عودة المدارس بين الحنين للنظام وأزمة الانضباط !
**********************************بقلم : ا.د. محمود فوزي أحمد بدوي …
أستاذ أصول التربية … وو كيل كلية التربية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة …جامعة المنوفية
*** بقليل من الإنصاف ، فإن عودة المدارس هي عودة للروح التربوية في الجسد المجتمعي ، فالمدارس ليست وكالات للمجتمع فقط في تربية الأبناء وليست كذلك سياجا لتكريس توجهات في التعليم وكفى ، إنما هي حاضنات القيم وحارس التربية النبيل الذي يتعهد الأبناء بالرعاية والاحتضان فيقدم لهم معالم الحياة الكريمة التي يقبلها المجتمع وتصف الانتماء إليه والاعتداد بالانتساب له ومن ثم الشعور بالإيجابية المجتمعية والعمل المخلص على رفعة المجتمع وارتقائه …عادت المدارس بين حنين الأهل والطلاب أنفسهم للنظام الذي يشعرهم بأنهم يتعلمون وأنهم يتمتعون بأهمية لدى المجتمع الذي يحرص على بنائهم وتمكينهم من مهارات الحياة والتمتع بالقدر السليم للتعايش والتعبير الحقيقي عن الذات ، فمن خلال النظام المدرسي يتعلم الأبناء ويكتسبون قيم الانضباط الحقيقي واحترام الكبير والالتزام بما يؤمن وجودهم المعرفي والتربوي والإنساني ، لأنهم يتعايشون مع نظام له قواعد وأسس للتواصل والاستمرارية ، هذا بالإضافة إلى التمتع الكريم بممارسة الأنشطة التي تعد تعبيرا عن الذات ومتنفسا للوجود واتخاذ القرار …!
نعم يفرح الأبناء والآباء بعودة المدارس لأنها المناط الآمن لسلامة الأبناء وحسن رعايتهم والاطمئنان الكامل لأنهم في أياد أمينة مسؤولة تعمل وفق ضوابط ومحاسبة وحرص على الرعاية وتحقيق الأهداف المرسومة لصلاح الفرد والمجتمع في إطار خطة واضحة تتكامل في تحقيقها كل الأطراف ، بل ويبدعون كذلك في تحقيق هذه الغايات …!
وكذلك لأن الإعداد التربوي والنفسي سيكون في أعلى مستوى له لتفعيل تدريس مادة التربية الدينية التي تمكن الإنسان وتعاونه على تهذيب روحه والسير على الطريق الحق بمراعاة العلاقة الكريمة بالله والسير وفق منهجه العظيم …
ولكن على الجانب الآخر يشعر كثير من الطلاب بنوع من الضغط وتقييد الحرية والسير على قواعد وأسس يتم وفقا لها محاسبتهم وفرض حالة من الانضباط الشكلي الذي لا يقدم كثيرا سوى المعاناة والشعور بضعف الحرية والتدخل في مسارات النمو وتعطيل الإرادة الفردية …!
ولأصحاب الإتجاه الثاني نقول أن المدارس هي الجهة التي تعمل وفق رؤية واضحة وأسس سليمة يضعها المجتمع ويرتضيها في تربية أبنائه وتشكيل سلوكهم بالتدريب والإرشاد والتعليم ، ليكونوا مواطنين صالحين تؤتى ثمار وجودهم ، وتتحدد معالم مسالكهم نحو الإيجابية وتحقيق الوجود الفردي الذي يحقق الوجود الأكبر للمجتمع وريادته بأعز ما يملك وهم أبنائه …!
، ومن هنا نقول أهلا بعودة المدارس روحا تحيي جسدا عاش فترة طويلة وهو يحتضر …!!!
خالص الأمنيات بعمل كريم ناجز للمدارس ومن بعدها تطوير أدائها والاطمئنان على رسالتها في تعليم أبناء المجتمع …
وكل عام وأنتم ومصرنا الحبيبة بكل خير وعافية تعليمية تربوية أخلاقية …!