في قلب هذا الوطن العزيز، تنبض حكايةٌ لا تعرف التفرقة، ولا تؤمن إلا بالإنسان، حكايةٌ خطَّها التاريخ بماء المحبة ونسجتها الأيادي المصرية في خيوطٍ واحدة لا تنفصم.
فالمسلم والمسيحي في مصر ليسا طائفتين متجاورتين، بل هما روحان في جسدٍ واحد، يشتركان في ترابٍ واحد، وسماءٍ واحدة، وأحلامٍ واحدة.
منذ آلاف السنين، تعاقبت على أرض الكنانة حضارات كثيرة، لكن ما بقي ثابتًا هو تلاحم أبنائها في السراء والضراء. حين يفرح الوطن، يفرح الجميع، وحين تمر به الأزمات، تمتد الأيدي لتشدّ بعضها دون أن تسأل عن دينٍ أو مذهبٍ أو عقيدة.
في الأزمنة الصعبة، وقف المسلم إلى جوار المسيحي، ووقف المسيحي إلى جوار المسلم، يقدمان معًا مثالًا نادرًا في التماسك والوحدة. في الأعياد، تتبادل القلوب التهاني، وفي الأزمات، تتلاقى الدعوات على نية الخير والسلام.
لقد علمتنا مصر أن المحبة لا تُقاس بعدد الصلوات، بل بنقاء النيات. وأن الانتماء الحقيقي للوطن هو أن نحفظ بعضنا، ونحترم اختلافنا، ونعمل معًا من أجل مستقبلٍ يليق بأبنائنا.
نعم، نحن نسيجٌ واحد. قد تختلف خيوطنا في اللون، لكنها تمتزج في جمالٍ واحد يزين راية الوطن.
فليكن شعارنا دائمًا:
«يدٌ في يد، وقلبٌ واحد، ووطنٌ لا يعرف التفرقة
