المملكة العربية السعودية تقود المنطقة وتصبح أول دولة عربية تضع قدماً لها بين كبرى شركات تطوير ألعاب الفيديو.. حريتي
حين الحديث عن تطوير الألعاب الإلكترونية ومدى إمكانات الأستديوهات العالمية المعروفة تتجه الأنظار تلقائياً نحو الغرب متمثلةً في “أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”، وأصبحت هذه الصناعة تتفوق في إيراداتها على أسواق السينما العالمية بمبيعات تتجاوز المائة مليار دولار سنوياً، وقد يتسائل القارىء لهذه المقالة حول مدى قدرة المنطقة العربية في تعزيز الثقة لدى المستثمر العربي، وإنشاء بيئة وظروف مناسبة للمواهب العربية من أجل النهوض بالسوق العربية سواء من حيث النمو أو القدرة على التطوير والمواكبة.
واذا قمنا بعملية بحث سريعة حول نسبة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، حيث ستتفاجىء بأن الأرقام فيه لا تتعدى مانسبته 1% من مجموع المحتوى العالمي بما فيه الألعاب الإلكترونية، ولكن هذا لا يمنع من وجود سوق عربية جديدة نامية تحتاج فقط مزيداً من الجهد والوقت ووقوف المسؤولين على الأمر.
ولكن لا توجد طريقة مثالية من أجل إقناع المستثمرين العرب لوضع أموالهم في هذا القطاع، وبما أن هذه الصناعة تعتبر دخيلة أو جديدة على الثقافة العربية وغير مضمونة الأرباح، ناهيك على أن أرباحها لا تُحصد بشكل فوري، بالإضافة على عقبات إرتفاع تكاليف الإنتاج التي لا يستطيع المطور العربي تحمل تكاليفها.
أضف عندك صعوبة المنافسة مع المنتجات العالمية ذات الجودة العالية، بالاضافة الى قلة الكفاءات العربية المتخصصة في هذا المجال التي من الصعب عليها أن تبدأ في العمل مع الإستديوهات الناشئة، والمخاطرة قد لا تكون خياراً لهؤلاء المطورين، لكن يبقى هناك توجه متزايد من الشباب العربي وإهتمامهم في عالم تطوير الألعاب الإلكترونية الذي يشهد ازدياداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، كون هذا المجال سيتيح فرصاً كبيرة في المستقبل القريب.
رغم كل ذلك لا يستطيع أحد أن ينكر أحد بأن وتيرة التركيز على تطوير الألعاب الإلكترونية في المنطقة العربية مؤخراً وبشكل عام أصبحت آخذة بالتصاعد، وتحديداً في منطقة الخليج العربي، لذلك من منا لم يلاحظ ملامح محركات التغيير على مستوى المنطقة وتحديداً الممكلة العربية السعودية خاصةً في مجال الاستثمار في الترفيه ودعم المواهب العربية الذي تمثل احداها في مؤسسة هاكثون الأمل التي تعتبر نموذج راقي ومبشر بالخير في دعم الشباب المطور.
العديد من الشباب العربي والسعودي تحديداً يضع آمال كبيرة على مشروع نيوم الذي يدخل ضمن “رؤية السعودية 2030” الذي يهدف الى الاستثمار في تسعة قطاعات متخصّصة أهمها مستقبل العلوم التقنية والرقمية، والإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه الذي يقوده المستشار الطموح تركي آل الشيخ، وقد يصل الأمر الى انشاء جامعات ومعاهد خاصة بتعليم تطوير وتصميم الألعاب التي تفتقدها المنطقة بقوة.
مؤشرات الإهتمام السعودي في سوق الألعاب الالكترونية بجعلها قلب ومحور المنطقة العربية، بدأت تظهر كذلك من خلال الاعلان رسمياً عن استحواذ شركة EGDC السعودية على ثلث اسهم شركة انتاج العاب الفيديو اليابانية SNK، والتي بموجبها تنقل 33.3% من أسهم شركة SNK إلى شركة تطوير الألعاب الإلكترونية السعودية EGDC وبتمويل نسبته 100٪ من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو أكبر مساهم في شركة EGDC ويبدو أن الاستحواذ على SNK هو جزء من برنامج الأمير “رؤية السعودية 2030”.
بالإضافة الى قيام صندوق الإستمثار السعودي العام بشراء 15 مليون سهم بشركة أكتيفيجن بليزارد، مما يجعله سادس أكبر مساهم في الشركة وفقاً لـ S&P Capital IQ، وشراء 7.4 مليون من حصة شركة إلكترونك آرتس “EA” وهذا يجعل منها سادس أكبر مساهم في الشركة، وأخيراً قيام صندوق الاستثمار السعودي بشراء 4 مليون سهم في شركة Take-Two Interactive مما يجعلها خامس أكبر مساهم فيها.
فلذلك.. نعم هناك مستقبل واعد للمطورين وللسوق العربية بشكل عام، وستكون الممكلة قلبها النابض وبذلك قد نشهد عودة قوية لأستديوهات عربية مثل سيما فور “Semaphorelab” وغيرها ودعم أفضل للمطورين المستقلين، وبتلك الخطوات الجريئة والشجاعة ستصبح بيئة الاستثمار أكثر أمناً، وسوف تشجع المستثمرين على دخول هذا السوق الواعد، خاصةً أن الألعاب اللكترونية أصبحت تُعد واحدة من أساليب الترفيه الأكثر إنتشاراً وإزدهاراً معاً في العديد من مناطق العالم.