمر هذا كآمر هذا؛ كما أنّه ليس هذا مثل هذا.
بينما، الولِيُّ فهو كلُّ مؤمنٍ تقيٍّ؛ أي: قائمٍ بطاعةِ اللهِ على  الوجه المطلوبِ شرعًا.
أن خرق العادة وحدوث المعجزة أو الكرامة لا ترفع صاحبها عن مقام العبودية، وبالتالي لا يستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله، وإنما غاية الأمر أن يُطلب منه الدعاء فيلجأ إلى الله تعالى لدفع كربة، أو تيسير عسير، أو تقريب بعيد، ونحو هذه الأمور.
ومن ذلك ما هو مشهور في ترجمة الصحابي الكريم البراء بن مالك رضي الله عنه، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: روى التّرمذيّ من طريق ثابت وعلي بن زيد، عن أنس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: ربّ أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على اللَّه لأبرّه، منهم البراء بن مالك ـ فلما كان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس، فقال المسلمون: يا براء، أقسم على ربك! فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيّك، فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزّارة من عظماء الفرس، وأخذ سلبه، فانهزم الفرس، وقتل البراء. 
والمقصود أن كرامات الأولياء ليس فيها تجاوز لحدود العبودية لله تعالى، وإنما تحصل بمشيئته وقدرته، ويترتب عليها زيادة الإيمان به سبحانه، وصدق التوكل عليه، وليست هي ولا المعجزات قدرة ذاتية في النبي ولا في الولي، وليس ظهورها بمحض إرادتهم أو رغبتهم، وإنما هي من الله تعالى مشيئةً وقدرا، ومن أمثلة ذلك قصة عمران بن حصين المشهورة في تسليم الملائكة عليه، ثم تركها للتسليم برغم رغبته فيه، حيث قال رضي الله عنه: كان يُسلَّم عليَّ حتى اكتويت، فتُرِكْت، ثم تَرَكْتُ الكيَّ فعاد. رواه مسلم.
وأما الخطأ والانحراف في تعامل بعض الناس مع قضية الكرامات، فهذا شأن آخر، يحتاج إلى تعليم وتأديب، ليس في ضبط الاعتقاد فحسب، وإنما في ذلك وفي استعمال الألفاظ
نضع بين ايديكم متابعينا الكرام حديث للشيخ اسلام يوضح لنا الفرق بين النبي والساحر والولي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *