إن أجمل تعريف للحرية ما قاله الأديب والشاعر المنفلوطي وهو “الحرية هي الحياة ولولاها لكانت حياة الانسان أشبه شيء بحياة اللعب المتحركة في أيدي الأطفال .” وهل للأطفال قدرة على أخذ القرار بإرادة حرة ؟ كما لا أستطيع أن أنسى المقولة الشهيرة ” حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ” لأن الشخص عليه أن يفهم أن حريته لا يجب ان تتسبب في أي تعدي على حق الآخر أو إلحاق الضرر بالآخرين . عندما تتعارض الحرية مع الضوابط الدينية فإنها حرية شاذة ضد قوانين المجتمع وغير مقبولة إطلاقا فيه . حريتك هي حقك في إتخاذ القرار الذي يتماشى ويتوافق مع مصلحتك دون التسبب في ضرر لمصالح الآخرين . الحرية الحقيقية هي الأساس ” في تحقيق سعادة الفرد وبالتالي المجتمع ” لانها تخلق الجو الصحي والملائم لحرية الرأي والتعبير والإبداع وليس الخوف والقلق اللذان يقفان سدًا منيعا في وجه قدرة الأشخاص إلى المطالبة بحقوقهم المختلفة وزيادة فاعليتهم في المشاركة السياسية والقدرة على الإختيار الإيجابي ولذلك يقاس تقدم الدول بمدى الحرية التي يتمتع بها شعبها .
ما هي أشكال الحريات المطلوبة ؟ أولها حرية الرأي والتعبير عن الآراء في العلن دون قيد أو شرط مع وجود أو تقديم الإثباتات الدالة على صحة الرأي. . وثانيها الحرية الدينية وذلك عبر ممارسة شعائر الدين الذي يعتنقه الشخص في الأماكن المخصصة لها دون التعرض للأذى . ولعل حرية الصحافة هي الأهم في أي مجتمع لأنها تنشر وتعرض كافة قضايا المجتمع دون قيد أو شرط من قبل الجهات المسؤولة في الدولة شريطة الحرص الى عدم التشهير بأي مواطن أو التحريض على أية جماعة أو خلق الفتن في المجتمع . أما المسؤولية فهي إلتزام الشخص بما يقول ويفعل وهي ثلاثة أركان : المسؤولية القانونية والأخلاقية والإجتماعية ، وتعني قدرة الفرد الى تحمل عواقب أفعاله العائدة لإختياره مع علمه المسبق بالنتائج أو العواقب سواء كانت سيئة أو جيدة ، فمثلا المسؤولية الأخلاقية هي الإهتمام بالآخرين بإبداء مشاعر الرحمة والحنان في العلاقات المختلفة بين الحاكم والمحكوم ، والأب والإبن والرجل والمرأة وغيرهم وتشمل أيضًا الرعاية المجتمعية لليتامى والفقراء وكبار السن وغيرهم من المحتاجين ورعاية الأبناء للوالدين في سن الشيخوخة . أما المسؤولية القانونية فتشمل كل من له علاقة مباشرةً بوضع القوانين العادلة والشاملة لكل ما يزيد في رفاهية وتقدم المجتمع بالإضافة الى الإشراف على تنفيذ القوانين على أي مواطن مهما كان مركزه الإجتماعي أو الوظيفي . ويجب الا ننسى المسؤولية المهنية التي تقتضي الإلتزام بالدوام الكامل وإنجاز الأعمال المطلوبة والحرص عل تقدم العمل ونموه من خلال إحترام المرء لقوانين وضوابط العمل . وختاما يمكن القول أن تحمل المسؤولية له الكثير من النتائج الإيجابية على الفرد والمجتمع ومنها إزدياد الثقة بالنفس نتيجة تخطى الكثير من الصعوبات في تصريف الشؤون الحياتية المختلفة لمن يتحمل المسؤولية علاوة على كسب إحترام الآخرين لأنهم أشخاص يعتمد عليهم وهكذا نساهم في النهوض والإرتقاء بالمجتمع الذي نعيش فيه . الحرية والمسؤولية مرتبطان ” بعضهم ببعض حيث أن حرية بدون مسؤولية هي حرية ناقصة ومسؤولية بدون حرية هي مسؤولية زائفة . “